Things that can happen in my daily life and have an impact on me as a person and as a writer. أشياء ممكن تحصل فى حياتى اليومية قد تؤثر على كإنسانة وكاتبة
My Daily Attitude Action Plan
خطتى اليومية لكى أعيش فى سلام
Always making today my best. . أجعل دائما اليوم أجمل يوم
Taking Pride in a job well done. أفتخر بأى عمل جيد أقوم به.
Treating others with respect. أتعامل مع الأخرين بإحترام.
Isolating my negative thoughts. .أبتعد عن أفكارى السلبية.
Treating tasks as opportunities. أتعامل مع المهام على أنها فرص.
Utilizing my talents everyday أستخدام المواهب التى حبانى بها الله كل يوم.
Doing the job right the first time. أقوم بعمل الصح من أول مرة.
وبعد إنتهاءنا من “الكورس” وعند خروجنا ، قامت هذه المعلمة اللطيفة بإحتضان كل واحد منا – كان الجميع يضع الماسك. قالت أن التعبير الجسمانى يعبر عن العاطفة النقية ويرفع من درجة المناعة عند الإنسان.
ذكرتنا دائما بأن نصلى..نصلى..نصلى وأن الإيمان الذى يعيش داخل قلوبنا سيجلى صدورنا.. ويرتفع بسلوكنا.. ويقلل من عصبيتنا..من غضبنا.. من شعورنا بالإكتئاب.
الفصل كان عشرة تلاميذ شباب من الجنسين. كنت أنا وسيدة أحرى من كبار السن. تساءلت “ليه شباب حلوة زى دول.. جايين يحضروا كورس زى ده”!!
تأملتهم فى تعجب!! شباب عايشة فى بيئة نظيفة.. جو جميل..طبيعة خلابة!! نظام.. وبلد تعطى الفرص للجميع. تراعى كبار السن!! تهتم بمحدودى الدخل إلى حد التدليل!! “طب ليه”!!
سألت المعلمة فقالت لى إن كل هؤلاء لديهم مشاكل مع التعامل مع الغضب والإحباط. حتى أنهم يخسرون معاركهم بسبب ثورتهم المبررة والغير مبررة. نحن هنا لكى نعطيهم بعض المعطيات والمفاهيم والحلول لكى يتعلموا كيف يتعاملون مع غضبهم والتحكم فيه بقدر المستطاع!!
واليوم الدورة التدريبية تحدثت عن تعريف السلوك أو كيفية التصرف فى الحياة. The Attitude بالإستعانة بكلمة مأثورة لأحد المفكرين الأمريكيين.
“كلما تقدم بى العمر ، أدركت أهمية الطريقة التى نتصرف بها فى حياتنا. فالسلوك أو التصرف أهم من الحقائق، من الماض، من التعليم، من المال، من الظروف، الفشل، النجاح. أهم مما يقوله أو يفعله الناس.
أنه أهم من المظهر الجميل، الموهبة أو المهارات. السلوك قد يكسر أو يقيم شركة أو بيت.
لدينا إختيار السلوك الذى تتبناه. لانستيطع أن نغير الطريقة التى يتعامل بها الناس معنا. لايمكن أن نغير المقدر لنا. الشئ الوحيد الذى يمكننا فعله هو العزف على الوتر الذى لدينا وهو تصرفاتنا وسلوكنا.
10% من الاحداث التى تحدث لنا و 90% هى رد فعلنا لها. كلنا مسئولون عن تصرفاتنا. كلنا مسئولون عن إختياراتنا.. كلنا مسئولون عن سعادتنا.”
فى اليوم الاخير تم تقديم “روشتة” او خطة عمل بسيطة لتبنى السلوك الصحيح والملائم.
المعلمة كانت طاعنة فى السن..لكنها كانت تصفف شعرها بطريقة لطيفة. ترتدى ملابسا متناسقة. تضع “الماسك”. طلاء أظافرها هادئ.
علمت أن زوجها مرض بكورونا اللعينة وأمضى ٢٨ يوما فى المشفى. لايزال يعانى من مشاكل فى الرئة. ساءت حالته النفسية..وهى لازالت تحتفظ بإبتسامتها..وسعة صدرها. تحث الجميع على أن يتعلموا كيف ينجحون فى حياتهم. وهذا هو ماقالته:
كيف أنجح فى حياتى! بأن تكون لطيفا مع الأخرين. ليس معنى ذلك أن تتملقهم!! لا..أن تسير فى طريقك وتحقق أحلامك دون أن تتعدى حقوق الأخرين فى السعادة والنجاح.
