Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك 3

الطفل هو الملك
الجزء الثالث

ذهبت إلى الأسرة من أصول مكسيكسة فى بيتها المتواضع. حضرت الإخصائية الإجتماعية. كانت الأم الأصلية مع طفلتها الصغيرة الجميلة الرقيقة ذات الثلاثة أعوام.

طرق على الباب. دخلت سيدة أمريكية من أصول إفريقية ومعها زوجها. إنتفضت البنت من يدى أمها. ألقت بنفسها فى أحضان السيدة القادمة، فى منظر شد إنتباهى!.

“أنا طبعا.. كنت زى الأطرش ف الزفة”!! مش عارفة فى إيه.. ومين دول”!!. الموضوع كان لسة جديد على”!! بس أنا دورى إيه فى القصة دى!! كنت أقوم بعمل متابعة ومراقبة للمترجم الأسبانى shadowing” ” كى أتعلم حرفية المترجم الفورى. أين يقف!. متى يترجم!.. متى يصمت!!

وقفت حائرة هل أراقب!! أتعلم!! أسأل أم أصمت لعلنى أفهم!!.. قامت الإخصائية بوضع الطفل على ميزان لترى هل هى بذات الوزن، أم فقدت أى منه!! أخذت تسأل الأم الحقيقية عن طعام الإفطار الذى تناولته!. الأدوية التى أخذتها الطفلة.. سألتها عن حالة إلتهاب الأذن التى كانت تعانى منها الصغيرة. حددت لها موعدا لزيارة طبيب الأسنان لمتابعة نموأسنانها. تتحدث بالإنجليزية – الحمد لله أنى كنت فاهمة!!. والمترجم يترجم الى الأم الحقيقية بالأسبانية.

الأم تجيب بعفوية. إذا لم تفهم.. تنظر إلى المترجم الذى يعينها على التوضيح. يعلو وجها إبتسامة – أخشى أن أقول بلهاء.

إستغرق الأمر حوالى ساعة. بعدها غادرت الأم الزائرة وزوجها بصحبتهما الطفلة. غادرنا جميعا. خلى البيت.. تألمت للأم الحقيقية. للطفلة وللأم الأخرى. كل يحمل جراحا.

سألت المترجم فور خروجنا عن مغزى مايحدث. علمت أن الطفلة تعيش مع الأسرة الأمريكية إلى أن تلتزم الأسرة المكسيكية بكل ما يجب لتعيش الطفلة حياة مستقرة. فالأم تعانى من قصور ذهنى ما، يجعلها غير قادرة على رعاية إبنتها. والأسرة الأخرى جيران لهم. علموا بأمر الإبنة حيث كانت على وشك أن تفقد حياتها، عندما نامت الأم ونسيتها لساعات طوال.

تكررت زيارتى التعليمية لهذه الأسرة عدة مرات مع تغيير فى بعض المشاهد. مثل أن أجد الأم الأمريكية حضرت مع الطفلة إلى منزل الأم المكسيسكية حيث بدأو يتقاسمون الأيام بدلا أن كانت الطفلة شبه مقيمة مع الأسرة الجديدة.

إنتهت فترة التدريب. علمت أن الصغيرة عادت إلى أمها الحقيقية التى بذلت جهدا فى رعايتها، ووجد والدها عملا ثابتا. توقفت الأسرة البديلة مؤقتا عن الزيارة لحماية الصغيرة نفسيا وعدم تشتت عواطفها.

لكن ماذا عن الأسرة البديلة!! هل ستبكى وتتألم مثل صديقتى لتقطع نياط قلبى!! كم جميل هو الحب!! لكن التعلق هو العذاب بعينه!! حين نتعلق بأحد ثم يبتعد.. تتفتت قلوبنا مثل قطع الزجاج . تتناثر فى أرجاء حياتنا، نحاول أن نلملم شتات أنفسنا!!

ظلت صورة الطفلة ماثلة أمام عينى.. جسمها الضئيل، شعرها البنى الجميل. إبتسامتها الحلوة البريئة.. يتشتت ذهنى أحيانا وأنا أقف أراقب المترجم.. أجدنى أراقبها هى!! أسأل ماذا سيكون حالها عندما تكبر!! هل ستتذكر أمها البديلة!! هل ستحافظ أمها عليها!! تبقيها..تحميها!! هل هى محظوظة لأنها ولدت وعاشت هنا – فى أمريكا!! هل كانت ستجد نفس الرعاية والحب فى وطنها الأصلى!!

لا أعلم.. كل ماأعلمه أنها حتى الأن مع عائلتها الحقيقية. صورتها لازالت عالقة فى ذهنى. قصتها تعيش فى مخيلتى، أكتبها الحين.

