Categories
My Impressions إنطباعاتى

عابر سرير أم عابر أوطان

عابر سرير.. عابر سبيل أم عابر أوطان.

لأنأى بنفسى بعيدا عن كورونا، مستجدات كورونا ، أموات كورونا، أصحاء كورونا، معافين كورونا. العنصرية، الظلم، غياب العدالة الحرب فى ليبيا. سد النهضة ، أكتب فى شئ مختلف، لعله يسرى عنا ويأخذنا بعيدا بعض الشئ.

وجدت رواية “عابر سرير” للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى قابعة بين بعض الكتب الجديدة والقديمة التى أحضرتها معى من مصر فى زيارتى الأخيرة.

فازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ عام 1998، وهى الجزء الثالث من ثلاثية “ذاكرة الجسد “، “فوضى الحواس”.
أحلام مستغانمي (13 أبريل 1953) روائية جزائرية، عرف والدها السجون الفرنسية بسبب مشاركته في الثورة الجزائرية. من أوائل الخرييجين من جامعة الجزائر. حاصلة على “ليسانس” أدب عربى – حينما كانت اللغة الفرنسية لازالت اللغة الرسمية فى الجزائر و الدكتوراه من السوربون فى علم الإجتماع. من أقوالها: “عندما نخسر حبًا يكتب المرء الشعر، وعندما نخسر وطنًا نكتب الروايات”.

تحكى الرواية عن مصور جزائرى يسافر إلى باريس للحصول على جائزته فى احسن صورة قام بتصويرها. صورة طفل يجلس القرفصاء مرتعدا بعد أن كان الوحيد الذى نجى من مذبحة طالت أهل قريته جميعا بما فيهم والديه. يستند برأسه على حائط فى الشارع كتب عليه بالدم، ربما دم والديه الذى لم يبرد بعد عن الحركات الإرهابية الإسلامية والقصاص لمن يخرجون عن طاعة الإمارة. عندما ظبط المصور عدسته لتلتقط الصورة ببراعة كانت عيناه غارقتان بالدموع من هول المنظر الذى يلتقطه، مما جعله يشعر بغمامة التصوير. يستشعر البطل غرابة شعوره بحصوله على جائزة تؤرخ للدم والعنف.

تبدع الكاتبة فى وصف الحركات الإرهابية والقمعية. التطرف الدينى وبشاعة القتل والتدمير من قبل المتطرفين، الخيوط المتشابكة للحب، الموت، الرغبة والإغتراب. تكشف عن علاقة الحب بين البطل ومحبوبته “حياة”، والتى يتصادف أثناء زيارته أن يلتقى بها بعد غياب ثلاثة أعوام.
عابر سرير، عابر سبيل أو عابر أوطان خوض في مأساة الإنسان وأحلامه البائسة.

حكاية البطل الذى إنتقل من عدة أسرة فى طفولته نتيجة وفاة والدته وإنتقاله إلى فراش جدته. ثم فراش محبوبته.. ثم فراش زوجته.. وبين هذه الآسرة يشعر بالغربة والوحدة. وقد عبر من الجزائر الى باريس ثم الى الجزائر مرة أخرى ليوارى جثمان غريمه ومنافسه فى حب حبيبته “حياة” ووصفه لكل مشاعر لإنسان حى يحمل جثمان أخر ميت فى نفس الطائرة. وصف أجادته الكاتبة ببراعة.

عبرت “مستغمانى” عن إحسالسات رجل، مشاعر رجل، رغبات رجل، إحباطات رجل. إحتياجات رجل، تناقضات رجل وغرائز رجل. أجادت بحرفية ومهنية كاتبة فى وصف المشاعر الدفينة المخبأة تحت صلابة وقوة الرجال مستخدمة لغة عربية رصينة وتشبيهات وجمل بلاغية طازجة مما جعلت القارئ فى حالة شغف وترقب. صورت علاقات الرجال بعضهم البعض عندما تقف إمرأة فى المنتصف. حينما يقع رجلان فى حب ذات المرأة.

من أقوال البطل ” أطالبك بحق اللجوء العاطفى إلى جسدك”. “كيف أفك الإشتباك مع عينيك، كل ماارادته هو أن أطيل النظر إليك بعد هذا الغياب”. “لاأحب الثرثرة على شراشف الضجر” وغيرها من الكلمات إستخدمتها “أحلام” كطلقات رصاص فى روايتها التى أعيد نشرها أكثر من عشرين مرة.

قرأت “عابر سرير” مرتين . أخرجنى بعض الشئ من رتابة الحياة، تطفل أخبار كورونا. أتمنى أن أقرا ألجزئين الأخرين لأتعرف أكثر على هذا الكاتبة الإستثنائية.

قراءة ممتعة للجميع.

By Somaya Zakaria

An Egyptian American citizen. A woman who started a new chapter of her life in her middle age by moving to US. A person who left her comfortable zone to a busy and different kind of life. A wife, mother, grandmother and a writer who wears different hats and enjoys her roles in life. Souma