Meals on the Wheel
ذهبت اليوم مع صديقتى التى تخطت السبعين بقليل وأختها التى إقتربت من الثمانين بقليل لتوصيل الطعام إلى الفقراء أو المسنين.
تتمتع صديقتى الغالية وأختها بلياقة جسمانية رائعة، صحة نفسية جيدة، وكفاءة ذهنية عالية. لاأشعر أبدا فى وجودى معهما أنهما مسنات، بل شابات. تتلاشى التجاعيد وآثار السنين خلف النشاط والحيوية وحب الحياة الذى يتمتعان به.
يقوم الأختان بهذا العمل فى الجمعة من كل أسبوع منذ مايزيد عن العشرين عاما. تقليد شائع فى مدينتى الصغيرة، وفى أنحاء الولايات المتحدة يطلق عليه meals on the wheels بمعنى توصيل الطعام بالسيارة إلى المنازل.
أخذنا “صوانى” الطعام النظيفة والمغلفة مع قائمة بالأسماء والعناوين. قاما بتقديمى إلى إدارة الجمعية الغير حكومية المسئولة، يطلق عيها طريق واحد ” United Way” على إنى من مصر، وأريد أن أتعرف أكثر على هذه التجربة. رحبت بى المسئولة قائلة ” أهلا بك، نرحب بتطوعك فى أى وقت”.
ذهبنا إلى كل بيت وكنا نقدم له الطعام، الذى يتميز بالنظافة وحسن المنظر والترتيب. كان يفتح لنا الباب رجل مسن أو إمرإة عجوزتعيش بمفردها. ربما بإختيارها، أو لأن الظروف فرضت عليها ذلك. فالحياة الممتدة هنا فى أمريكا والتى تجعل الأولاد يتركون البيت مبكرا بحثا عن حياتهم ومستقبلهم لاتترك للوالدين اختيار سوى العيش بمفردهم.
الناس الذين يتلقون الوجبات إما فقراء مسنين لايملكون دفع ثمن الوجبة اقل من ($5) أو مسنين ميسورى الحال بعض الشئ ، ليس لديهم من يطهو لهم الطعام، أو لايستطيعوا الطهى بأنفسهم، يدفعون ثمن الوجبات أسبوعيا.
حرصت صديقتى العزيزة أن تقوم بتقديمى إلى متلقى الطعام، حين ندلف إلى الداخل ونضع ” صينية” الطعام، أوقد يستقبلنا الشخص عند مدخل البيت.
تحدث منهم عن مرضه وأنه سوف يذهب للعلاج الكيماوى الأسبوع المقبل. قالت اخرى إنها تنتظر أولادها لإصطحابها فى نزهة اليوم. أخرى أخذت وقتا طويلا لتنطق إسمى “سومة”.
ذهبنا إلى إحدى دور المسنين التى تتميز بالنظافة المتناهية، الترتيب والهدوء. كل فرد له غرفته إلى جانب أماكن فى الداخل والخارج للجميع. ” صورة المبنى الكبير”.
قمنا بتوصيل الطعام إلى إحدى المساكن الشعبية والتى تشبه “كومباوند” راقى فى مصر. صعدنا إلى الدور الثالث حيث قدمت الطعام لأم شابة وإبنها المعاق، والذى تبينت أنه أحد التلاميذ الذين أعرفهم. ” صورة المبنى متعدد الطوابق”.
أماكن الإسكان الشعبى والتى تتميز بالجمال والرقى، تقدمها الحكومة لمحدودى أو معدومى الدخل إما مجانا، أو لقاء مبلغ بسيط جدا بناء على مستوى دخل الفرد.
الحكومة الفيدرالية تعرف مستوى دخل كل فرد، ماعليه من ضرائب وبناء عليه تقرر مستوى وشكل المساعدة التى قد يحتاجها. قالت لى صديقتى أن الأغنياء يحصدون الأموال، الفقراء يحصلون على كافة المساعدات المختلفة، أما الطبقة المتوسطة فهى التى تدفع كل الأعباء!!
يتم معاملة كبار السن – يطلقون عليهم seniors”” بكل إحترام وتقديرإلى جانب الإنسانية المفرطة. لهم تخفيضات فى كل شئ، أماكن خاصة للصعود والهبوط، أماكن الجلوس فى المتنزهات.، أو المواصلات العامة.
ودعت صديقتى وأختها بعد أن قمنا بتوزيع حوالى 12 وجبة على عدة منازل فى أماكن متفرقة. إستغرق الوقت حوالى ساعتين.
تساءلت هل يمكن تقديم وجبات بسيطة نظيفة للأسر الفقيرة فى مصر!!. هل الجمعيات الأهلية وأماكن العبادة ونوادى الروتارى والليونز يمكن أن تفعل شيئا من هذا القبيل بهذا الترتيب والنظافة والإنسانية!!. أتمنى وألف أتمنى.