قررت بعدها أنى يجب أن أتعلم اللغة الأسبانية. لازالت أحاول.. فى إستماتة!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك ٢

الطفل هو الملك
الجزء الثانى

يأتى الطفل إلى للحياة دون أدنى إختيار منه. يأتى قسرا وليس إختيارا..لم يختر لون بشرته.، دينه. لم يقرر إن كان أفريقيا، عربيا او أسبانيا. لم يسأل أن يولد على أرض أمريكية.

لم يختر والديه، لم يستشار إن كان وليد زواج. علاقة عابرة. لم يطلب أن يكون إبنا شرعيا..أو إبن فراش.

لكن مادام قد أتى إلى هذه الحياة، فله كل الحقوق. بيت كريم. والدان عطوفان،..يكرسان وقتهما له. يأكل جيدا. يشرب لبنا. يتلقى الرعاية الصحية المطلوبة. يحظى بأهم غذاء يحتاجه.. الحب.

إذا لم يحدث، فإن الحكومة الفيدرالية ترى أن والديه ليسا جديران بهذه الهدية النفيسة، وهذه الهبة من الله ..فيؤخذ الطفل إلى أهل آخرين..يقدرون النعمة. يعطونه حقوقه الأساسية الأدمية.

.هذا ما يطلق عليه هنا فى أمريكا “Foster”. لاتعنى تبنيا ” ، “Adoption. لفظ جديد ومعنى أوسع.. سمعت به هنا للمرة الأولى. يعنى رعاية وتربية طفل مع أسرة بديلة تحت إشراف ومتابعة الحكومة. نظير مبلغ من المال تقدمه الحكومة للأسرة الجديدة، كى يشعر الطفل – الملك بالحب والأمان.

تفقد الأسر أطفالها نتيجة إنشغالها الزائد بعملها. عدم الشعور بالمسئولية، الوقوع فى براثن الإدمان والمخدرات. يصل إلى الجيران أصوات شجار وصراخ فى بيت ما. تلميذ يشكو إلى إخصائية المدرسة بأحوال أسرته وإخوته الصغارليصل الأمر الى الشئون الإجتماعية التى تتولى الأمر.

يؤخذ الطفل من والديه الحقيقين فى أى عمر.. حتى لو كان رضيعا. يذهب إلى أسرة أخرى، تم الإستعلام عنها جيدا. توفر له كل سبل الراحة. الرعاية. الحب. أحيانا يطلب من الأم الجديدة الا تعمل. تكرس وقتها للطفل،أو تلتحق بالجامعة بساعات معينة فى مقابل أن تحصل على مقابل مادى يعينها على المعيشة. المهم أن تقف لخدمة الملك.. رعاية الملك. حب الملك.. تدليل الملك.

الإخصائية الإجتماعية دائما فى متابعة لحال الطفل. نموه. وزنه. صحته. ومدى تعلقه بالأسرة الجديدة. تعقد لقاءات دورية بين الأسرتين.. بحضور المسئول فى حضرة الملك.. للتأكد من مدى سلامته النفسية والصحية. درجة إحتياجه لأهله الحقيقيىن. المجهود الذى يبذله كل جانب ليفوز برضا الملك.

تواظب الإخصائية الإجتماعية على التواصل مع الأسرة الحقيقية. تتأكد من رغبتها الحقيقية والجادة فى إستعادة طفلها. تقيم إلى أى حد تبدلت أحوالهم وتهيأت ظروفهم للإهتمام بالملك. تنظم زيارات دورية للطفل مع والديه الطبيعيين. Biological parents للتأكد من جدية وسلامة إقامته مع والديه.

هل يعود الملك الى بلاطه القديم!! أسرته الأصلية!! هل يعيش فى مكانه الجديد مع أسرته الجديدة!! أنه الملك.. له أن يقرر من يعيش لخدمته!!

إلى لقاء فى الجزء القادم.
لكم منى خالص الود. سومة

Categories
My Impressions إنطباعاتى

الطفل هو الملك

إعتدت أن أذهب إلى فصلها لأستعمل ماكينة القهوة لديها. أمنى نفسى بكوب من القهوة الأمريكية الساخنة الطازجة. قد نتبادل الكلمات.. التحيات إذا كان هناك متسع من الوقت. قد أذهب إلى فصلى قبل إنتهاء عمل القهوة، فأجدها وقد حضرت إلى الفصل وهى تمسك بفنجان القهوة وإبتسامة حلوة تعلو وجهها، وتقول “قلت أجيبها لك قبل ماتبرد”.

إنها زميلتى الأمريكية من أصول أسبانية التى أتحدث عنها. بشوشش، خدوم وبيننا حكايات صغيرة. أعرف انها متزوجة وجدة رغم صغر سنها.