أن تعرف أن لا شئ يدوم..لا الفرح يستمر ولا الحزن يدوم!!كذلك مشاعرك وإحساساتك .. تذهب وتجئ تستطيع أن تتتخلص من الأحاسيس التى تنغص عليك حياتك.
كيف تسيطر على غضبك!! خذ نفسا عميقا قبل أن تتكلم. إشرب كوبا من الماء لاتتحدث وأنت غاضب إستمع إلى مايقوله الأخرون. مارس رياضة المشى. صلى أو تأمل. تعلم أن تسامح. تحدث إلى صديق قريب لك.. عاقل وحكيم. أنظر للجزء المملوء من الكوب. انظر إلى الجانب الإيجابى. مارس التمرينات الرياضية.. تساعد على التخلص من التوتر تذكر لا أحد كاملا.. كلنا بنا عيوب.
حاول أن تنظر إلى المدى البعيد “ماتبصش تحت رجليك”. أننا نشعر بالغضب لأننا نرى اللحظة الحالية ولانرى التعقيدات التى قد تحدث من جراء غضبنا على المدى البعيد.
عندما تغضب تذكر العواقب. .كونفشيوس – فيلسوف الصين!!
حضرت محاضرة عن كيفية السيطرة على الغضب والإحباط. قالت المعلمة يجب أن نعرف ونعترف بأن الغضب والإكتئاب مشاعر حقيقية تحدث للجميع.
لايجب أن نخجل من هذه المشاعر. علينا أن نتعرف عليها. وأن نتعلم كيف نتعامل معها.
أرأدت أن أشارككم بعض ممن تعلمته فى هذه المحاضرات.. لعل الفائدة تعم!
أنواع الغضب: الكتوم الذى يكتم غضبه داخله. المندفع الذى يتحول غضبه إلى هياج وثورة. المتحكم فى غضبه وفى نفسه.
طرق التعامل مع من نختلف/نغضب منهم: تعامل مع مشكلة واحدة فى وقت واحد. لا تجتر الماضى وتتحدث عن أمور حدثت فيما سبق. هذا يشتت الشخص ويبعدك عن هدفك. لاتقول شيئا تجرح به الشخص الذى أمامك.. تقول كلاما تندم عليه فيما بعد. لاتصف الشخص المتخاصم معك بصفات سيئة مثل “أنت غبى.. قلبك.. أسود.” مش فاهم حاجة”. تذكر أنها ليست معركة يكسبها واحد فقط.. بل هى قضية على الأطراف جميعهم أن يحققوا شيئا ما!! حاول الوصول إلى حلول وسط. تذكر أن تصرفاتك لها تبعاتها. تحدث عن مشاعرك أنت ولاتصف مشاعر الآخر.
السلوك الجيد أو التصرف السليم هو مفتاح النجاح. Attitude والتصرف أو المنحى الذى تتخذه هو أن تنظر إلى الأمور بطريقة إيجابية. بأن تقول أو تعتنق الأتى: أستطيع أن أتحكم فى حياتى وأحقق أهدافى. أنا مسئول عن إختياراتى فى الحياة. الماضى لن يعوق مستقبلى.
غير طريقة تفكيرك.. يتغير سلوكك!! كيف!! أن تتعلم أن تفكر فى الأمور بطريقة إيجابية وتنظر للأشياء بتفاؤل مهما ظهرت لك وليس بطريقة سلبية ومتشائمة. ضع الأمور قدر المستطاع فى نطاقها السليم.
الزواج عبر الإنترنت الزواج عبر القارات الحكاية الثانية
الفوضى تعم البلاد..يسيطرالجيش على كل شئ. الناس تخشى الخروج من البيت. أخرون فقدوا أموالهم. الحياة تتغير ونظام الحكم يتبدل إلى نظام شيوعى. أضواء المدينة الجميلة تطفأ. يعم الظلام الشوارع.. البيوت..والقلوب!!
بهذه الكلمات قالت لى صديقتى الكولمبية تصف لى حال بلدها.. أضافت فى هذه الأثناء كانت حياتى هى الأخرى تتهاوى وتسقط. فقدت زواجى بعد أربعة عشر عاما. تفرقت بنا السبل لأسباب عدة. إنتهى الأمر بالطلاق.
