Categories
My Impressions إنطباعاتى

بحبك يا لبنان

لبنان بلد الجمال، الثقافة، الفن. لبنان جبال الأرز.. الصنوبر.. صوت فيروز.. صوت الجبل لن يركع تحت وطأة حكومة فاشلة.

لبنان الذى قام بعد حرب أهلية دامت خمسة عشر عاما. أعطى مثالا لكل الشعوب بحبه للحياة ورغبته الأكيدة فى الإستمرار.

لبنان الذى يبلغ عدد سكانه حوالى محافظة المنوفية فى مصر – ما يقرب من ست ملايين نسمة، إستدانت حكومته الفاشلة مائة مليار دولار. أوقعته فى أزمة طاحنة لم يعشها من قبل.

لم يخرج فرد من هذه الحكومة الفاشلة الى الشارع ليرى بنفسه حجم الدمار والهلع الذى أصاب عاصمة الثقافة، الصحافة ، الجمال – بيروت. لم يحرك منهم أحد ساكنا.

أتى الرئيس الفرنسى فى اليوم التالى للإنفجار ليقف مع شعب ليس شعبه.. ليقول لهم نحن معكم.. فى الإنسانية. فلماذا يلومون على اللبناننين الذين يطالبون بعودة الإستعمار الفرنسىى!! ماذا حقق لهم ناسهم!! ماذا قدم لهم ساستهم!! سوى العار، الفقر، الخزى والدمار.

أعجب من شعب أصيل ينادى بإستقالة حكومة فاشلة.. الأفضل أن يحاكموا أو يقتلوا رميا بالرصاص فى ميدان عام.

دعت إيران الشعب اللبنانى إلى الصبر. أى صبر يتحدثون!! أى نصيحة يقدمونها!! نفذ الصبر ولم يعد له ووجوود.

سيبرهن لنا لبنان قريبا أنه الشعب الملهم الذى إستطاع دائما أن يخرج من بين أزماته ويحول هزائمه إلى نصر. لأنه شعب عاشق للحياة.. محب للجمال.

بحبك يالبنان.. بحبك ياوطنى بحبك. فيروز

Categories
My Impressions إنطباعاتى

السور الحديدى

فى يوم ما سمعت صوتا ، أثناء تمشيتى اليومية، يسألنى إن كان بإمكانه مشاركتى فى “المشى”. طلبت منى أن أنتظرها بضع دقائق لتستعد. كانت هى المرة الأولى التى أتعرف على جارتى الأمريكية من أصول إفريقية بعد مايزيد عن عام من إقامتى فى هذا البيت، والذى يفصل بيننا سور صغير.

فالناس هنا تميل كثيرا إلى الإحتفاظ بخصوصيتها. تتوخى الحذر. يزداد الحرص إذا كان الجيران من أصول عربية!!

مشينا. تعرفنا على بعضنا البعض. عرفت أنها تعمل فى إحدى القواعد العسكرية فى المدينة المجاورة. تذهب الى عملها مع زوجها فى الخامسة فجرا. تعود إلى بيتها فيما بعد الخامسة مساءا. طوال الأسبوع لاألمحها أبدا. يصلنى فقط ضوء بيتها الذى ينذر بأن هناك بشرا يعيشون فى البيت، ونباح كلبها الصغير فى الحديقة.

كانت تعمل منذ سن السادسة عشر، شأنها شأن معظم الأمريكيين. تعرف قيمة الوقت. قيمة “القرش”. تدخر لتدفع مصروفات الجامعة. التعليم مجانى فقط حتى المرحلة الثانوية.

توطدت علاقتتنا. نتبادل الأحاديث فيما بين السور الذى يفصل بينا. مسلية ، ذكية، نشيطة، ديناميكيكة، صريحة إلى حد أن تجرحك أو تفاجئك صراحتها. على دراية واسعة بكل مايحدث فى المدينة. لاتعرف الكثير عن الشرق الأوسط ومشاكله، مثل الكثيرين الذين يتميزون بأنهم local not global. قامت من تلقاء ذاتها بزيارتى بعض الأحيان. لم تدعونى قط إلى بيتها.

أخبرها بسفرنا إلى مصر. تطمأنى أن البيت فى آمان. عند عودتنا، أحرص على أن أحضر لها بعض الهدايا.. تمطرنى بكل أخبار المدينة التى حدثت أثناء غيابى.

جمعنا إختلافنا، إحتياجنا إلى بعض التغيير. أمرأتان من عالمين متباينين. تبحث كل منهما على مكان تحت الشمس.. هى من ثقافة غربية، واقعية، عملية وأنا من ثقافة شرقية لازالت تؤرخ “للجدعنة” ولاتحبذ التغيير.

الأسبوع الماضى، رأيت حركة غريبة فى بيت جارتى. وجدتها تنقل أثاثا من البيت.. سألتها إن كانت تنوى أن تنتقل إلى مكان آخر. قالت انها فقط ستعيش بعض الوقت بجوار أسرتها فى المدينة القريبة من عملها. ستعود من حين إلى حين للإقامة فى بيتها.

