إقتصر رمضان هذا العام على الصيام والعبادات، بلا أى إجتماعيات تذكر. كان اللجوء الى دراما رمضان أمرا لامفر منه. أذكر أن قالت زميلة جميلة عن دراما رمضان “أن أفضل شئ تفعله هو أن تغلق التلفزيون”. لكن فضلت أن أعرف لماذا يجب أن أغلق التلفزيون مسبقا!!
شاهدت العديد من المسلسات الرمضانية منها خيانة عهد: بطولة يسرا، جومانة مرادن حلا شيحا وغيرهم .. تأليف أحمد عادل، أخراج سامح عبد العزيز.
البرنس بطولة محمد رمضان، أحمد زاهر، روجينا وبعض الوجوه الشابة. تأليف وإخراج محمد سامى.
لعبة النسيان – بطولة دينا الشربينى.، أحمد داوود. تأليف تامر حبيب، إخراج أحمد شفيق.
100 وش – بطولة نيلى كريم، أسر ياسين والعديد من الوجوه الجديدة. تأليف أحمد وائل وعمرو الدالى. إخراج الرائعة كاملة أبو ذكرى.
غلب على جميع المسلسلات الحقد والغل بين أفراد العائلة الواحدة. والذى كان أساسه ومنشأه الجشع.. الطمع.. الغيرة والميراث. إتبعه الرغبة فى الإنتقام بكل الوسائل والسبل. عدم اللجوء إلى القانون. بل غلب عليها قانون الغابة..وقانون الأقوى.
فعهد (يسرا) قامت بالإنتقام من أختها وأخيها
ودفعتهم إلى حبل المشنقة لتجلب حق إبنها الذى تسببت أختها (حلا شيحة) فى موته. إستعملت سلطاتها وإمكانيتها المادية الهائلة فى تحقيق الإنتقام. حتى عندما عبرت زوجة أخيها “نادية” – عبير صبرى عن رغبتها الحقيقية فى التوبة.. ونفذت لها كل ماطلبته.. من طلاق ورد المال إلى الزوج. قامت عهد بدفع أخيها لقتل زوجته التى كان قد طلقها..لتحقق إنتقاما.. وتبين نفسا طواقة للثأر، ليس لديها القدرة على التسامح – وإعطاء اى طرف الفرصة فى الحياة الكريمة. حرمت أولاد أخيها من أمهم – النادمة على فعلتها والتى أرادت أن تحصل على فرصة ثانية.. ليعيشوا بعار الأب الذى قتل أمهم إنتقاما لشرفهم.. لا.. استاذة عهد.. إنك لاتقلى عنهم حقدا وغلا وإنتقاما.
ويأتى مسلسل البرنس الذى يوضح عفانة العلاقات الأسرية.. والتكالب على المال،. خراب الذمم ليظهر خيطا أبيضا فى “الأسطى محمود” الذى قام على تربية مريم.. على حب حمادة للمهندسة وحب البرنس لعلا.. بعض الخيوط الرقيقة تم نسجها بجانب كل هذا القبح والدمامة الذى غلب على أفراد المسلسل.
أظهر المسلسل محمد رمضان مثل “جاكى شان”.. الرجل ذو العضلات والقوة الجسمانية الهائلة.. لاأعرف من أين أستقاها.. شاب يأكل ويعيش فى الطبقة المتوسطة.. وهى مبالغة.. دون أن أيظهر عليه اى إصابة أو جرح. قرر رمضان أن تقف حياته إلى أن يأخذ بالثأر من أهله إنتقاما لزوجته وإبنه. دارت الأحداث على نفس الوتيرة.. الإنتقام والأخذ بالثار بالنفس.. دون وجوود قانون رادع، “كل واحد ياخد حقه بدراعه”.. كأننا نعيش قانون الغاب.
ولعبة النسيان.. الطمع.. الجشع.. داخل أفراد الأسرة والإنتقام.. نفس “التيمة” المعتادة.
الرسالة التى تبعثها هذه الدراما هو ان الشر يأتى من أقرب الأقربيين.. وهى تهديد للعلاقات الأسرية وفض كل علاقة بصلة الرحم والتراحم بين أفراد العائلة الواحدة. وغياب العدالة وسيطرة قانون الغاب والثأر بالنفس. فقدان الإيمان بعدالة السماء. مع تلاشى قيمة التسامح.
معظم الممثلات كن يضعن باروكات الشعر.. لتضيف المزيد من الزيف والبعد عن الحقيقة.. ولاأتصور مثلا أن دينا الشربينى كانت أنيقة أو ترتدى ملابس تتفق مع أمرأة تعيش فى “كمبوند الأكابر” إلا مرة أو مرتين.
البطل فى هذه المسلسلات هو الديكور.. البيوت الفاخرة.. التصميمات الرائعة.. الثراء الفاحش.. حمامات السباحة.،، المربيات والخادمات.. كأن مصر هى كلها ذلك.
يظل المسلسل الكوميدى المرح الخفيف 100 وش من المسللات التى جلبت الضحكة والفكاهة. اخرجنا من حالة الملل والزهق التى نعيشها. مع ظهور وجووه جديدة مثل حمادة.. سببعبع وغيرهم.
لكنه جعلنا نحب النصابيين.. الحرامية.. العواطلية.. الذين يريدون الثراء السريع…لايجيدون أى عمل شريف سوى لعبة النصب والإحتيال.. والتصنت ووضح المسلسل دور التكنولوجيا والتتبع فى إصطياد الضحايا.
100 وش كعمل فنى مسلى ومبهج ومضحك.. لكنه بين لنا سهولة الجريمة بل وشرعيتها فى وجوود 0ابطال “كيوت” مثل نيلى كريم وآسر ياسين.
.رغم كورونا وغيرها.. ظلت الدراما المصرية متربعة على عرش الإنتاج الفنى الرمضانى.
كل عام وانتم بخير…