أصيبت بسعال حاد مصحوبا بإرتفاع فى درجة الحرارة مع هبوط فى الضغط ، سبب إعياءا شديدا إلى جانب رغبة مستمرة فى الغثيان.
ذهبت إلى الطبيب الذى أجرى إختبار الأنفلونزا ، تبين أنه سلبى.. قرر أن يقوم بعمل إختبار كورونا.
طلب منى العودة للبيت بعد أن كتب لى مضادا حيويا ودواء للكحة وطالبنى بعدم الإقتراب أو الإختلاط بأحد.
توقفت حياتى المزدحمة العامرة بالنشاط. إنحصر يومى فى مواعيد الدواء، النوم ومشاهدة التلفاز من حين لأخر.
تحولت إلى خرقة بالية.. لاأقو على أن أرفع رأسى. أقسى أمانى.. أن أسترد عافيتى، أستطيع أن أنهض من فراشى. قلت لنفسى.. لايهزم الإنسان سوى المرض. الصحة.. الصحة ثم الصحة. بها تحقق أحلامك.. تعمل، تخرج وتنطلق إلى سماءك الواسعة.
رأيت العالم توقفت حركته..إنزوت الحياة. فى بلاد كانت هى الحياة نفسها مثل إيطاليا وأسبانيا وفرنسا. عم الخوف، الهلع والترقب من هذا البعبع. الذى يرسل إشاراته إلينا دون أن نستطع أن نراه بالعين المجردة. حول حياتنا إلى موات، عمرنا إلى
ترقب..ووقتنا إلى إنتظار.!!
أغلقت المدراس.. جلسنا فى البيت.. تعلقت أعيننا بأجهزة التلفزيون ترقب وتعد عدد الوفيات فى أنحاء العالم. توقفت حركة الطيران.. سكرت المطاعم أبوابها.. فرض حظر التجوال فى مدن بعينها!!
هل من رسالة نستخلصها من كل مايحدث، فالأرض ضاقت بما رحبت.. أرادت منا أن نبتعد، أن نكون أكثر نظافة.. أكثر حرصا، أقل حركة، أقل ضجيجا، أكثر صدقا فى التعبير عن مشاعرنا. لاقبلات “عمال ع بطال” بين النساء بعضهن البعض. لاقبلات بين الرجال وسلام بالأنوف!! الأ نعتبر المكوث فى البيت سجنا لايمكن الفكاك منه، وعقابا على تصرفاتنا.
توحدت البشرية فى الشعور بالخوف.. بالحرص على السلامة، بحب الحياة، رغم كل الإختلافات الانهائية بين الناس.
اليوم أشعر بالتحسن.. ظهرت نتيجة التحليل سلبية. أومن أن هذا الكرب وهذا البلاء سينقشع، ينتهى. إننا فى عصر العلم والعلماء..والبحث العلمى.
ستعود الحياة إلى سابق عهدها.. سنتعلم الدرس لوقت ما، ثم ننسى ونعود إلى سالف عهدنا!!إ