Categories
My Impressions إنطباعاتى

أطفال بلا منازع

كانوا فى الخامسة من أعمارهم.. لم يكن بهم أى حلاوة.. لا بشرة ملساء.. لا أعين زرقاء.. لا شعر أشقر لامع أو بنى كستنائى غزير. تبدو عليهم إمارات الفقر. بشرتهم سمراء.. والبعض منهم بشرته سمراء داكنة.. شعرهم مجعد.. فقد منهم بعضا من أسنانه اللبنية إستعدادا للحصول على اسنان جديدة.

قلت لنفسىى.. “أنا لسة حاقرد، أطفال خمس سنين.. حاتتقدرى عليهم إزاى.! لا ياسومة أنت مش عسل خالص”.

مع الأطفال الصغار. البراءة الحقة.. اليد التى أمسكها لتكتب الرقم 7 والرقم 4 صحيحا وليس معكوسا. كيفية كتابة الأرقام.. والحروف. كانوا يطلبون منى ان ارى المكعبات عندما يقومون ببناءها..قضيت يوما جميلا..عفويا.

العذوبة بحق.. التلقائية.. الطفولة النقية بلا منازع. كم أنت عظيم ياإلهى.. خلقت الإنسان بجماله ونقاءه الذى لاعلاقة بمظهره، شكله أو تقاطيع وجهه.

أمضوا اليوم بحاله لا يستطيعون تذكر إسمى. أمضيت اليوم بأكمله.. أحاول أن أنطق أسماءهم صحيحة.

فى حصة الرسم دخلت المعلمة. شابة جميلة أنيقة. أعطت لكل طفل ورقة مرسوما عليها قلبا. طلبت منهم أن يختاروا ثلاثة ألوان يحبونها. يقومون بتلويين القلب – بمناسبة ال Valentine – عيد الحب. بعدها سألتهم أن يقصوا هذا القلب ويقومون بلصقه على ورقة أخرى. ويكتبون عليه أحبك.. باللغة الأنجليزية. سألتهم لمن تهدون القلب.. قال منهم إلى “ماما”، قال أحدهم إلى جدتى وقالت أخرى إلى والدى، أشار طفلة على وقالت إلى ميس … ولم تكمل عبارتها.. الله!!

نصحتنى ذات مرة زميلتى فى العمل بألا أعمل مع الأطفال الصغار لأنهم “متعبين”. لكنى إكتشفت إنى احب اللعب مع الصغار. فى كثير من الأحيان لاأشعر انى معلمتهم..بل جدتهم!!

الأطفال أحباب الله حقيقة دامغة لاتقبل الشك.. الأطفال أحبابى.. حقيقة مؤكدة بلا منازع.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

قصة وصورة

Happy Valentine

النهاردة..الشاب الوسيم اللى واقف جنبى..أحضر هذه الوردات الجميلة..ذات الرائحة العطرة وأعطى لكل واحدة منا وردة جميلة..قام بتوزيع الباقى على طاقم المدرسة بمناسبة عيد الحب Valentine Day.

الحب لا علاقة له باللون..بالجنس..ولا الدين..الحب معنى وقيمة رائعة..من يفقدها..فقد الحياة.

أحبوا أنفسكم..احبوا اخوتكم..احبوا الحياة..

أحبوا..تصحوا.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

مزايا كورونا فى المدارس

لاول مرة أكتشف ان لكورونا بعض المزايا فى المدرسة
.لاحظت ان عدد التلاميذ أقل بكثير من المعتاد . لايتعد خمسة أو ست فى الفصل الواحد.

فى السابق..قبل “اللى ماتتسمى..كورونا”. كنا نصطحب الأطفال إلى دورات المياه حوالى ٤ مرات فى اليوم. نقف وننتظرهم..نوجههم إلى ضرورة غسل الأيدى..ثم نصطحبهم الى صنابير المياه للشرب. هذا العمل السخيف المزعج كان يستغرق حوالى ١٥ دقيقة او ٢٠ دقيقة فى المرة الواحدة وفقا لعد الاطفال وتبعا لسلوكياتهم. الآن يسمح لتلميذ واحد فقط بالذهاب بمفرده إلى دورة المياه..دون الحاجة لتواجد المدرسة.

التلاميذ الآنصبح الآن يذهبون إلى قاعة الطعام ويحضرون غذاءهم. يتناولونه فى الفصل. لاداعى للمعلمة ان تصطحبهم إلى قاعة الطعام. تنتظرهم حتى يحضرون طعامهم. تجلس معهم على المائدة المخصصة لهم. تراقبهم وتتحمل ضوضوء القاعة المليئة بالعديد من التلامبذ والمدرسين.

فى كثير من المدارس الآن تحضر المسئولة الطعام الى الفصل طبقا لعدد التلاميذ. ” ياعنى لا بنروح ولانيجى .. آخر راحة واخر حلاوة.
.
كل صنابير المياه التى يشرب منها التلاميذ مغلقة. كل فرد عليه ان يحضر مياه الشرب المخصصة له او يبتاعها من الماكينات السريعة للشراء. وهذا معناه..لامزيد من الاعذار للخروج من الفصل لشرب المياه!!

إلى حد كبير. العمل فى المدارس أصبح اكثر تسلية. أقل ضغطا واخف توترا. الحمد لله.

ياسلام عليك ياكورونا..طلع لك فايدة ف حاجة!!.