غابت جارتى الأمريكية. لاتأتى إلى البيت إلا لأخذ المزيد من “العفش”. أظلم بيتها المجاور لى. أصبحت أضيق ذرعا بأن أراه شبه مهجور.

شعرت بحزن شديد. لاأدرى مصدره!! كحزن طفلة تركتها أمها أول مرة بمفردها فى البيت!!. تعجبت من حزنى لفراقها الذى يلازمنى حتى كتابة هذه السطور! . فهى جارة تعمل طوال الوقت. لم أكن أراها إلا قليلا، فى عطلة نهاية الأسبوع أحيانا. لماذا فرق معى فراقها إلى هذا الحد!!

حضرت مؤخرا، إلتقينا عند السور الذى يفصل بيننا. قلت لها أنى حزينة جدا لفراقها. تكاد تسقط الدموع من عينى. أشعر بوحدة فظيعة وقطيعة.

تفهمت كلامى وتعاطفت معى، لكنها لايمكن أن تكون شعرت بما أشعر. فهى تنتنقل إلى بيت جديد، بالقرب من عائلتها، ليس بعيدا عن عملها. تشعر بالإثارة. تزغرد الفرحة داخلها. بينما أنا بعيدة عن وطنى عشرات الألاف من الأميال. قلبى يتبعثر بين عدة قارات!!

أتصور أن سبب هذا الشعور الفضيع بالوحدة والحزن يرجع إلى كورونا وتبعات كورونا. فرغم أنه قيل أن كورونا وحدت الناس، إلا أنها أيضا خلقت نوعا من الأنانية والتباعد بين الأخرين. أخذ كل فرد يخشى على نفسه وعلى أسرته فقط. أصبحت الناس لاتميل إلى الحديث أو المشاركة. يشعرالكثيرون بالتوجس، وتوقع الخطر فى أى وقت.

فكرت أن أحضر إلى مصر فى أجازة. هاتفت أحد أقربائى برغبتى، أسأله عن أحوال مصر. قال لى صراحة “لاتتوقعى أن تكون أجازتك هذا العام مثل أى أجازة سابقة. الكل متوجس ويغلق أبوابه على نفسه”.
.قلت يارب.. ضاقت على الأرض، هل أصعد إذن إلى السماء!!

ترى لماذا السور حديدى.. هل لأننا من عالمين مختلفين صعب التغيير كالحديد!!
Categories
My Impressions إنطباعاتى

النهاردة العيد

اليوم هو ثانى أيام عيد الأضحى المبارك. أعاده الله علينا جميعا بالفرح واليسر والبركات.

هذا العيد مختلف عن كل الأعياد فى العالم أجمع. لكنه بالنسبة لى “نفس العيد بتاع كل سنة”. تقريبا لا إختلاف، سوى أننا كنا صباحا نذهب إلى صلاة العيد فى المسجد القريب من البيت. فور إنتهاء الصلاة نتبادل التهانى. ينفض الجمع ويذهب كل فى طريقه.لا لقاء.. لا عيديات..لا زيارات. لاشئ. يطبق الصمت التام على أرجاء المدينة الوديعة.

أذكر العيد العام الماضى، ذهبت إلى عمل تطوعى لطلاء حوائط إحدى المدارس مع مجموعة من المتطوعين. العام الذى سبقه فعلت نفس الشئ بالذهاب إلى هيئة الشئون الإجتماعية لرعاية بعض الأطفال. هذا الشرف حتى لم أناله هذا العام.

لو تحدثت عن العيد فى مصر. كيف كنت أقضيه.. الصحبة.. السفر..الأيام الحلوة الجميلة التى عشتها والتى لم أشعر بقدر حلاوتها وتميزها إلا عندما إبتعدت وتغيرت الظروف والأحوال.

لكى أجنب نفسى الوقوع فى براثن الوحدة والإكتئاب.. قررت أن أكتب هذا.. وأقول أن الحياة لاتسير على وتيرة واحدة. السعادة غالبا تنبع من داخلنا..من إيماننا بأن كل شئ يتغير.. يتبدل.

إن شاء الله تتغير الأمور إلى الأفضل لنا جميعا. نشعر بالعيد داخلنا أولا.. ننظر إلى كل شئ حولنا لننعم به.. نسعد به.

كل عام أحبتى وأنتم فى ألف خير وسلام.

عيدكم سعيد.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك 5

الطفل هو الملك
الجزء الخامس والأخير

قالت لى صديقتى الكولومبية أنها لاتريد أن تنجب أطفالا. أضافت أنها تركت زوجها بعد عشرة أعوام زواج لأنها لاتريد أن تنجب. أردفت أن العالم ملىء بالأطفال بلا أهل.. بلا أقرباء، بلا حب.. فلماذا تريد أن تنجب أطفالا وتجلب للعالم المزيد من “العيال”.