غريبة فى وطنى. أشعر أنى لاجئة. بلا زوج، دون بيت. إستولت الحكومة على “البيزنس” الخاص بى.اصبحت مواردى المادية محدودة.
كنت أتجول وأتصفح عبر الأنترنت. بدأت أتراسل مع الكثيرين إلى أن بدات أشعر بالإرتياح بالتواصل مع أحد الأشخاص. تعارفنا.
تحول الكلام إلى الرغبة فى الزواج. وللإثبات حسن نيته.. حضر فى زيارة إلى بلدى. لم يكن مصرحا للأهالى مغادرة البلاد.
إلتقى بأسرتى. تعرفت عليه عن قرب. إتفقنا على الزواج. الذى كلل بالنجاح إلى مايقرب من سبعة أعوام حتى الأن.
قام زوجى بعمل اللازم وإستقدامى إلى الولايات المتحدة. فالله أراد لى الخير.. خرجت من بلدى بمعجزة.. وبزوج جميل.. طيب.. يصوننى ويراعانى.
كان القدوم والعيش فى أمريكا أمرا صعبا على إمرأة مكسيكية مثلى.. إلا أن زوجى الحبيب وعائلته.. قدموا لى كل العون والمساعدة. جعلوا إقامتى فى أمريكا، إيجاد عمل ورحلة التأقلم والتغيير تمضى بسلام.
رغم إختلافنا الثقافى إلا أننا متشاركان فى كثير من الأمور. فالعالم أصبح قرية صغيرة. يتسم زوجى بالطيبة.. حسن المعشر.. صبور.. شخص رائع بكل المقاييس.
لم أزر وطنى الأصلى منذ أن تركته، أو فررت منه. لم أر أمى أو أحضن أبى منذ ذلك الحين. أتواصل معهم عبر وسائل التواصل. أطمأن عليهم. هم سعداء لأجلى. يعيشون فى أمان الآن.
أتمنى أن يأتوا إلى الولايات المتحدة أو أذهب لزيارتهم.
الحمد لله قد وضعت ثقتى فى الله.. فأخرجنى مما كنت فيه وأعطانى أكثر بكثير مما كنت أرجو.
لاتتوقف عن التعلم..لأن الحياة لم تتوقف بعد عن تعليمك!!
Never Stop Learning because Life never Stop Teaching
قال لى زوجى..”إمتى حا تطيرى”!! إمتى حاتحلقى فى الجو!! مش كفاية تعلم!!.. الطيارة مش حاتنطلق فى الجو”!!
الطائرة محلقة فى الجو.. ولن تهبط إلا عندما يأذن لها الربان بالهبوط. طائرة العلم والتعلم.. تظل تحلق إلى أن ينفذ الوقود.. ينتهى الأجل.. تهبط. وتحط على الأرض.
شغفى بالعلم والتعلم لايزال يلازمنى حتى كتابة هذه السطور. لولا الدورات التدربيبة وورش العمل التى حضرتها فى عملى السابق لما إستطاعت فتاة رقيقة الحال مثلى..تذهب إلى مدرستها سيرا على الأقدام بلا “school bus or auto” اتوبيس المدرسة أن تمسك بيد الأطفال الأمريكيين لتعلمهم لغتهم وتقرأ لهم كتبهم. تلتحق بجامعتهم وقد تخطت مراحل الشباب.. تنقل بلغتهم مشاكلهم وهموهم!!
لاتتوقف عن العلم والتعلم. لاتتوقف على أن تفيد الأخرين بعلمك!! أبدا.
العلم لايخضع لعمر أو زمن.. ولاتقول أن هذا ليس لى أو أنى لن أستطع أن أتعلم ذلك أو أن “العلم فى الراس مش فى الكراس”.. أو “بعد ماشاب ودووه الكتاب.” لا عمر للعلم! إنه يجعلك شابا..متفتحا. محبا للحياة.. مقبلا عليها. متحدثا لبقا.
أحيانا يتعلم الإنسان أشياءا ويقول لنفسه “أنا إتعلمت ده ليه. ضيعت وقتى فى كل ده عشان إيه”. الحقيقة أن العلم.. مثل توفير الفلوس فى البنك.. قد لاتحتاجها فى وقت.. ولكن فى وقت أخر تجد لها فائدة . قد تطل من رأسك وأنت قد نسيت أنك تعرف كل هذا الكم من المعلومات.
