العمل التطوعى
أمضيت ثلاثة أيام فى الفراش جثة هامدة. دور برد وألم حاد فى المعدة أفقدنى القدرة على الحركة تماما.
ولأن لايمكن أن أذهب ألى الصيدلية واشترى علبة اوجمانتين – مضاد حيوى 1000 واخد منه. لانه ممنوع. ويجب المضاد الحيوى يصرف بوصفة طبية من الطبيب. فكان لزاما أن اذهب للطبيب لأحصل على الدواء وأخضع للعلاج.
كان لدى دعوة للغداء يوم السبت من هيئة تعمل لتجنب العنف ضد النساء تقديرا لعمل تطوعى قمت به منذ فترة. نظرت إلى نفسى فى المرآة فرأيت اثار العجز وتقدم العمر..والشعور بالضعف الجسمانى..وربما النفسى. قلت لنفسى..”شوية برد يعملوا فيك كده ياسومة ياعسل”.
نازعتنى نفسى فى ان أذهب وألبى الدعوة..شجعنى زوجى على الذهاب. حمدت ربنا على الأحمر والأبيض “اللى بيخلى الستات حلوة وصغيرة…والأهم بيخلينا نحس بالسعادة والثقة”.
“حطت فرشاه كده وفرشاة كده.” “وشوفت خاضار كثير وقليل..مش عارفة من غير المكياج أوالميك اب ازاى ممكن اواجه العالم”. لبست الفستان والحذاء العالى. اخذت دواء للطاقة حتى استطيع أن اصمد.
وصلنا إلى المكان الذى يبعد عنا ساعة وأربعون دقيقة. مكان جميل وجديد. المنظمون على الغداء كانوا فى غاية الود والذوق..أثنوا على المتطوعين الذين هم من جنسيات مختلفة مثل الهندية، المصرية، الباكستانية والأسبانية. قدموا لنا هدايا رمزية. قالوا أن العنف واحد..يحدث فى بلدان كثيرة مهما تعددت واختلفت لغتها.
المتطوعون ساهموا إما بوقتهم..بمعرفتهم..بمساندتهم لقضية القضاء على العنف الأسرى والتحرش الجنسى. كان دورى فى ترجمة الدليل الخاص بالأرشادات والمساعدات التى تقدمها الهيئة لدرء العنف ضد النساء.
حمدت الله على لغتنا العربية الجميلة لكى احول هذا الدليل من اللغة الأنجليزية إلى لغة الضاد ليتعلم منه من يتعلم.
نسيت البرد والام الصدر واوجاع المعدة وسط الإحساس بالتقدير والشعور بالقدرة على العطاء..حتى لو كان تطوعا.