“الكلام ده طبعا.. كان جديد على خالص”. “بإختصار مايكولش معايا”. إحنا المصريين الذين نلاحق الفتاة والفتى بالزواج، ثم الإنجاب. جاب بنت.. لازم يجيب ولد. جاب ولد لازم يخاويه. والأمثلة الشعبية المعتادة والمتوارثة. “ياجايبة البنات.. ياشايلة الهم للممات”. “وللى خلف مامتش” هذا على إعتبار أن الذى لاينجب. يموت!.

كم من زيجات إنتهت بسبب إصرار الشخص على الإنجاب وعدم الرضا بالمقسوم. العجيب أن هناك ناس تفر من أزواجها وأولادها لتعيش مع شريك جديد لاينجب تحت مسمى الحب!!

صديقتى الكولومبية الطموح.. الذكية.. المتقدة النشاط ، تزوجت من زوجها الجديد وله أولاد وأحفاد. تحبهم.. ترعاهم.. تودهم. تعشق إبنة أخيها فى البلد البعيد. تتواصل معها بكل الوسائل الحديثة المتاحة.

كيف لأمرأة بمثل هذه القدرة على العطاء والحب ترفض أن تكون أما بإختيارها!! ا
ألم يقولوا أن ألأمومة غريزة!!. نعم أنه إختيارها. أنها تمارس أمومتها. تغدق حنانها على من يحتاجه.. على الأخرين الذين قد يكونوا أشد إحتياجا لعطفها وحدبها!!
صديقتى الجميلة.. دائما مشغولة.. سريعة.. طموح.. لاتتوقف عن العلم والتعلم.. تصغرنى بعشرة أعوام. أتعلم منها كل يوم شيئا جديدا.

أن الذى “لايخلف” يعيش.. ويبقى. الذى يعيش هو الأثر الطيب، الحب.. العطاء لكل من حولنا.

سيبقى الطفل هو الملك. غذاؤه الحب.. مسكنه الأمان.. بيته أحضاننا الدافئة مهما إختلفت جنسياتنا. تبيانت علاقاتنا به. تجمعنا إنسانيتنا لنقدم للعالم أطفالا أسوياء ورجالا عظاما.

شكرا أحبتى لحسن المتابعة

.ة.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك 4

الطفل هو الملك
الجزء الرابع

طويلة. شابة. نحيفة. أم لطفلتين جميلتين بالمدرسة. تعانى من قصور فى السمع. تضع سماعة أذن صغيرة. إعتدت رؤيتها فى أنحاء متفرقة فى المدرسة. ليست معلمة، لكنها تقوم بخدمات تطوعية. أى خدمات. فى غرفة الموسيقى، فى ساحة الرياضة، فى الكافتيريا. متواجدة معظم الوقت.

بحكم عملى شبه الدائم فى هذه المدرسة الثانوى، إعتدنا على الكلام واللقاءات.
فى غرفة المعلمات، وقت الراحة أجدها أحيانا. تعرض على أن نشرب قهوة معا، أو إذا كنت أريد طعاما للغداء من الخارج. فهى ستصطحب بعض التلاميذ إلى المحل المجاور لشراء طعام الغداء – بعد موافقة المدرس!!

تعجبت من كم العمل الذى تقدمه للمدرسة بلا مقابل. تعجبت هى أنى من مصر. بعيده تماما عن الوطن والأهل.

توطدت علاقاتنا وسألتها لماذا لاتجد عملا ثابتا فى المدرسة طالما هى متواجدة طوال الوقت تطوعا. قالت أنها تريد أن تكون قريبة من بناتها، أن تساعدهم. تكون حرة ولاتتقيد بعمل ثابت ومواعيد ثابتة.

اضافت لاأريد لبناتى أن يعشن مثلما عشت. فأنا فتاة “Foster”عشت فى كنف أسرة بديلة عندما كنت فى الخامسة من عمرى. تعرضت للتحرش من قبل إبن صديق أمى. شكوت لأمى لكنها لم تعر الأمر إهتماما. كانت غارقة حتى الثمالة فى الخمر وحبها الصارخ لصديقها.

فى يوم ما ذهبت إلى المدرسة وجسدى ملئ بالبروز والكدمات دفاعا عن نفسى من هذا الشاب المستهتر. وضعت رأسى على المكتب ونمت. لاحظت المدرسة مابى. خشيت أن أقول لها، لكنها إصطحبتنى إلى المسئولة فى المدرسة.

قامت الإخصائية بزيارة بيتى. علمت أنى أعيش مع أمى وصديقها وثلاثة من أبناء الصديق كلهم فى عمر المراهقة.

عشت فى كنف أسرة جديدة ، فضلت لى أن أبتعد عن زيارة أمى، التى لم تهتم كثيرا لأمرى أو رؤيتى.

