إعتدت أن أذهب إلى فصلها لأستعمل ماكينة القهوة لديها. أمنى نفسى بكوب من القهوة الأمريكية الساخنة الطازجة. قد نتبادل الكلمات.. التحيات إذا كان هناك متسع من الوقت. قد أذهب إلى فصلى قبل إنتهاء عمل القهوة، فأجدها وقد حضرت إلى الفصل وهى تمسك بفنجان القهوة وإبتسامة حلوة تعلو وجهها، وتقول “قلت أجيبها لك قبل ماتبرد”.
إنها زميلتى الأمريكية من أصول أسبانية التى أتحدث عنها. بشوشش، خدوم وبيننا حكايات صغيرة. أعرف انها متزوجة وجدة رغم صغر سنها.
من الوجوه الجميلة التى تذكرتها أثناء أجازتى السابقة لمصر. إشتريت لها “مج” Mug عليه رسومات فرعونية. شئ من مصر تتذكره عندما تحتسى قهوتها الصباحية.
ذهبت إليها عند عودتى وأعطتها الهدية..أخذتها فرحة وقالت “عمر ماحد جابلى هدية من مصر”. طبعا.. فلايوجد مصريين فى ألاباما غير العبد الفقير.. سومة!! إبتسمت.
ثم فوجئت بسيل من الدموع ينهمر على وجنتيها!! فزعت.. واقتربت منها!! سألتها مابها!! قالت أنى أبكى منذ ثلاثة أيام.. لقد أخذوا منى أولادى!!
إنتظرت.. لتكمل.. فأنا أعرف أن أولادها كبار، وحفيدتها فى المدرسة. سألت..إزاى.. قالت أولادى الثلاث الذين أرعاهم!! My foster .children أخرجت الموبايل لأرى صور ثلاثة أطفال متفاوتى الأعمار مابين 7 و5 و2. ظللت مرتبكة.. لاأعرف ماذا أقول.!
أضافت إشتريت بيتا أكبر.. لأضمهم إلى أولادى الثلاث الأخرين. قمت على رعايتهم تسعة أشهر. كنت أتمنى أن أحظى بتبنيهم!!
قلت فى نفسى “يارب ده الواحد بيستحمل عياله بالعافية”!! “دى جايبة ثلاث عيال تانيين تربيهم”، “لا وحاتموت نفسها من العياط”!!
فهمت منها أن الأطفال عادوا إلى أمهم الحقيقية، بعد أن كانت إرتبطت بهم عاطفيا. حقا هناك ناس قادرة على الحب والعطاء ولديها من الصبر ماقد يصعب فهمه أحيانا.
إنها المرة الأولى التى أتعرف على كلمة رعاية أو إحتضان “Foster”. وهى ليست تبنيا “Adoption”. مالفارق بينهما!! إنها حكاياتى فى الجزء القادم مع الملك.. الطفل.
مع خالص تحياتى..سومة