من الوجوه الجميلة التى تذكرتها أثناء أجازتى السابقة لمصر. إشتريت لها “مج” Mug عليه رسومات فرعونية. شئ من مصر تتذكره عندما تحتسى قهوتها الصباحية.

ذهبت إليها عند عودتى وأعطتها الهدية..أخذتها فرحة وقالت “عمر ماحد جابلى هدية من مصر”. طبعا.. فلايوجد مصريين فى ألاباما غير العبد الفقير.. سومة!! إبتسمت.

ثم فوجئت بسيل من الدموع ينهمر على وجنتيها!! فزعت.. واقتربت منها!! سألتها مابها!! قالت أنى أبكى منذ ثلاثة أيام.. لقد أخذوا منى أولادى!!

إنتظرت.. لتكمل.. فأنا أعرف أن أولادها كبار، وحفيدتها فى المدرسة. سألت..إزاى.. قالت أولادى الثلاث الذين أرعاهم!! My foster .children أخرجت الموبايل لأرى صور ثلاثة أطفال متفاوتى الأعمار مابين 7 و5 و2. ظللت مرتبكة.. لاأعرف ماذا أقول.!

أضافت إشتريت بيتا أكبر.. لأضمهم إلى أولادى الثلاث الأخرين. قمت على رعايتهم تسعة أشهر. كنت أتمنى أن أحظى بتبنيهم!!
قلت فى نفسى “يارب ده الواحد بيستحمل عياله بالعافية”!! “دى جايبة ثلاث عيال تانيين تربيهم”، “لا وحاتموت نفسها من العياط”!!

فهمت منها أن الأطفال عادوا إلى أمهم الحقيقية، بعد أن كانت إرتبطت بهم عاطفيا. حقا هناك ناس قادرة على الحب والعطاء ولديها من الصبر ماقد يصعب فهمه أحيانا.

إنها المرة الأولى التى أتعرف على كلمة رعاية أو إحتضان “Foster”. وهى ليست تبنيا “Adoption”. مالفارق بينهما!! إنها حكاياتى فى الجزء القادم مع الملك.. الطفل.

مع خالص تحياتى..سومة

Categories
My Impressions إنطباعاتى

عابر سرير أم عابر أوطان

عابر سرير.. عابر سبيل أم عابر أوطان.

لأنأى بنفسى بعيدا عن كورونا، مستجدات كورونا ، أموات كورونا، أصحاء كورونا، معافين كورونا. العنصرية، الظلم، غياب العدالة الحرب فى ليبيا. سد النهضة ، أكتب فى شئ مختلف، لعله يسرى عنا ويأخذنا بعيدا بعض الشئ.

وجدت رواية “عابر سرير” للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى قابعة بين بعض الكتب الجديدة والقديمة التى أحضرتها معى من مصر فى زيارتى الأخيرة.

فازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ عام 1998، وهى الجزء الثالث من ثلاثية “ذاكرة الجسد “، “فوضى الحواس”.
أحلام مستغانمي (13 أبريل 1953) روائية جزائرية، عرف والدها السجون الفرنسية بسبب مشاركته في الثورة الجزائرية. من أوائل الخرييجين من جامعة الجزائر. حاصلة على “ليسانس” أدب عربى – حينما كانت اللغة الفرنسية لازالت اللغة الرسمية فى الجزائر و الدكتوراه من السوربون فى علم الإجتماع. من أقوالها: “عندما نخسر حبًا يكتب المرء الشعر، وعندما نخسر وطنًا نكتب الروايات”.

تحكى الرواية عن مصور جزائرى يسافر إلى باريس للحصول على جائزته فى احسن صورة قام بتصويرها. صورة طفل يجلس القرفصاء مرتعدا بعد أن كان الوحيد الذى نجى من مذبحة طالت أهل قريته جميعا بما فيهم والديه. يستند برأسه على حائط فى الشارع كتب عليه بالدم، ربما دم والديه الذى لم يبرد بعد عن الحركات الإرهابية الإسلامية والقصاص لمن يخرجون عن طاعة الإمارة. عندما ظبط المصور عدسته لتلتقط الصورة ببراعة كانت عيناه غارقتان بالدموع من هول المنظر الذى يلتقطه، مما جعله يشعر بغمامة التصوير. يستشعر البطل غرابة شعوره بحصوله على جائزة تؤرخ للدم والعنف.

