Categories
My Impressions إنطباعاتى

أسبوع مع الشياطين الصغار

قضيت أسبوعا مع الاطفال فى سن العاشرة. تلاميذ.. حلوين.. شكلهم حلو.. لكنهم عفاريت.

الفصل حوالى 15 طفلا يجلسون متباعدين.. يضعون “الماسك” فوق أنوفهم. غابوا عن المدرسة أربعة أسابيع. إ فتقدوا أصحابهم. الفصل كان أشبه بحديقة الحيوان أو “جبلاية القرود”. كمية نشاط وكلام وحركات تفوق تصورى.

كنت أعمل بديلا لمعلمة لغة إنجليزية التى تركت لى الكثير من المهام والتعليمات. كشف الحضور والإنصراف، شرح الدرس، مراجعة أوراق الأنشطة التى يقوم بها التلاميذ و تصحيحها وإعطاءهم درجات. تنظيف المقاعد والأماكن التى يجلسون عليها بعد الإنتهاء من نهاية كل حصة. عدم السماح بذهاب اكثر من طفل إلى دورة المياه. عدم تناول الأطفال وجبة الغداء فة قاعة الطعام بل فى الفصل. التاكد من استعمالهم المنظف الخاص للأيدى. التأكد من وسيلة مواصلتهم بالسيارة أو “بأتوبيس” المدرسة. مجهود بدنى ونفسى وعصبى يفوق طاقتى.

الأطفال يتلقون دروسهم عن طريق google class – جوجل كلاس على الكمبيوتير الخاص بكل تلميذ. توفره المدرسة مجانا حتى نهاية العام ثم يترك فيما بعد. قد يدفع التلميذ غرامة 50 دولارا فى حال لم يحافظ على الكمبيوتير الصغير الخاص به.

كان عليهم تعلم أسماء الظرف وطريقة إستعمالها ووضعها فى جمل مفيدة. عن طريق مشاهدة فيديو.. قراءة.. حل تمرينات. وكذلك التعرف على تاريخ ألاباما فى الدراسات الأجتماعية.. قراءة كتاب وحل الأسئلة. إلى جانب علومهم فى الحساب والعلوم.

هنا لا يغادر المعلم الفصل.. بل يأتى اليه التلاميذ لتلقى الدرس. فمعلم اللغة الأنجليزية مثلا يقوم بشرح الدرس لمختلف التلاميذ الذين يأتون للغة الأنجليزية ثم يذهبون فى الحصة التالية الى معلمة الحساب ويأتى تلاميذ غيرهم. اليوم سبع حصص. بمعدل 15 تلميذ كل حصة. فانت تقوم بشرح وتصحيح والتعامل مع حوالى مائة تلميذ مختلف فى اليوم.

فى الأول بدأت أشعر بالنقمة على نفسى فى قبول مثل هذه المهمة التى سأعيشها لأأسبوع. لكنى قررت أن أتغلب عليها وأن أنفض عن كاهلى هذا الشعور بالإحباط.

بدأت أفوض بعض التلاميذ فى كل حصة بتنظيف المقاعد والمكاتب بالمنظف المطلوب. أخذت أسال منهم بتوزيع أوراق التدريبات الخاصة بهم. بدأت أجازى من يحصل على درجات عالية ببعض الحلوى. وأخيرا كنت أختار واحدا منهم أن يقوم بكتابة أسماء المشاغبين على السبورة والسماح بإزاحة هذه الأسماء إذا ماألتزمت بالهدوء.

أخذت أكتب لهم أسماءهم بالعربى . فرحوا بذلك جدا.. مثل Michael مايكل او مولىMolly – . وضعوا ورقة الإسم بالعربى على جباههم وعلى ملابسهم. أظهرت لهم العملات الورقية والمعدنية التى نستعملها فى مصر. والتى أحضرت منها الكثير. أخذوا يصرخون.. .wow.. cool. سألنى بعض منهم هل يمكن أن يحصل على العملة المعدنية من فئة الجنيه أو النصف جنيه.. لم أمانع. كان معى منها الكثيرجدا. بإختصار أعطيت الفصل كله العملة المعدنية من الجنيه أو غيره. أغبطونى.. أنزلوا على سعادة وحبور كنت إشتقت إليها مع حفيدى سليم والذى هو فى مثل عمرهم.

أحضرت لهم نموذجا مصغرا لأهرامات الجيزة وأبو الهول.. ولم أنتهى من أسئلتهم وفضولهم. تعلمت منهم وتعلموا منى.. سعدت بهم وسعدوا بى. أحاطونى بكلمات حب سعدت بها.

العمل مع الأطفال يختلف عن الكبار.. فالتلاميذ الكبار هنا يقومون بعملهم بمفردهم.. ولايطلب منى سوى الإشراف عليهم. غالبا ماأجلس أقوم بعملى من قراءة وكتابة وهم يقومون بالإنتهاء من تدريباتهم بمفردهم.
لكن العمل مع الأطفال يتطلب تعليمهم.. ملاحظتهم.. الإشراف عليهم.. يكون اليوم مضنيا معهم.. لكنه مليئ بالحيوية.. مفعم بالحب.

عند إنتهاء الأسبوع..ودعنى التلاميذ بالكلمات الحلوة.. الصور الجميلة.. وقالوا أنى You are our favorite Substitute أفضل مدرسة.. يتمنون أن أعود إليهم ثانية وأن أكون معلمتهم دائما.

لم أندم على أسبوع العمل مع الشياطين الصغار.

حمدت الله على رسائله.

By Somaya Zakaria

An Egyptian American citizen. A woman who started a new chapter of her life in her middle age by moving to US. A person who left her comfortable zone to a busy and different kind of life. A wife, mother, grandmother and a writer who wears different hats and enjoys her roles in life. Souma