Categories
My Impressions إنطباعاتى

حياتى مع كورونا

حياتى مع كورونا

يسألوننى أين روح التفاؤل !! يلومننى أننى لاأبث الأمل فى قلوب البعض. أقاوم قدر إستطاعتى، أبحث داخلى على طاقة للأمل . أحاول أن أرسم إبتسامة على وجهى. ألا أقع فريسة لليأس، الوحدة، الهواجس والأفكار السوداء. أصر جاهدة لعلنى أفلح.

أضع برنامج يومى مفيد أقوم بعمله يشمل الأشياء التى أحبها ، كالطبيخ والتنظيف والقراءة والكتابة، إلى جانب بعض الرياضة الخفيفة، ومحاولة يائسة بعدم الإنغماس فى تناول الطعام. لكنى. أقع فى منزلق الشعور بالحزن.

أتأمل مايحدث.. أحاول أن أستوعبه، أخذ منه عبرة لكى أستمر. أتساءل ترى كيف يقضى الناس يومهم!! كيف هى حياتهم!! مشاعرهم.. أود أن أسمع منهم!

أصعب شئ كنت أواجهه فى يومى هو الإستيقاظ مبكرا كل صباح للذهاب إلى المدرسة. لم أكن أتنازل أبدا عن حسن هندامى. لم أشأ كذلك أن أبدو الشرقية الأتية من وراء البحار – التى قد تأتى متأخرا ولو لدقيقة واحدة. أمنى النفس كل صباح بأن أجازة الربيع – منتصف مارس – على الأبواب. سوف أعيش أسبوعا بأكمله بلا مواعيد. أستيقظ كما يحلو لى. أتناول قهوتى على مهل. أعيش يومى فى حرية.

يشطح خيالى بأنى يمكن أن أخذ الطائرة وأسافر إلى إبنى فى ولاية أخرى، أهنأ بحبه وأستمتع بصحبته.

إنها السنة الأولى التى يأتى فيها رمضان أثناء العام الدراسى. الأعوام السابقة لم يكن يأتى رمضان ألا قبل يوم أو إثنين من إنتهاء السنة الدراسية. كنت أقول لنفسى كيف سأصوم هذا الشهر الفضيل مع الدراسة!. سأذهب مع التلاميذ كل يوم إلى الغداء فى الثانية عشر ظهرا. يسألوننى فى عفوية “ميس سومة مش حاتتغدى”, لن أجدنى مستعدة للرد سوى بكلمة “لا”.

هاهى الكورونا أتت لتغلق المدارس أبوابها قبل أجازة الربيع. بل وإمتدت الأجازة أربعة أشهر.. والله أعلم هل ستفتح ثانية أم لأ!!

شهر رمضان سأقضيه فى البيت، بلا معاناة، لن أذهب إلى المسجد للصلاة وسأحرم من الإفطار الجماعى مثل كل عام.

السفر لزيارة إبنى..أصبح حلما صعب المنال الأن، وتوقع السفر إلى مصر فى علم الغيب!

الطريق لازال طويلا.. الوقت لازال ممتدا. إشتاقت إلى ملابسى المعلقة فى دولابى،. ليس هناك داع لأن ألبسها فليس من مكان أذهب إليه أو أحد أزوره!! مالذى يدفعنى لأن أصبغ شعرى!! مالذى يحثنى على أن أضع بعض المساحيق!!! توقف العالم حولى واغلقت أبوابه حتى إشعار آخر.

تضائلت أهمية “الفلوس” إلا للضرورة. فلن اضع بنزين فى سيارة..لن اذهب لتناول طعام بالخارج ولاحاجة لشراء ملابس جديدة!!إ. تعاظمت قيمة الصحة ومعنى الوقت.!!

أوحشنى تلاميذى.. صغارى .. تلقائيتهم، ودهم الجميل، مداعابتهم، طريقتهم فى إلقاء إسمى. يتعاملون معى على أنى “تيتة” سومة وليس “ميس” سومة. يتحدثون معى بأريحية، يقبلوننى ، يطلبون منى أن أقاسمهم طعامهم الذى لااستسيغه .

الناس. أين هم!! فتيل يومى ووقوود حياتى! أشفق على نفسى من هذه المشاعر وأنا لازلت فى أول الطريق مع تداعيات “الست” كورونا!!

كنت ألف حول نفسى أثناء اليوم، أستجدى الوقت ألا يجرى, ألا يهرب، ألا يسرع. الآن أحثه على ألا يكون ضيفا ثقيلا، أن يتحرك، يمشى و يبتعد.

أيتها الكورونا مهما قيل عنك وفيك. مهما قيل أنك أتيت لتعدلى ميزان الكون الذى إختل، أن تفتحى عيوننا على أشياء لم نكن نراها من قبل، أن نبتعد قليلا.، ننظف قلوبنا، ننقى نفوسنا ، نغسل أيدينا. أن نفيق من غفلتنا، الأ نفخر بعوراتنا و نتباهى بشذوذنا. لكنك زائر سمج، ثقيل الظل يصر على أن يقبع فوق صدورنا، يملى علينا شروطه.

إرحلى.. إرحلى.. سأمتك.. سأمتك. كفاك!!

By Somaya Zakaria

An Egyptian American citizen. A woman who started a new chapter of her life in her middle age by moving to US. A person who left her comfortable zone to a busy and different kind of life. A wife, mother, grandmother and a writer who wears different hats and enjoys her roles in life. Souma