تبدع الكاتبة فى وصف الحركات الإرهابية والقمعية. التطرف الدينى وبشاعة القتل والتدمير من قبل المتطرفين، الخيوط المتشابكة للحب، الموت، الرغبة والإغتراب. تكشف عن علاقة الحب بين البطل ومحبوبته “حياة”، والتى يتصادف أثناء زيارته أن يلتقى بها بعد غياب ثلاثة أعوام.
عابر سرير، عابر سبيل أو عابر أوطان خوض في مأساة الإنسان وأحلامه البائسة.

حكاية البطل الذى إنتقل من عدة أسرة فى طفولته نتيجة وفاة والدته وإنتقاله إلى فراش جدته. ثم فراش محبوبته.. ثم فراش زوجته.. وبين هذه الآسرة يشعر بالغربة والوحدة. وقد عبر من الجزائر الى باريس ثم الى الجزائر مرة أخرى ليوارى جثمان غريمه ومنافسه فى حب حبيبته “حياة” ووصفه لكل مشاعر لإنسان حى يحمل جثمان أخر ميت فى نفس الطائرة. وصف أجادته الكاتبة ببراعة.

عبرت “مستغمانى” عن إحسالسات رجل، مشاعر رجل، رغبات رجل، إحباطات رجل. إحتياجات رجل، تناقضات رجل وغرائز رجل. أجادت بحرفية ومهنية كاتبة فى وصف المشاعر الدفينة المخبأة تحت صلابة وقوة الرجال مستخدمة لغة عربية رصينة وتشبيهات وجمل بلاغية طازجة مما جعلت القارئ فى حالة شغف وترقب. صورت علاقات الرجال بعضهم البعض عندما تقف إمرأة فى المنتصف. حينما يقع رجلان فى حب ذات المرأة.

من أقوال البطل ” أطالبك بحق اللجوء العاطفى إلى جسدك”. “كيف أفك الإشتباك مع عينيك، كل ماارادته هو أن أطيل النظر إليك بعد هذا الغياب”. “لاأحب الثرثرة على شراشف الضجر” وغيرها من الكلمات إستخدمتها “أحلام” كطلقات رصاص فى روايتها التى أعيد نشرها أكثر من عشرين مرة.

قرأت “عابر سرير” مرتين . أخرجنى بعض الشئ من رتابة الحياة، تطفل أخبار كورونا. أتمنى أن أقرا ألجزئين الأخرين لأتعرف أكثر على هذا الكاتبة الإستثنائية.

قراءة ممتعة للجميع.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

مسلسلات رمضان

إقتصر رمضان هذا العام على الصيام والعبادات، بلا أى إجتماعيات تذكر. كان اللجوء الى دراما رمضان أمرا لامفر منه. أذكر أن قالت زميلة جميلة عن دراما رمضان “أن أفضل شئ تفعله هو أن تغلق التلفزيون”. لكن فضلت أن أعرف لماذا يجب أن أغلق التلفزيون مسبقا!!

شاهدت العديد من المسلسات الرمضانية منها خيانة عهد: بطولة يسرا، جومانة مرادن حلا شيحا وغيرهم .. تأليف أحمد عادل، أخراج سامح عبد العزيز.

البرنس بطولة محمد رمضان، أحمد زاهر، روجينا وبعض الوجوه الشابة. تأليف وإخراج محمد سامى.

لعبة النسيان – بطولة دينا الشربينى.، أحمد داوود. تأليف تامر حبيب، إخراج أحمد شفيق.

100 وش – بطولة نيلى كريم، أسر ياسين والعديد من الوجوه الجديدة. تأليف أحمد وائل وعمرو الدالى. إخراج الرائعة كاملة أبو ذكرى.

غلب على جميع المسلسلات الحقد والغل بين أفراد العائلة الواحدة. والذى كان أساسه ومنشأه الجشع.. الطمع.. الغيرة والميراث. إتبعه الرغبة فى الإنتقام بكل الوسائل والسبل. عدم اللجوء إلى القانون. بل غلب عليها قانون الغابة..وقانون الأقوى.
فعهد (يسرا) قامت بالإنتقام من أختها وأخيها

ودفعتهم إلى حبل المشنقة لتجلب حق إبنها الذى تسببت أختها (حلا شيحة) فى موته. إستعملت سلطاتها وإمكانيتها المادية الهائلة فى تحقيق الإنتقام. حتى عندما عبرت زوجة أخيها “نادية” – عبير صبرى عن رغبتها الحقيقية فى التوبة.. ونفذت لها كل ماطلبته.. من طلاق ورد المال إلى الزوج. قامت عهد بدفع أخيها لقتل زوجته التى كان قد طلقها..لتحقق إنتقاما.. وتبين نفسا طواقة للثأر، ليس لديها القدرة على التسامح – وإعطاء اى طرف الفرصة فى الحياة الكريمة. حرمت أولاد أخيها من أمهم – النادمة على فعلتها والتى أرادت أن تحصل على فرصة ثانية.. ليعيشوا بعار الأب الذى قتل أمهم إنتقاما لشرفهم.. لا.. استاذة عهد.. إنك لاتقلى عنهم حقدا وغلا وإنتقاما.