أحببت أسرتى الجديدة التى أنجبت طفلة وأصبح لدى أخت صغيرة. عشت حياتى وتزوجت وأنجبت البنتين. أتساءل أحيانا ماذا سيكون مصيرى لو لم أنتقل فى كفالة هذه الأسرة الجميلة!!.

كنت أعرف دائما أن لى أما أخرى. وأنى فتاة Foster. عندما كبرت، ذهبت لزيارة أمى الأصلية. كانت إمرأة متهالكة فى الأربعينيات وتبدو فى السبعينيات. لاتزال غارقة فيما هى فيه. كان لقاءا باردا. أصابنى بالحزن والأسى. قررت ألا أذهب ثانية، . ربما يكون لى أخوة وأخوات فى مكان ما..لاأعرف عنهم.. لايعرفون عنى… ربما!!

فضلت أن أبتعد إلى الأبد. لايعرف بناتى سوى جدتهم التى قامت على تربيتى. أغدقت على كل الحب مثل إبنتها التى أنجبتها. عشت حياة صحية أحمد الله عليها.

لاأريد لفتياتى أن يعشن مثل تجربتى. أشارت إلى سماعة الأذن التى تضعها. قالت أنها أصيبت ببعض الصمم نتيجة مقاومتها للشاب الذى إنهال ضربا عليها.

يالها من طفولة!! يالها من تجربة!! كلماتها كانت ترعبنى.. كلما تصورت طفلة صغيرة جميلة تعيش مثل هذا الألم النفسى والجسدى. تخشى أن تذهب إلى فراشها. بدلا أن تجد حضنا دافئا..قلبا حانيا، تعيش تجربة أنامل شرسة تعبث بجسدها الصغير. تذهب إلى فصلها فى اليوم التالى وجسدها يعلن عصيانه.. ويشى بكل الألم!!

تعجبت كيف يحكى الناس هنا عن حياتهم..ماضيهم..تاريخهم وحتى ظلمات حياتهم بلا خجل ولامواربة!!. كيف إمتلكت هى هذه الشجاعة لتحكى لأمرأة مثلى.. تأتى من عالم آخر كل هذا التاريخ الأسود الذين يدين الكثيرين وينصف الكثيرين.

إجترار الماضى والحديث عنه شئ مؤلم وقاسى، فمابال لو كان بمثل هذه البشاعة. تظل حكايتهم تطاردنى. كلماتهم تتبعنى لكى اكتب عنها مهما طال الوقت!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك 3

الطفل هو الملك
الجزء الثالث

ذهبت إلى الأسرة من أصول مكسيكسة فى بيتها المتواضع. حضرت الإخصائية الإجتماعية. كانت الأم الأصلية مع طفلتها الصغيرة الجميلة الرقيقة ذات الثلاثة أعوام.

طرق على الباب. دخلت سيدة أمريكية من أصول إفريقية ومعها زوجها. إنتفضت البنت من يدى أمها. ألقت بنفسها فى أحضان السيدة القادمة، فى منظر شد إنتباهى!.

“أنا طبعا.. كنت زى الأطرش ف الزفة”!! مش عارفة فى إيه.. ومين دول”!!. الموضوع كان لسة جديد على”!! بس أنا دورى إيه فى القصة دى!! كنت أقوم بعمل متابعة ومراقبة للمترجم الأسبانى shadowing” ” كى أتعلم حرفية المترجم الفورى. أين يقف!. متى يترجم!.. متى يصمت!!

وقفت حائرة هل أراقب!! أتعلم!! أسأل أم أصمت لعلنى أفهم!!.. قامت الإخصائية بوضع الطفل على ميزان لترى هل هى بذات الوزن، أم فقدت أى منه!! أخذت تسأل الأم الحقيقية عن طعام الإفطار الذى تناولته!. الأدوية التى أخذتها الطفلة.. سألتها عن حالة إلتهاب الأذن التى كانت تعانى منها الصغيرة. حددت لها موعدا لزيارة طبيب الأسنان لمتابعة نموأسنانها. تتحدث بالإنجليزية – الحمد لله أنى كنت فاهمة!!. والمترجم يترجم الى الأم الحقيقية بالأسبانية.

الأم تجيب بعفوية. إذا لم تفهم.. تنظر إلى المترجم الذى يعينها على التوضيح. يعلو وجها إبتسامة – أخشى أن أقول بلهاء.

إستغرق الأمر حوالى ساعة. بعدها غادرت الأم الزائرة وزوجها بصحبتهما الطفلة. غادرنا جميعا. خلى البيت.. تألمت للأم الحقيقية. للطفلة وللأم الأخرى. كل يحمل جراحا.

سألت المترجم فور خروجنا عن مغزى مايحدث. علمت أن الطفلة تعيش مع الأسرة الأمريكية إلى أن تلتزم الأسرة المكسيكية بكل ما يجب لتعيش الطفلة حياة مستقرة. فالأم تعانى من قصور ذهنى ما، يجعلها غير قادرة على رعاية إبنتها. والأسرة الأخرى جيران لهم. علموا بأمر الإبنة حيث كانت على وشك أن تفقد حياتها، عندما نامت الأم ونسيتها لساعات طوال.

