كانوا فى الخامسة من أعمارهم.. لم يكن بهم أى حلاوة.. لا بشرة ملساء.. لا أعين زرقاء.. لا شعر أشقر لامع أو بنى كستنائى غزير. تبدو عليهم إمارات الفقر. بشرتهم سمراء.. والبعض منهم بشرته سمراء داكنة.. شعرهم مجعد.. فقد منهم بعضا من أسنانه اللبنية إستعدادا للحصول على اسنان جديدة.
قلت لنفسىى.. “أنا لسة حاقرد، أطفال خمس سنين.. حاتتقدرى عليهم إزاى.! لا ياسومة أنت مش عسل خالص”.
مع الأطفال الصغار. البراءة الحقة.. اليد التى أمسكها لتكتب الرقم 7 والرقم 4 صحيحا وليس معكوسا. كيفية كتابة الأرقام.. والحروف. كانوا يطلبون منى ان ارى المكعبات عندما يقومون ببناءها..قضيت يوما جميلا..عفويا.
العذوبة بحق.. التلقائية.. الطفولة النقية بلا منازع. كم أنت عظيم ياإلهى.. خلقت الإنسان بجماله ونقاءه الذى لاعلاقة بمظهره، شكله أو تقاطيع وجهه.
أمضوا اليوم بحاله لا يستطيعون تذكر إسمى. أمضيت اليوم بأكمله.. أحاول أن أنطق أسماءهم صحيحة.
فى حصة الرسم دخلت المعلمة. شابة جميلة أنيقة. أعطت لكل طفل ورقة مرسوما عليها قلبا. طلبت منهم أن يختاروا ثلاثة ألوان يحبونها. يقومون بتلويين القلب – بمناسبة ال Valentine – عيد الحب. بعدها سألتهم أن يقصوا هذا القلب ويقومون بلصقه على ورقة أخرى. ويكتبون عليه أحبك.. باللغة الأنجليزية. سألتهم لمن تهدون القلب.. قال منهم إلى “ماما”، قال أحدهم إلى جدتى وقالت أخرى إلى والدى، أشار طفلة على وقالت إلى ميس … ولم تكمل عبارتها.. الله!!
نصحتنى ذات مرة زميلتى فى العمل بألا أعمل مع الأطفال الصغار لأنهم “متعبين”. لكنى إكتشفت إنى احب اللعب مع الصغار. فى كثير من الأحيان لاأشعر انى معلمتهم..بل جدتهم!!
الأطفال أحباب الله حقيقة دامغة لاتقبل الشك.. الأطفال أحبابى.. حقيقة مؤكدة بلا منازع.