ويأتى مسلسل البرنس الذى يوضح عفانة العلاقات الأسرية.. والتكالب على المال،. خراب الذمم ليظهر خيطا أبيضا فى “الأسطى محمود” الذى قام على تربية مريم.. على حب حمادة للمهندسة وحب البرنس لعلا.. بعض الخيوط الرقيقة تم نسجها بجانب كل هذا القبح والدمامة الذى غلب على أفراد المسلسل.
أظهر المسلسل محمد رمضان مثل “جاكى شان”.. الرجل ذو العضلات والقوة الجسمانية الهائلة.. لاأعرف من أين أستقاها.. شاب يأكل ويعيش فى الطبقة المتوسطة.. وهى مبالغة.. دون أن أيظهر عليه اى إصابة أو جرح. قرر رمضان أن تقف حياته إلى أن يأخذ بالثأر من أهله إنتقاما لزوجته وإبنه. دارت الأحداث على نفس الوتيرة.. الإنتقام والأخذ بالثار بالنفس.. دون وجوود قانون رادع، “كل واحد ياخد حقه بدراعه”.. كأننا نعيش قانون الغاب.

ولعبة النسيان.. الطمع.. الجشع.. داخل أفراد الأسرة والإنتقام.. نفس “التيمة” المعتادة.
الرسالة التى تبعثها هذه الدراما هو ان الشر يأتى من أقرب الأقربيين.. وهى تهديد للعلاقات الأسرية وفض كل علاقة بصلة الرحم والتراحم بين أفراد العائلة الواحدة. وغياب العدالة وسيطرة قانون الغاب والثأر بالنفس. فقدان الإيمان بعدالة السماء. مع تلاشى قيمة التسامح.

معظم الممثلات كن يضعن باروكات الشعر.. لتضيف المزيد من الزيف والبعد عن الحقيقة.. ولاأتصور مثلا أن دينا الشربينى كانت أنيقة أو ترتدى ملابس تتفق مع أمرأة تعيش فى “كمبوند الأكابر” إلا مرة أو مرتين.

البطل فى هذه المسلسلات هو الديكور.. البيوت الفاخرة.. التصميمات الرائعة.. الثراء الفاحش.. حمامات السباحة.،، المربيات والخادمات.. كأن مصر هى كلها ذلك.

يظل المسلسل الكوميدى المرح الخفيف 100 وش من المسللات التى جلبت الضحكة والفكاهة. اخرجنا من حالة الملل والزهق التى نعيشها. مع ظهور وجووه جديدة مثل حمادة.. سببعبع وغيرهم.
لكنه جعلنا نحب النصابيين.. الحرامية.. العواطلية.. الذين يريدون الثراء السريع…لايجيدون أى عمل شريف سوى لعبة النصب والإحتيال.. والتصنت ووضح المسلسل دور التكنولوجيا والتتبع فى إصطياد الضحايا.

100 وش كعمل فنى مسلى ومبهج ومضحك.. لكنه بين لنا سهولة الجريمة بل وشرعيتها فى وجوود 0ابطال “كيوت” مثل نيلى كريم وآسر ياسين.

.رغم كورونا وغيرها.. ظلت الدراما المصرية متربعة على عرش الإنتاج الفنى الرمضانى.

كل عام وانتم بخير…

Categories
My Impressions إنطباعاتى

حياتى مع كورونا

حياتى مع كورونا

يسألوننى أين روح التفاؤل !! يلومننى أننى لاأبث الأمل فى قلوب البعض. أقاوم قدر إستطاعتى، أبحث داخلى على طاقة للأمل . أحاول أن أرسم إبتسامة على وجهى. ألا أقع فريسة لليأس، الوحدة، الهواجس والأفكار السوداء. أصر جاهدة لعلنى أفلح.

أضع برنامج يومى مفيد أقوم بعمله يشمل الأشياء التى أحبها ، كالطبيخ والتنظيف والقراءة والكتابة، إلى جانب بعض الرياضة الخفيفة، ومحاولة يائسة بعدم الإنغماس فى تناول الطعام. لكنى. أقع فى منزلق الشعور بالحزن.

أتأمل مايحدث.. أحاول أن أستوعبه، أخذ منه عبرة لكى أستمر. أتساءل ترى كيف يقضى الناس يومهم!! كيف هى حياتهم!! مشاعرهم.. أود أن أسمع منهم!