تكررت زيارتى التعليمية لهذه الأسرة عدة مرات مع تغيير فى بعض المشاهد. مثل أن أجد الأم الأمريكية حضرت مع الطفلة إلى منزل الأم المكسيسكية حيث بدأو يتقاسمون الأيام بدلا أن كانت الطفلة شبه مقيمة مع الأسرة الجديدة.

إنتهت فترة التدريب. علمت أن الصغيرة عادت إلى أمها الحقيقية التى بذلت جهدا فى رعايتها، ووجد والدها عملا ثابتا. توقفت الأسرة البديلة مؤقتا عن الزيارة لحماية الصغيرة نفسيا وعدم تشتت عواطفها.

لكن ماذا عن الأسرة البديلة!! هل ستبكى وتتألم مثل صديقتى لتقطع نياط قلبى!! كم جميل هو الحب!! لكن التعلق هو العذاب بعينه!! حين نتعلق بأحد ثم يبتعد.. تتفتت قلوبنا مثل قطع الزجاج . تتناثر فى أرجاء حياتنا، نحاول أن نلملم شتات أنفسنا!!

ظلت صورة الطفلة ماثلة أمام عينى.. جسمها الضئيل، شعرها البنى الجميل. إبتسامتها الحلوة البريئة.. يتشتت ذهنى أحيانا وأنا أقف أراقب المترجم.. أجدنى أراقبها هى!! أسأل ماذا سيكون حالها عندما تكبر!! هل ستتذكر أمها البديلة!! هل ستحافظ أمها عليها!! تبقيها..تحميها!! هل هى محظوظة لأنها ولدت وعاشت هنا – فى أمريكا!! هل كانت ستجد نفس الرعاية والحب فى وطنها الأصلى!!

لا أعلم.. كل ماأعلمه أنها حتى الأن مع عائلتها الحقيقية. صورتها لازالت عالقة فى ذهنى. قصتها تعيش فى مخيلتى، أكتبها الحين.

قررت بعدها أنى يجب أن أتعلم اللغة الأسبانية. لازالت أحاول.. فى إستماتة!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك ٢

الطفل هو الملك
الجزء الثانى

يأتى الطفل إلى للحياة دون أدنى إختيار منه. يأتى قسرا وليس إختيارا..لم يختر لون بشرته.، دينه. لم يقرر إن كان أفريقيا، عربيا او أسبانيا. لم يسأل أن يولد على أرض أمريكية.

لم يختر والديه، لم يستشار إن كان وليد زواج. علاقة عابرة. لم يطلب أن يكون إبنا شرعيا..أو إبن فراش.

لكن مادام قد أتى إلى هذه الحياة، فله كل الحقوق. بيت كريم. والدان عطوفان،..يكرسان وقتهما له. يأكل جيدا. يشرب لبنا. يتلقى الرعاية الصحية المطلوبة. يحظى بأهم غذاء يحتاجه.. الحب.

إذا لم يحدث، فإن الحكومة الفيدرالية ترى أن والديه ليسا جديران بهذه الهدية النفيسة، وهذه الهبة من الله ..فيؤخذ الطفل إلى أهل آخرين..يقدرون النعمة. يعطونه حقوقه الأساسية الأدمية.

.هذا ما يطلق عليه هنا فى أمريكا “Foster”. لاتعنى تبنيا ” ، “Adoption. لفظ جديد ومعنى أوسع.. سمعت به هنا للمرة الأولى. يعنى رعاية وتربية طفل مع أسرة بديلة تحت إشراف ومتابعة الحكومة. نظير مبلغ من المال تقدمه الحكومة للأسرة الجديدة، كى يشعر الطفل – الملك بالحب والأمان.

تفقد الأسر أطفالها نتيجة إنشغالها الزائد بعملها. عدم الشعور بالمسئولية، الوقوع فى براثن الإدمان والمخدرات. يصل إلى الجيران أصوات شجار وصراخ فى بيت ما. تلميذ يشكو إلى إخصائية المدرسة بأحوال أسرته وإخوته الصغارليصل الأمر الى الشئون الإجتماعية التى تتولى الأمر.

يؤخذ الطفل من والديه الحقيقين فى أى عمر.. حتى لو كان رضيعا. يذهب إلى أسرة أخرى، تم الإستعلام عنها جيدا. توفر له كل سبل الراحة. الرعاية. الحب. أحيانا يطلب من الأم الجديدة الا تعمل. تكرس وقتها للطفل،أو تلتحق بالجامعة بساعات معينة فى مقابل أن تحصل على مقابل مادى يعينها على المعيشة. المهم أن تقف لخدمة الملك.. رعاية الملك. حب الملك.. تدليل الملك.