ربما الحياة وظروفها وموروثاتنا فى مصرنا الحبيبة لاتحث على طلب العلم مهما تقدم العمر..تضع الإنسان فى قوالب معدة مسبقا وأدوارا محددة..لكن هذا يجب ألا يكون!!
تفتح الحياة هنا ذراعيها لطلب العلم والتعلم.. لمن يريد ويطمح. تجد حولك أمثلة كثيرة لناس فى عمرك أو تخطتك فى العمر بكثير لاتضيع وقتها.. تتعلم هواية جديدة.. حرفة جديدة.. تشترك فى نشاط ما.. تشارك فى فعاليات ما. لاتقول لك “إحنا كبرنا، ويلا حسن الختام”.
الوقت الذى يذهب لايعود..فلا تضيعه فى كلام.. ومهاترات.. وشد وجذب.. الحياة..جميلة.. قصيرة.. غنية بالأشياء الحلوة والمعانى العظيمة.
هنيئا لمن يتعلم ويعلم.. يفيد ويستفيد.. ليس هناك أجمل من علم ينتفع به!!
أطلبوا العلم ولو فى الصين!! إثنان لايشبعان..طالب علم وطالب مال. . أطلبوا العلم لتظلوا شبابا.. أصحاء.. مهما وهن العظم.. وكبر السن!!
لا أحد كسبان دائما!!..لاأحد خسران دائما You win some, you loose some. Let it go!
فى كثير من المعارك التى نخوضها فى الحياة.. أكتشف أنه ليس هناك فائز أو مهزوم.. فالكل يكسب شيئا.. ويخسر شيئا أخرا.
معارك الزواج.. والطلاق.. قد تحصد المرأة كل شئ.. النفقة.. الأولاد..الشقة.. ولكنها خسرت.. حياة.. أضاعت زوجا.. حرمت أبناءها من أب وكلمة “بابا”.
نفسى الشئ يعود إلى الزوج الذى قد يتزوج بمن يحبها.. ويطلق أم أولاده ويجبرها على التنازل عن كل شئ لتنجو بنفسها.. يتصور أنه “كسبان” و “واد فتك”. فى الحقيقة لقد حطم إنسانا.. هدم بيتا.. وإستحل إمرأة قد تكون زوجة أو خطيبة لأحد. ربما تكون حبه الحقيقى.. لكن الحب “يبرد” مثل الطعام الطازج.. ويفقد مذاقه. ترك قلبا محطما ودعاءا قد يصل إلى السماء.. فتناله.. العلل والأمراض!!
أما مباحثات الزواج من شبكة “بكام”، ومهر “أد أيه”.. وقائمة طويلة مذيلة بكل التفاصيل.. ومؤخر صداق..وشقة.. فين.. وبنتى مش أقل من أختها وبنت عمتها.. وبنت الجيران.، كل ذلك ممكن أن ينتهى فى لحظة ويضيع فى الحال إذا أصر طرف على حريته.، وأن يدفع بكل غالى ورخيص ليحلق حرا طليقا خارج القفص الذهبى!!
كم من زيجات عشت تفاصيلها.. كم من طلاق.. رأيت أحداثه.. لا شئ يهم.. لا شئ يبقى!!
المهم هو الإنسان.. الشريك.. الرفيق.. الصديق..هو الأهم. الناس تنسى أن فى “رب” رقيب على العباد.. يسمع دعوة المظلوم.. تنسى حجم البغضاء والكراهية والحقد التى يولدها البشر بعضهم لبعض.. تضيع أعمارهم فى محاكم وقضايا.. يرث أولادهم غلا.. حقدا ودمامة.
تفاصيل الزواج والطلاق هنا فى أمريكا.. أبسط من ذلك بكثير.. ويقوم بها الشابان المقبلان على الزواج.. ولاتخضع لكثير من الماديات.. والحذر الذى ينبع من ثقافتنا والناتج عن عدم الثقة.. وضعف اليقين.
كثير من المسائل الخلافية هنا فى الغرب تقوم بالتفاوض والتغاضى والعمل بمبدا let it go أى دع الأمور تسير..دع الحياة تمضى لنا جميعا.
لاعجب أن تجد الزوجة السابقة قد تساعد الزوجة الجديدة. أطفال ينادون أخرين “بجدو وتيته” وليس بينهم أى صلة دم!!
توجد حالات عنف وغباء وتحرش وظلم وتعدى وجريمة وطلقات نار.. لكن الغالبية والدولة معهم تعمل بمبدا.. إعط كل ذى حق حقه.. ودع الحياة تسير
“مادام مفيش نادى.. مفيش أصحاب..فى..برد.. فى كورونا.. فى شغل.. فى مدرسة.. مفيش ناس.
