Categories
My Impressions إنطباعاتى

الحب وسنينه

أعيش نهاية قصة حب حزينة مع إحدى صديقاتى الأمريكينيات. فى الثلاثين من عمرها.. جميلة.. هيفاء.. نشيطة.. ذكية.. رياضية.. متقدة حماس.. أجمل مافيها عفويتها وتلقاءيتها.

عاصرت معها الكثير من الأحداث الحلوة.. والمؤلمة. أخرها قصة حبها مع صديقها الثانى. التى دامت لما يقرب من عامين. بعد أن هجرها حبيبها الأول من أجل إمرأة أخرى. قصة معادة ومكررة.. لايغفلها المحبون!

إستقرت مع صديقها الثانى.. – الذى لم أرتح له -. وجدتها سعيدة.. مطمأنه. يتشاركان فى الكثير من الأنشطة المختلفة التى تجعل العلاقات أكثر جذابية.. وأطول عمرا. فكلما إشترك العاشقان أو الزوجان فى أشياء مشتركة – كلما أضفى هذا على علاقتهما الكثير من الحيوية وجعلها أطول عمرا.

فجأة وبدون مقدمات إختفى صديقها الثانى دون إبداء الأسباب أو حتى أن يخبرها بذلك. يالها من صاعقة!.. من ألم تعيشه المرأة. حين يعتصر قلبها. تتهشم كرامتها. يسقط كبرياءها فى سلة الأهمال والنكران، بعد أن تكون قد قدمت كل مالديها من أجل علاقة حكم عليها بالإعدام رميا بالرصاص!!.

طبعا لاأريد أن أقول لها “فتش عن المرأة” cherche la femme فالرجل بطبيبعته يعبد حريته. يكره القيود. يفضل أن يظل طيرا حرا طليقا.. يحلق من زهرة إلى زهرة. يكبله الزواج…تعافى نفسه الإلتزام.. يفضل أن يظل واقفاع “العتبة” حتى يستطيع أن يولج وأن يخرج.. دون قيود.

يترك الرجل المرأة إلى إمرأة أخرى ليست بالضرورة أكثر جمالا أو ذكاءا بل قد تكون أكثر سخونة وأشد حرارة. المرأة غالبا ماتذهب إلى رجل أخر أكثر ثراءا وأقوى نفوذا. كل هذا تحت إسم الحب وأحيانا تحت شعار “القسمة والنصيب” فى مجتمعاتنا.

هذا الحب والأمه.. أراه وأشعر به هنا فى أمريكا.. فى هذا المجتمع المفتوح.. الذى يبيح كل شىئ ويسمح بكل شئ. رغم ذلك يعيش الأنسان هنا معذبا.. محطما وفى كثير من الأحيان وحيداّ. يحب..يعشق..واحيانا يتزوج..ثم يحدث الطلاق..لماذا! إنه هوى النفس وضعفها.

يعانى الشباب فى مصر من القيود. غلاء نفقات الزواج.. صعوبة التعرف على الطرف الأخر والعديد من الموروثات والتقاليد.. يقاسى الشباب هنا فى أمريكا من الحرية.. المفرطة وإنفراط العقد. هكذا هو الأنسان.. دائما فى حالة معاناة.. فى حالة بحث عن الراحة والسعادة.. وكلما أفرط فى البحث.. كلما أفرط فى شقاء نفسه وشقاء من حوله.

لاتزال لعبة الحب بين الرجل والمرأة قائمة على مدى العصور. تأخذ صورا عد لنفس القصة!!. تبدا بالورود والإبتسامات وتنتهى غالبا بكثير من الدموع والمزيد من الأهات.

أتكلم عن الحب وأنا أجلس على مقاعد المتفرجين. عبرت أهاته. شفيت من آلامه. أغلقت بابه. إنتهيت من إنتظاره. أكتفى بالإستماع إلى حكاوى المحبين. التعايش مع آلامهم. مشاركتهم سعادتهم.. ولحظات حماسهم للحياة.. والكثير من عذابهم الذى يصيبنى فأكتب عنه!

ماذا أقول لصديقتى الشابة الجميلة!! لاأملك سوى ان أستمع إليها. أحنو عليها. أتواصل معها.. لكن أدرك ان ثقافتها ا الغربية ومفاهميها سوف تدلها على الحل.

إنها الحضارة الغربية العملية التى لاتبكى على الأطلال . تعمل بمبدا “داووينى باللتى هى الداء”. فاذا كان رجلا قد هرب.. فالرجال كثيرون.. الحياة لاتعنى سوى اليوم.فقط. فالأمس ولى وفات.. والغد فى علم الغيب!. بينما فى عالمنا الشرقى قد تتوقف الحياة تماما بفراق أحد أو تكف الساعة عن الدوران بإختفاء زوج!!

مهما قيل عن الحب وسنينه يظل الحب عاطفة رائعة.. راقية.. نورانية. تجلى الروح.. تضئ القلب.. تشع ضياءا فى الحياة. لايقف فقط على علاقة الرجل والمرأة.. !! لاأتصور الحياة .بدون حب الأهل..الأسرة، الأصدقاء.. الأولاد.. الأحفاد والوطن. بدون حب ليست حياة ، يتوقف كل شىئ على التدفق والدوران. إنه الموت.. بل العدم.

By Somaya Zakaria

An Egyptian American citizen. A woman who started a new chapter of her life in her middle age by moving to US. A person who left her comfortable zone to a busy and different kind of life. A wife, mother, grandmother and a writer who wears different hats and enjoys her roles in life. Souma