الإخصائية الإجتماعية دائما فى متابعة لحال الطفل. نموه. وزنه. صحته. ومدى تعلقه بالأسرة الجديدة. تعقد لقاءات دورية بين الأسرتين.. بحضور المسئول فى حضرة الملك.. للتأكد من مدى سلامته النفسية والصحية. درجة إحتياجه لأهله الحقيقيىن. المجهود الذى يبذله كل جانب ليفوز برضا الملك.

تواظب الإخصائية الإجتماعية على التواصل مع الأسرة الحقيقية. تتأكد من رغبتها الحقيقية والجادة فى إستعادة طفلها. تقيم إلى أى حد تبدلت أحوالهم وتهيأت ظروفهم للإهتمام بالملك. تنظم زيارات دورية للطفل مع والديه الطبيعيين. Biological parents للتأكد من جدية وسلامة إقامته مع والديه.

هل يعود الملك الى بلاطه القديم!! أسرته الأصلية!! هل يعيش فى مكانه الجديد مع أسرته الجديدة!! أنه الملك.. له أن يقرر من يعيش لخدمته!!

إلى لقاء فى الجزء القادم.
لكم منى خالص الود. سومة

Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك

إعتدت أن أذهب إلى فصلها لأستعمل ماكينة القهوة لديها. أمنى نفسى بكوب من القهوة الأمريكية الساخنة الطازجة. قد نتبادل الكلمات.. التحيات إذا كان هناك متسع من الوقت. قد أذهب إلى فصلى قبل إنتهاء عمل القهوة، فأجدها وقد حضرت إلى الفصل وهى تمسك بفنجان القهوة وإبتسامة حلوة تعلو وجهها، وتقول “قلت أجيبها لك قبل ماتبرد”.

إنها زميلتى الأمريكية من أصول أسبانية التى أتحدث عنها. بشوشش، خدوم وبيننا حكايات صغيرة. أعرف انها متزوجة وجدة رغم صغر سنها.

من الوجوه الجميلة التى تذكرتها أثناء أجازتى السابقة لمصر. إشتريت لها “مج” Mug عليه رسومات فرعونية. شئ من مصر تتذكره عندما تحتسى قهوتها الصباحية.

ذهبت إليها عند عودتى وأعطتها الهدية..أخذتها فرحة وقالت “عمر ماحد جابلى هدية من مصر”. طبعا.. فلايوجد مصريين فى ألاباما غير العبد الفقير.. سومة!! إبتسمت.

ثم فوجئت بسيل من الدموع ينهمر على وجنتيها!! فزعت.. واقتربت منها!! سألتها مابها!! قالت أنى أبكى منذ ثلاثة أيام.. لقد أخذوا منى أولادى!!

إنتظرت.. لتكمل.. فأنا أعرف أن أولادها كبار، وحفيدتها فى المدرسة. سألت..إزاى.. قالت أولادى الثلاث الذين أرعاهم!! My foster .children أخرجت الموبايل لأرى صور ثلاثة أطفال متفاوتى الأعمار مابين 7 و5 و2. ظللت مرتبكة.. لاأعرف ماذا أقول.!

أضافت إشتريت بيتا أكبر.. لأضمهم إلى أولادى الثلاث الأخرين. قمت على رعايتهم تسعة أشهر. كنت أتمنى أن أحظى بتبنيهم!!
قلت فى نفسى “يارب ده الواحد بيستحمل عياله بالعافية”!! “دى جايبة ثلاث عيال تانيين تربيهم”، “لا وحاتموت نفسها من العياط”!!

فهمت منها أن الأطفال عادوا إلى أمهم الحقيقية، بعد أن كانت إرتبطت بهم عاطفيا. حقا هناك ناس قادرة على الحب والعطاء ولديها من الصبر ماقد يصعب فهمه أحيانا.

إنها المرة الأولى التى أتعرف على كلمة رعاية أو إحتضان “Foster”. وهى ليست تبنيا “Adoption”. مالفارق بينهما!! إنها حكاياتى فى الجزء القادم مع الملك.. الطفل.

مع خالص تحياتى..سومة

Categories
My Impressions إنطباعاتى

عابر سرير أم عابر أوطان

عابر سرير.. عابر سبيل أم عابر أوطان.

لأنأى بنفسى بعيدا عن كورونا، مستجدات كورونا ، أموات كورونا، أصحاء كورونا، معافين كورونا. العنصرية، الظلم، غياب العدالة الحرب فى ليبيا. سد النهضة ، أكتب فى شئ مختلف، لعله يسرى عنا ويأخذنا بعيدا بعض الشئ.

وجدت رواية “عابر سرير” للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى قابعة بين بعض الكتب الجديدة والقديمة التى أحضرتها معى من مصر فى زيارتى الأخيرة.

فازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ عام 1998، وهى الجزء الثالث من ثلاثية “ذاكرة الجسد “، “فوضى الحواس”.
أحلام مستغانمي (13 أبريل 1953) روائية جزائرية، عرف والدها السجون الفرنسية بسبب مشاركته في الثورة الجزائرية. من أوائل الخرييجين من جامعة الجزائر. حاصلة على “ليسانس” أدب عربى – حينما كانت اللغة الفرنسية لازالت اللغة الرسمية فى الجزائر و الدكتوراه من السوربون فى علم الإجتماع. من أقوالها: “عندما نخسر حبًا يكتب المرء الشعر، وعندما نخسر وطنًا نكتب الروايات”.

تحكى الرواية عن مصور جزائرى يسافر إلى باريس للحصول على جائزته فى احسن صورة قام بتصويرها. صورة طفل يجلس القرفصاء مرتعدا بعد أن كان الوحيد الذى نجى من مذبحة طالت أهل قريته جميعا بما فيهم والديه. يستند برأسه على حائط فى الشارع كتب عليه بالدم، ربما دم والديه الذى لم يبرد بعد عن الحركات الإرهابية الإسلامية والقصاص لمن يخرجون عن طاعة الإمارة. عندما ظبط المصور عدسته لتلتقط الصورة ببراعة كانت عيناه غارقتان بالدموع من هول المنظر الذى يلتقطه، مما جعله يشعر بغمامة التصوير. يستشعر البطل غرابة شعوره بحصوله على جائزة تؤرخ للدم والعنف.

تبدع الكاتبة فى وصف الحركات الإرهابية والقمعية. التطرف الدينى وبشاعة القتل والتدمير من قبل المتطرفين، الخيوط المتشابكة للحب، الموت، الرغبة والإغتراب. تكشف عن علاقة الحب بين البطل ومحبوبته “حياة”، والتى يتصادف أثناء زيارته أن يلتقى بها بعد غياب ثلاثة أعوام.
عابر سرير، عابر سبيل أو عابر أوطان خوض في مأساة الإنسان وأحلامه البائسة.

حكاية البطل الذى إنتقل من عدة أسرة فى طفولته نتيجة وفاة والدته وإنتقاله إلى فراش جدته. ثم فراش محبوبته.. ثم فراش زوجته.. وبين هذه الآسرة يشعر بالغربة والوحدة. وقد عبر من الجزائر الى باريس ثم الى الجزائر مرة أخرى ليوارى جثمان غريمه ومنافسه فى حب حبيبته “حياة” ووصفه لكل مشاعر لإنسان حى يحمل جثمان أخر ميت فى نفس الطائرة. وصف أجادته الكاتبة ببراعة.

عبرت “مستغمانى” عن إحسالسات رجل، مشاعر رجل، رغبات رجل، إحباطات رجل. إحتياجات رجل، تناقضات رجل وغرائز رجل. أجادت بحرفية ومهنية كاتبة فى وصف المشاعر الدفينة المخبأة تحت صلابة وقوة الرجال مستخدمة لغة عربية رصينة وتشبيهات وجمل بلاغية طازجة مما جعلت القارئ فى حالة شغف وترقب. صورت علاقات الرجال بعضهم البعض عندما تقف إمرأة فى المنتصف. حينما يقع رجلان فى حب ذات المرأة.

من أقوال البطل ” أطالبك بحق اللجوء العاطفى إلى جسدك”. “كيف أفك الإشتباك مع عينيك، كل ماارادته هو أن أطيل النظر إليك بعد هذا الغياب”. “لاأحب الثرثرة على شراشف الضجر” وغيرها من الكلمات إستخدمتها “أحلام” كطلقات رصاص فى روايتها التى أعيد نشرها أكثر من عشرين مرة.

قرأت “عابر سرير” مرتين . أخرجنى بعض الشئ من رتابة الحياة، تطفل أخبار كورونا. أتمنى أن أقرا ألجزئين الأخرين لأتعرف أكثر على هذا الكاتبة الإستثنائية.

قراءة ممتعة للجميع.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

مسلسلات رمضان

إقتصر رمضان هذا العام على الصيام والعبادات، بلا أى إجتماعيات تذكر. كان اللجوء الى دراما رمضان أمرا لامفر منه. أذكر أن قالت زميلة جميلة عن دراما رمضان “أن أفضل شئ تفعله هو أن تغلق التلفزيون”. لكن فضلت أن أعرف لماذا يجب أن أغلق التلفزيون مسبقا!!

شاهدت العديد من المسلسات الرمضانية منها خيانة عهد: بطولة يسرا، جومانة مرادن حلا شيحا وغيرهم .. تأليف أحمد عادل، أخراج سامح عبد العزيز.

البرنس بطولة محمد رمضان، أحمد زاهر، روجينا وبعض الوجوه الشابة. تأليف وإخراج محمد سامى.

لعبة النسيان – بطولة دينا الشربينى.، أحمد داوود. تأليف تامر حبيب، إخراج أحمد شفيق.