الملجأ الوحيد للناس “اللى زى حالاتى” هو القراءة والكتابة. قرأت رواية جميلة مترجمة، للكاتبة الأمريكية جين وبستر -Jean Webster . أول مرة أسمع بها.. وبالطبع أول مرة أقرأ لها.
رواية صاحب الظل الطويل Daddy-Long-Legs تحولت إلى أعمال درامية ومسرحية موسيقية. وتم تمصيرها هنا فى مصر وقدمت كفيلم مصرى بعنوان إبنتى العزيزة.. بطولة الفنان الراحل رشدى أباظة ونجاة الصغيرة.
تحكى الرواية عن فتاة يتيمة فى سن السابعة عشر. نشأت فى ملجا. أنهت دراستها الثانوية ولايحق لها بعد الآن أن تعيش فى الملجا أو أن يتكفل بنفاقاتها. بل لقد كان الملجا كريما معها وتركها تعيش عامين أخرين لقاء عمل تقوم به من رعاية الأيتام الصغار الأخرين.
وهى على وشك أن تغادر الملجأ بعد أن أعدت وأهتمت بأمسية يوم الأربعاء الأخير للأوصياء الذين يتبرعون بأموالهم لكفالة هؤلاء الأيتام.. تدعوها مديرة الملجأ للقاءها.
تذهب متخوفة.. قلقة.. لتعلم أن أحد الأوصياء وافق على التكفل بنفاقات تعليمها الجامعى لمدة أربعة أعوام مع تخصيص مصروف شهرى لنفاقاتها الخاصة لتكون فى نفس مستوى زميلاتها فى الجامعة. بشرط أن تكون كاتبة.. وترسل له رسالة كل شهر تخبره عن دراستها وعن حياتها فى الجامعة الداخلية. فهو يرى أن الكاتب الجيد يبدأ بكتابة الرسائل التى تنمى موهبته.
أخبرتها مديرة الملجا.. أن الثرى الكريم يرفض أن تعرف أسمه..وأنه لن يكتب لها أبدا فى المقابل. واذا كان هناك أى أمر يتعلق بالنفقات أو خلافه فسوف تسمع من أمين سره (سكرتيره) الذى سيبلغها بأى شئ.
رغم هول المفاجأة الا أن البطلة شعرت بالسعادة. وتدور الرواية حول الرسائل المتعددة التى ترسلها البطلة إلى ولى أمرها المجهول. والتى لم تعرف شيئا عنه سوى أنه بالغ الطول.
من خلال رسائل البطلة تتبين الحياة فى الجامعة.. علاقات الطالبات بعضهن ببعض.. الفتيات الأثرياء وحياتهن. مشاعر فتاة شابة ليس لها أى أهل.. لاتعرف أنسابها أو أصلها. تتعرف من هذه الرسائل على موهبتها الفذة فى الكتابة والقدرة على التعبير.
تقول البطلة أنها لاتعرف أى شكل من أشكال الأسرة.. فهى نشأت وعاشت فى ملجا. أنها لو تتمنى لو تجلس على مائدة طعام مع أهل لها.
تقول ان الأنسان لايقاس بثراءه ولكن بحجم من يحبونه ويحيطون به.
فى أحدى المرات تدعوها إحدى زميلاتها فى الجامعة لزيارة مزرعتها فى الأجازة الصيفية. خلال هذه الزيارة تقع فى غرام أقرباء هذه الفتاة التى تتبين المفاجاة فيما بعد أنه صاحب الظل الطويل.
الرواية تتميز بالعذوبة. الوصف البسيط الذى يجعلك تعيش تعاسة البطلة ولكن تحيا مع طموحها ونجاحها. وفعلا تصبح كاتبة قصة وتقوم بنشر قصصها وتتقاضى مالا نتيجة لذلك.. وتريد أن تقوم بتسديده إلى ولى أمرها. وعندما تذهب إلى زيارته فى مزرعته.. تعرف أنه حبيبها.
كاتبة الرواية جين وبستر( 1876 – 1916) نشأت فى أسرة أمريكية عريقة ثرية.. وحاولت جين أن تثبت نفسها وتثبت أقدامها فى عالم الكتابة الصحفية والأدبية. ولاتستمد شهرتها من إرث عائلتها العريق وعلاقاتها بالكاتب الأمريكى الشهير مارك توين.