أصعب شئ كنت أواجهه فى يومى هو الإستيقاظ مبكرا كل صباح للذهاب إلى المدرسة. لم أكن أتنازل أبدا عن حسن هندامى. لم أشأ كذلك أن أبدو الشرقية الأتية من وراء البحار – التى قد تأتى متأخرا ولو لدقيقة واحدة. أمنى النفس كل صباح بأن أجازة الربيع – منتصف مارس – على الأبواب. سوف أعيش أسبوعا بأكمله بلا مواعيد. أستيقظ كما يحلو لى. أتناول قهوتى على مهل. أعيش يومى فى حرية.

يشطح خيالى بأنى يمكن أن أخذ الطائرة وأسافر إلى إبنى فى ولاية أخرى، أهنأ بحبه وأستمتع بصحبته.

إنها السنة الأولى التى يأتى فيها رمضان أثناء العام الدراسى. الأعوام السابقة لم يكن يأتى رمضان ألا قبل يوم أو إثنين من إنتهاء السنة الدراسية. كنت أقول لنفسى كيف سأصوم هذا الشهر الفضيل مع الدراسة!. سأذهب مع التلاميذ كل يوم إلى الغداء فى الثانية عشر ظهرا. يسألوننى فى عفوية “ميس سومة مش حاتتغدى”, لن أجدنى مستعدة للرد سوى بكلمة “لا”.

هاهى الكورونا أتت لتغلق المدارس أبوابها قبل أجازة الربيع. بل وإمتدت الأجازة أربعة أشهر.. والله أعلم هل ستفتح ثانية أم لأ!!

شهر رمضان سأقضيه فى البيت، بلا معاناة، لن أذهب إلى المسجد للصلاة وسأحرم من الإفطار الجماعى مثل كل عام.

السفر لزيارة إبنى..أصبح حلما صعب المنال الأن، وتوقع السفر إلى مصر فى علم الغيب!

الطريق لازال طويلا.. الوقت لازال ممتدا. إشتاقت إلى ملابسى المعلقة فى دولابى،. ليس هناك داع لأن ألبسها فليس من مكان أذهب إليه أو أحد أزوره!! مالذى يدفعنى لأن أصبغ شعرى!! مالذى يحثنى على أن أضع بعض المساحيق!!! توقف العالم حولى واغلقت أبوابه حتى إشعار آخر.

تضائلت أهمية “الفلوس” إلا للضرورة. فلن اضع بنزين فى سيارة..لن اذهب لتناول طعام بالخارج ولاحاجة لشراء ملابس جديدة!!إ. تعاظمت قيمة الصحة ومعنى الوقت.!!

أوحشنى تلاميذى.. صغارى .. تلقائيتهم، ودهم الجميل، مداعابتهم، طريقتهم فى إلقاء إسمى. يتعاملون معى على أنى “تيتة” سومة وليس “ميس” سومة. يتحدثون معى بأريحية، يقبلوننى ، يطلبون منى أن أقاسمهم طعامهم الذى لااستسيغه .

الناس. أين هم!! فتيل يومى ووقوود حياتى! أشفق على نفسى من هذه المشاعر وأنا لازلت فى أول الطريق مع تداعيات “الست” كورونا!!

كنت ألف حول نفسى أثناء اليوم، أستجدى الوقت ألا يجرى, ألا يهرب، ألا يسرع. الآن أحثه على ألا يكون ضيفا ثقيلا، أن يتحرك، يمشى و يبتعد.

أيتها الكورونا مهما قيل عنك وفيك. مهما قيل أنك أتيت لتعدلى ميزان الكون الذى إختل، أن تفتحى عيوننا على أشياء لم نكن نراها من قبل، أن نبتعد قليلا.، ننظف قلوبنا، ننقى نفوسنا ، نغسل أيدينا. أن نفيق من غفلتنا، الأ نفخر بعوراتنا و نتباهى بشذوذنا. لكنك زائر سمج، ثقيل الظل يصر على أن يقبع فوق صدورنا، يملى علينا شروطه.

إرحلى.. إرحلى.. سأمتك.. سأمتك. كفاك!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

كورونا والأسرة

من مفارقات الأقدار أن تعيش الأسرة مع بعضها البعض بحكم القانون. يجلسون فى البيت من الساعة الثامنة مساءا. سبحان الله كل شئ تغير، ربما لوقت ما. لكن حتى ينتهى هذا الوقت أصبح هو الحال. الأسرة جميعها تتواجد فى البيت بالقوة الجبرية.. قوة كورونا العجيبة!!

