Categories
My Impressions إنطباعاتى

المارد الأسود

حدث فى مصر

دائما وأبدا لدى مشاكل مع زوجة الحارس “مراة البواب”. لاأعلم بالظبط الأسباب.. لكنى دائما عندى مشكلات فى التعامل معها..

أحصل على أعلى الدرجات فى التقييم السنوى فى عملى فى التعامل مع الأخرين interpersonal skills. على “زيرو” فى التعامل مع من على شاكلتها.

عندما كنت شابة، كانت تكيد لى. مثلا تمنعنى من ركوب المصعد بحجة أن المفتاح مع زوجها، أو لاتستيجيب لأى طلب من طلباتى، تختفى طوال اليوم أبحث عنها لتساعدنى..فلاأجدها.

فى أمريكا لايوجد حارس أو زوجته. البيوت الكبيرة
يمتلكها أصحابها. لديهم شركات أمن للحراسة. أما الأبنية الكبيرة فتغلق البوابة الكبيرة. كل ساكن لديه الرقم السرى للدخول والخروج.

لا “بواب” يغسل السيارات أو زوجة تحضر الطلبات من الخارج ، أو تأتى لتنيظيف البيت. كل فرد يعمل حاجته بنفسه.

بالنسبة لتنظيف البيوت يكون بالساعة ومحدد ماذا ستقوم “العاملة” بعمله. إذا أردت منها شيئا غير المعتاد فى التنظيف يجب أن تدفع لها مبلغا إضافيا.
التعامل مريح.. لكن مكلف. لمثل هذه العمالة ليست متوفرة . الناس معتادة تعمل أعمالها المنزلية وغير المنزليه بنفسها. إلى جانب أن البيوت سهلة التنظيف.. خالية من “الكراكيب” المصرية. الذهاب والمجئ إلى أماكن التبضع “supermarkets” سهلا يسيرا ومتاحا على مدار اليوم.

قررت هذا العام الا أدخل فى أى مشاحنات..مجادلات مع زوجة حارس العمارة. الشابة الأتية من الريف. ترتدى خمارا أسودا. تغطى كامل وجهها. لايظهر منها سوى عينين. تبدو كشبح أسود. تتمتع بذكاء ريفى فطرى.. يجعلها سريعة البديهة.. سريعة الرد. لمحتها مرة او إثنين بدون الغطاء الأسود الكثيف. شابة ريفية مليحة فى نهاية العشرينيات من العمر.

نصحنى بعض السكان بعدم التعامل معها نهائيا. لكنى فى أجازة..أريد الحياة تسير بسهولة ويسر. واليوم ينقضى دون العناء مع التنظيف وشراء المشتريات البسيطة. لذلك نجنبا لكل المشكلات.. قررت أن أستعين بها فى أقل الحدود..أن أغدق عليها. لاأهتم بأسعار الأشياء أو سؤالها.. المهم أنها توفر على العناء

كل شئ كان يسير سلسلا. فى يوم الجمعة الماضية نقرت الباب تسأل إن كنت أريد شيئا. طلبت منها اشياءا بسيطة . قلت لها “أريدهم سريعا – إذا سمحت. قالت أنا ذاهبة الأن للتو.

مضت ساعتان.. ولم تأت. نعم ساعتان بالتمام. عندم حضرت..كدت أشيط منها غضبا. كلمتها بغضب وأرفض كل هذا التأخير. إحتدت فى الكلام على وقالت لى بلغة قاطعة “خلص الكلام ياأم رامى – مش حاجيب لك حاجة تانى”.

ياربى.. لم أتوقع كل هذه البذاءة والوقاحة. تركتها ليتعامل زوجى مع من على شاكلتها.
أغلقت الباب على نفسى.. أعيش فى حالة غضب وهياج من هذه الشابة الوقحة.. ناكرة الجميل.. الجاحدة. اسأل نفسى ماسبب كل هذا الغل الذى تحمله لى!! طوال شهر.. مدة إقامتى فى مصر لم أبخل عليها بشئ.. لم أطالبها إلا بأقل القليل.

أتعجب ماهى الطريقة المثالية فى التعامل مع من على شاكلتها!! لماذا دائما وأبدا لدى مشكلات مع أمثالها!! هل العيب فى! فيهم!! فى المجتمع!! فى من!!

ظلت حالة القتامة التى سببتها لى تسيطر على وتفسد على مزاجى لفترة طويلة. تذكرت أن كبار السن يغضبن سريعا.. ويتألمن بسرعة.. ويشعرن بالحزن والجحود من الكثيرين. فهل أنا حقا أدخل مرحلة الشيخوخة.. أم دخلتها..وأعيشها!!..لا ينفع معها “قصة الشعر الشبابى’ أو الغرة التى فى المقدمة.. والملابس الكاجوال.. الإستماتة فى القضاء على البدانة! هل أنا شابة شكلا.. لكنى عجوزة روحا ونفسا!! ربما!!

ولماذا أدرت دفة الحوار إلى كل هذا! لماذا لاأعتبرها حادثة عابرة قد تحدث مع أى أحد..وأترك الموضوع وأنساه. ففى الأول والأخر.. هى صغيرة..جاهلة تحكمها موروثات ومعتقدات لاشأن لى بها!!

عشت فى حيرة وتساؤل من حادثة قد تبدو تافهة للبعض.. لكنها وضعت علامة إستفهام داخلى لازالت تحتاج إلى إجابة!!

By Somaya Zakaria

An Egyptian American citizen. A woman who started a new chapter of her life in her middle age by moving to US. A person who left her comfortable zone to a busy and different kind of life. A wife, mother, grandmother and a writer who wears different hats and enjoys her roles in life. Souma