كان همها الأول الإهتمام بالأطفال الأيتام وتحسين مستواهم المعيشى. وإستطاعت من خلال أعمالها الفنية أن تسهم كثيرا فى إرتفاع مستواهم المعيشى. أتقنت الكاتبة الإنجليزية والفرنسية والإيطالية. ورغم سنوات عمرها القصيرة 39 عاما إلا أنها أنتجت الكثير من الروايات التى تحولت إلى أعمال مسرحية وأفلام سينمائية. مثل أميرة القمح (1905) ▪جيري جونيور (1907) – عزيزى العدو (1915).
فقدت جين حياتها وهى فى التاسعة والثلاثين من عمرها عندما وضعت مولودتها الأولى بعد يومين من ولادتها.
تعتبر الترجمة البطل الرئيسى فى هذه الرواية. فقد أتقنت الأستاذة بثينة إبراهيم الترجمة . أستطاعت أن تنقل افكار ومعانى الرواية وحتى الخلفية الثقافية لكثير من الأحداث بحرفية ومهنية وأمانة رائعة.
تظل معانى الكاتبة شاخصة أمامنا وتعيش فى وجداننا رغم مايزيد عن المائة عام. عن معنى الأسرة.. قيمة الأنسان بعمله وليس بحسبه ونسبه.. الحب.. والعطاء بلا حدود.
كانوا فى الخامسة من أعمارهم.. لم يكن بهم أى حلاوة.. لا بشرة ملساء.. لا أعين زرقاء.. لا شعر أشقر لامع أو بنى كستنائى غزير. تبدو عليهم إمارات الفقر. بشرتهم سمراء.. والبعض منهم بشرته سمراء داكنة.. شعرهم مجعد.. فقد منهم بعضا من أسنانه اللبنية إستعدادا للحصول على اسنان جديدة.
قلت لنفسىى.. “أنا لسة حاقرد، أطفال خمس سنين.. حاتتقدرى عليهم إزاى.! لا ياسومة أنت مش عسل خالص”.
مع الأطفال الصغار. البراءة الحقة.. اليد التى أمسكها لتكتب الرقم 7 والرقم 4 صحيحا وليس معكوسا. كيفية كتابة الأرقام.. والحروف. كانوا يطلبون منى ان ارى المكعبات عندما يقومون ببناءها..قضيت يوما جميلا..عفويا.
العذوبة بحق.. التلقائية.. الطفولة النقية بلا منازع. كم أنت عظيم ياإلهى.. خلقت الإنسان بجماله ونقاءه الذى لاعلاقة بمظهره، شكله أو تقاطيع وجهه.
أمضوا اليوم بحاله لا يستطيعون تذكر إسمى. أمضيت اليوم بأكمله.. أحاول أن أنطق أسماءهم صحيحة.
فى حصة الرسم دخلت المعلمة. شابة جميلة أنيقة. أعطت لكل طفل ورقة مرسوما عليها قلبا. طلبت منهم أن يختاروا ثلاثة ألوان يحبونها. يقومون بتلويين القلب – بمناسبة ال Valentine – عيد الحب. بعدها سألتهم أن يقصوا هذا القلب ويقومون بلصقه على ورقة أخرى. ويكتبون عليه أحبك.. باللغة الأنجليزية. سألتهم لمن تهدون القلب.. قال منهم إلى “ماما”، قال أحدهم إلى جدتى وقالت أخرى إلى والدى، أشار طفلة على وقالت إلى ميس … ولم تكمل عبارتها.. الله!!
نصحتنى ذات مرة زميلتى فى العمل بألا أعمل مع الأطفال الصغار لأنهم “متعبين”. لكنى إكتشفت إنى احب اللعب مع الصغار. فى كثير من الأحيان لاأشعر انى معلمتهم..بل جدتهم!!
الأطفال أحباب الله حقيقة دامغة لاتقبل الشك.. الأطفال أحبابى.. حقيقة مؤكدة بلا منازع.
النهاردة..الشاب الوسيم اللى واقف جنبى..أحضر هذه الوردات الجميلة..ذات الرائحة العطرة وأعطى لكل واحدة منا وردة جميلة..قام بتوزيع الباقى على طاقم المدرسة بمناسبة عيد الحب Valentine Day.
الحب لا علاقة له باللون..بالجنس..ولا الدين..الحب معنى وقيمة رائعة..من يفقدها..فقد الحياة.