القول أنه تم لم شمل الأسرة. عرفوا مفهوم أن يلتقوا على مائدة الطعام فى وقت واحد. أن يتعرفوا على بعضهم البعض، قول يبتعد عن الصواب. الأولاد الذين إعتادوا على الدروس الخصوصية وممارسة التمرينات أو المكوث فى النادى صيفا حتى منتصف الليل، أصبحوا يقضون اليوم بطوله والليل باللعب “بالموبايل”، أو مشاهدة الأفلام. ينامون متأخرا. يستيقظون عصرا. لم يعتادوا أن يروا والدهم متواجدا طوال اليوم فى البيت. حتى بعضهم يسأل الأم..”هو بابا ناوى يعيش هنا”!!. إحتياجهم لوالدهم لايتعدى كونه بنكا يمد بالفلوس. يغير الموبايلات.. يدفع مصاريف التمرين وأتعاب الدروس الخصوصية. هناك حالة من الفراغ، الملل.

الأب الذى غالبا لايعرف الكثير عن أبناءه. يكتفى بالمعلومات التى تقدمها له الأم . ليس معتادا على الجلوس فى البيت، مكانه الطبيعى فى الخارج وسط أقرانه.. عمله هو رقم واحد بالنسبه له ليس بدافع الأسرة، لكن لأنه يشعر بوجوده وأهميته فى عمله.
.مفهومه لدوره فى الحياة لاتتفق مع طبيعته أن يجلس فى البيت. الأدهى إن كان مرغما، إن كان غصبا.. إن كان بقوة القانون. ملول بطبعه. يهوى التغيير. ليس له صبر على الأولاد، ضوضاءهم.. زعيق زوجته..قلقها وتوترها غالبا يجعله يهرب إلى العمل، القهوة أو النادى.

الزوجة التى لم تعتد على وجوود زوجها فى البيت معظم الوقت. نحن النساء مهما تبأونا من وظائف ومهام، نشعر بأن حياتنا فى البيت. عملنا الأول فى المنزل. حتى قيل أن عمل المرأة فى البيت لاينتهى، بل طالب البعض بأن تحصل المرأة على أجر نتيجة هذا العمل.

قالت لى إحدى صديقاتى,, إنها لاتعرف إن كانت ستحب أن تذهب إلى العمل ثانية بعد هذه الفترة الطويلة من المكوث فى البيت أم لا.

يجدها تمسك بالتليفون طوال الوقت، يطلب منها أن تنظف البيت كما ينبغى، تراعى مذاكرة الأولاد. تستفزه بالأوامر.، تأمره بشراء الطلبات. تخزين البيت. يشعر بالسأم، بالملل. تشعر بالملاحقة والملاحظة.

لاأحداث، لاجديد. لاشئ عن زملاء العمل.. ماحدث من الأهل، إحتفالات شم النسيم، أيام رمضان..التخطيط للأجازة السنوية، الذهاب إلى المصيف. إختفاء وجوه الأصحاب، الزملاء، الأقرناء وحتى الأقرباء. لايوجد سوى نشرات عدد الموتى فى كل بلد. عدد المتعافين. أرقام الدول من حيث الترتيب فى عدد الحالات. مقدمو البرامج الذين يبدون فى أزهى ملابسهم.. يبتسمون وهم يزفون لنا هذه الأخبار الأليمة، كأن الأمر برمته لايعنيهم.

إنه مشهد من مشاهد كورونا وتبعيتها. إكتشاف جديد للذات وللأسرة وللحياة عموما.

أى شئ يأتى بالقوة، بقوة القانون يفقد معناه، يتلاشى بريقه، يفقد قيمته. كم جميل لو قررت الأسرة بمحض إرادتها، بعيدا عن “الست” كورونا أن تقضى يوما أسريا مع بعضهم البعض، يعيدون فيه إكتشاف ذواتهم، يتعرفون على بعضهم، يتشاركون، يتبادلون الأدوار. ليفهموا معنى التفاهم، التراحم، المشاركة. يفهموا معنى الأسرة.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

This is me

This is me, “writer”. No matter what I do in life, writing still urges me, pushes me and reminds me that there is something needs to be said, something needs to be written. Life is full of surprises, frustrations and also good news. Every day is a story telling. So, my life is full of stories.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

مجرد كلام..بس مش اى كلام

https://www.facebook.com/SomayaAhZakaria/
Categories
My Impressions إنطباعاتى

تأملات كرونية

“أمريكا أولا.”. هذا الشعار البراق الذى أطلقه الرئيس الأمريكي فى بداية فترة حكمه. ليجعل الأمريكين يهتموا ببلادهم أولا وأن يجعلوها نصب أعينهم.

سافر إلى الشرق الأوسط، عقد صفقات بالمليارات ليحضر أموالا إلى أمريكا، يرفع من مستوى الدخل ويقل من عدد البطالة.