100 وش – بطولة نيلى كريم، أسر ياسين والعديد من الوجوه الجديدة. تأليف أحمد وائل وعمرو الدالى. إخراج الرائعة كاملة أبو ذكرى.

غلب على جميع المسلسلات الحقد والغل بين أفراد العائلة الواحدة. والذى كان أساسه ومنشأه الجشع.. الطمع.. الغيرة والميراث. إتبعه الرغبة فى الإنتقام بكل الوسائل والسبل. عدم اللجوء إلى القانون. بل غلب عليها قانون الغابة..وقانون الأقوى.
فعهد (يسرا) قامت بالإنتقام من أختها وأخيها

ودفعتهم إلى حبل المشنقة لتجلب حق إبنها الذى تسببت أختها (حلا شيحة) فى موته. إستعملت سلطاتها وإمكانيتها المادية الهائلة فى تحقيق الإنتقام. حتى عندما عبرت زوجة أخيها “نادية” – عبير صبرى عن رغبتها الحقيقية فى التوبة.. ونفذت لها كل ماطلبته.. من طلاق ورد المال إلى الزوج. قامت عهد بدفع أخيها لقتل زوجته التى كان قد طلقها..لتحقق إنتقاما.. وتبين نفسا طواقة للثأر، ليس لديها القدرة على التسامح – وإعطاء اى طرف الفرصة فى الحياة الكريمة. حرمت أولاد أخيها من أمهم – النادمة على فعلتها والتى أرادت أن تحصل على فرصة ثانية.. ليعيشوا بعار الأب الذى قتل أمهم إنتقاما لشرفهم.. لا.. استاذة عهد.. إنك لاتقلى عنهم حقدا وغلا وإنتقاما.

ويأتى مسلسل البرنس الذى يوضح عفانة العلاقات الأسرية.. والتكالب على المال،. خراب الذمم ليظهر خيطا أبيضا فى “الأسطى محمود” الذى قام على تربية مريم.. على حب حمادة للمهندسة وحب البرنس لعلا.. بعض الخيوط الرقيقة تم نسجها بجانب كل هذا القبح والدمامة الذى غلب على أفراد المسلسل.
أظهر المسلسل محمد رمضان مثل “جاكى شان”.. الرجل ذو العضلات والقوة الجسمانية الهائلة.. لاأعرف من أين أستقاها.. شاب يأكل ويعيش فى الطبقة المتوسطة.. وهى مبالغة.. دون أن أيظهر عليه اى إصابة أو جرح. قرر رمضان أن تقف حياته إلى أن يأخذ بالثأر من أهله إنتقاما لزوجته وإبنه. دارت الأحداث على نفس الوتيرة.. الإنتقام والأخذ بالثار بالنفس.. دون وجوود قانون رادع، “كل واحد ياخد حقه بدراعه”.. كأننا نعيش قانون الغاب.

ولعبة النسيان.. الطمع.. الجشع.. داخل أفراد الأسرة والإنتقام.. نفس “التيمة” المعتادة.
الرسالة التى تبعثها هذه الدراما هو ان الشر يأتى من أقرب الأقربيين.. وهى تهديد للعلاقات الأسرية وفض كل علاقة بصلة الرحم والتراحم بين أفراد العائلة الواحدة. وغياب العدالة وسيطرة قانون الغاب والثأر بالنفس. فقدان الإيمان بعدالة السماء. مع تلاشى قيمة التسامح.

معظم الممثلات كن يضعن باروكات الشعر.. لتضيف المزيد من الزيف والبعد عن الحقيقة.. ولاأتصور مثلا أن دينا الشربينى كانت أنيقة أو ترتدى ملابس تتفق مع أمرأة تعيش فى “كمبوند الأكابر” إلا مرة أو مرتين.

البطل فى هذه المسلسلات هو الديكور.. البيوت الفاخرة.. التصميمات الرائعة.. الثراء الفاحش.. حمامات السباحة.،، المربيات والخادمات.. كأن مصر هى كلها ذلك.

يظل المسلسل الكوميدى المرح الخفيف 100 وش من المسللات التى جلبت الضحكة والفكاهة. اخرجنا من حالة الملل والزهق التى نعيشها. مع ظهور وجووه جديدة مثل حمادة.. سببعبع وغيرهم.
لكنه جعلنا نحب النصابيين.. الحرامية.. العواطلية.. الذين يريدون الثراء السريع…لايجيدون أى عمل شريف سوى لعبة النصب والإحتيال.. والتصنت ووضح المسلسل دور التكنولوجيا والتتبع فى إصطياد الضحايا.

100 وش كعمل فنى مسلى ومبهج ومضحك.. لكنه بين لنا سهولة الجريمة بل وشرعيتها فى وجوود 0ابطال “كيوت” مثل نيلى كريم وآسر ياسين.

.رغم كورونا وغيرها.. ظلت الدراما المصرية متربعة على عرش الإنتاج الفنى الرمضانى.

كل عام وانتم بخير…