تحدى العالم لكى يبنى سورا عتيدا قويا يفصل بين أمريكا وجيرانها و حتى لايسمح بأحد للعبور إلى حدودها –ليحرم ناسا تمثل الغالبية العظمى من العمالة،. تتكلم الأسبانية التى تعتبر اللغة الثانية الرسمية هنا فى أمريكا.

وضع شروطا وضوابط مشددة لكل من يريد أن يأتى إلى أرض الأحلام للإقامة، الإعاشة، العمل أو الدراسة.

وهاأنت أيها الكائن البسيط الذى لاترى بالعين المجردة، أتيت لتطلع لسانك لنا.. فلا أحد يريد أن يأتى إلى أمريكا. لامن المكسيك ولا من البرازيل ولا من أى مكان فى العالم. بل أعتبر العالم أمريكا مكانا غير مستحب الإقامة فيه. بلد أصبح الرقم الأول فى نسبة حالات الإصابه بفيروس كورونا. بلد تعامل ببطء مع مثل هذه الكارثة العالمية.

أثبت شعار “أمريكا أولا” هشاشته. أمريكا لايمكن أن تكون أولا أو بمفردها، إنها يجب أن تكون مع العالم كله فهى فى حاجة إلى العالم والعالم فى حاجة إليها.

لاقيمة لسور، أو إجراءات. البلدان القوية ذات الهيبة سقطت أقنعتها الحقيقيقة.. قمت أنت أيتها الكورونا بتعرية هذه الأنظمة التى ظهرت خاوية جوفاء. لاتهتم سوى بتكنولوجيا كاذبة وحرب كواكب ونسيت أننا الأن نعيش عصر حرب الفيروسات.

خراطيم المياه التى إمتدت فى الدول العربية لتفرق المتظاهرين. العراق، لبنان. الفوضى التى عمت عالمنا العربى ولا حل لها.. أتيت أنت أيها الفيروس بقوتك وصغر حجمك.. لتأمر الجميع بالعودة إلى البيت. أمل وحلم كثير من الحكومات التى جربت كل شئ. يالك من خبيث.. لئيم..قوى.. عتيد.

البيت الحرام الذى كان قبلة المسلمين. يعيش على السياحة الدينية. يزوره كل عام مايقرب من 4 ملايين زائر. يأتون من كل أنحاء الأرض فى نفس الوقت، يقومون بنفس الشعائر ، يعودون إلى ديارهم سالمين.. لامرضى . الآن أقفل أبوابه أمام مراديه فى سابقة لم تحدث إلا نادار.، حينما تحول البيت الكريم إلى ملهى ومكان للحفلات والسياحة والزيارات للجميع من حدب وصوب!

ضاعت عبارة “كل الطرق تؤدى إلى روما” ليصبح طريق الموت والهلاك والكرونا هو الطريق الوحيد المؤدى إليها!

قاهرة المعز.. صاحب الألف مئذنة.. القاهرة العامرة التى لاتعرف النوم. شعبها الذى لايعرف سوى الضجيح. المحلات التى لاتقفل أبوابها قبل صلاة الفجر. الشعب الذى لايعرف أبدا ساعة ذروة ووقت ذروة. فطوال اليوم – هو وقت ذروة. لايمكن أن تتنبأ بوقت هدوء. اليوم القاهره العامرة أغلقت أبوابها. نيلها ساكن.. صامت يشهد على كل مايحدث فى هدوء وتأمل.

الأسرة التى كان كل افراداها يعيشون كل فى عالمه.. أصبحوا بحكم القانون يجب أن يعيشوا معا، يتواجدوا جميعا فى نفس الوقت, يتعرفوا على بعض من جديد. يكتشفوا كل السبل المتاحة لتمضية الوقت والإستمتاع به.

الوقت أصبح طويلا.. ماذا نفعل به!! هل نهدره!! كما أهدرنا حياتنا، أم نتأمله، نستفيد به ونتعلم منه!.

توقف العالم وأغلقت أبوابه حتى إشعار أخر. خسرنا الملايين من الأنفس ومن الأموال ومن المعانى!

أيتها الكورونا.. ماذا تريدين!! ألم تصلى إلى هدفك!.. لم تفرقى بين غنى وفقير، صبى وعجوز، مسلم ومسيحى!! ألم تخبرينا أننا جميعا فى الهم سواء. رسالتك وصلت. لن نعود إلى سالف عهدنا. وضعت بصمتك علينا.. تغيرنا،، تأملنا، توحدنا فى كثير من الأمور.. أصبحنا بحق.. بنى أدمين.

.. ألم يحن الوقت لكى ترحلى عنا، وتدعيننا نبدأ من أول السطر.