Categories
My Impressions إنطباعاتى

هل المرأة تساند المرأة

Do Women support each other!!

3 فبراير بادر إلى ذهنى هذا السؤال أحيانا من حين إلى أخر.. وأتساءل أننا دائما نضع اللوم على الرجل فى أنه يقف حجر عثرة أمام تقدمنا نحن النساء، ولايساندنا فى تحقيق ذواتنا.  نرى أن الرجل يثقلنا بالمسئوليات والمهام/ بينما يتفرغ هو إلى بناء ذاته، وتحقيق طموحاته!!

لكن ترى هل نحن النساء نساعد بعضنا البعض!! هل لهذا السؤال علاقة بالثقافة.. بالشخصية وكذلك بالعمر!!

فى مشوار حياتى لايمكن أن أنسى النساء اللاتى قمن بمساعدتى، الوقوف بجانبى، تشجيعى،  إبداء النصيحة الأمينه لى، دفعى إلى الأمام ومعاونتى فى أن أحصل على فرصتى ف العمل والترقى.  لكن القليل منهن تجشم أى عناء أو مجهود لمساعدتى.. ليس أنا تحديدا، لكن على الوجه العام.

يبقى الرجل هو الفاعل والمؤثر فى حياتنا نحن النساء.  قد يؤثر بالسلب، فى عدم التشجيعا، وإلقاء الأعباء.. لكن كثيرا مايؤثر بالإيجاب. فى التشحيع، التوجيه، تحمل المسئولية وتبادل الأدوار.

يحضرنى هذا الحديث الآن.. لأن المدارس التى يكون الناظر فيها “رجلا” تكون فاعلة أكثر.. يكون الجو العام للمدرسة أكثر ودا.  لاأذكر أى ناظر مدرسة سألنى عن عملى أو راقبنى فيه.  الرجال يهتمون بالنيجة، لايأبهون بالتفاصيل.  الرجل يرى المرأة جميلة، لايهتم إن كانت تضع رموشا صناعيا، تتضع مساحيق على وجهها، أنها أمضت ساعات حتى تظهر له كمايراها .. جميلة!!

نحن النساء.. نعشق التفاصيل.  ففى المدرسة تأتى ناظرة المدرسة إلى الفصل كل عشر دقائق.. تنظر إلى الفصل.. تراقبنى، تنظر إلى ساعتها فور حضورى، تطلع على ساعتها وقت الإنصراف. 

أرجو الايتضايق منى النساء، لكن على مستوى المساعدة والتزكية والحديث بإيجابية عن الأخرى قليلا مايكون.

رغم عنا نشعر بالغيرة.. رغم عنا تعمل عقولنا فى عمليات حسابية سريعة للمقارنة،  هذه المقارنات بين النساء والغيرة التى قد تتضاءل مع التقدم فى العمر، تقف عقبة أمام تقدم النساء ومساندة بعضهن البعض.

ليس لذلك علاقة بالثقافة بقدر ماله علاقة بالوعى.  وعى المرأة لزميلتها المرأة خاصة فى مجال الأعمال،  أن نجاح إمرأة أخرى لايقلل من نجاحك وأن جمال إمراة أخرى.. ليس معناه أن يتقازم الإنسان ويخاف.. ويعيش ف مقارنات بالية لاتقدم ولاتؤخر.

فأصنع الخير فى موضعه أو غير موضعه.. لأنه سيأتى ثماره حتما.. ولانركن الى كل عثراتنا إلى السادة الرجال دائما!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

Shayan – شايان

إقتربت منى طالبة جميلة فى الصف الأول الثانوى قالت لى “ألا تذكريننى!! أنى شايان وقد كتبتى لى إسمى باللغة العربية والحروف الأبجدية عندما كنت فى المرحلة الإبتدائية. لازلت أحتفظ بهذه الورقة.

لم أصدق ماسمعته. الفتاة أصبحت شابة جميلة.. رغما عنى لا أذكرها. فالمدارس كثيرة، والطلبة اكثر ووقت طويل قد مضى.

ظلت صورة “شايان” حاضرة فى ذهنى. أبحث عنها أحيانا عندما أذهب إلى مدرستها، أتذكرها وأحيانا أجدها تقف أمامى. تقول لى “عرفت يا ميس سومة انك موجوده النهارده فى المدرسة.. جيت أسلم عليك”.

ماأجمالك ياشايان!! ماأرق كلماتك وأعذب صوتك وطيبة قلبك.. جعلتينى أحب مدرستك لكى ألقاك. تبثين فى روحا إيجابية ومشاعر جميلة. دون أن تقصدين تجعليننى أشعر بالألفة والمودة التى تجمع البشر دون جدران رغم الكثير والكثير جدا من الإختلافات.

فى المدارس لايعرفون شيئا عن اللغة العربية – لغة الضاد. أحيانا يطلب البعض أن أنطق بضع كلمات باللغة العربية. تزداد حيرتهم حينما أكتب لهم أسماءهم بالعربى..أو أدون لهم حروفنا الأبجدية. منهم من يحاول أن يكتب إسمه بالعربى مبتدأ من الشمال إلى اليمين!!

يسعدنى رد فعلهم الذى لم يتغير أبدا – جميل كأنك ترسمين ” cool, it is like drawing” . تزداد حيرتهم حينما يروننى أمسك بضفتى كتاب عربى.. يقولون فى تعجب “بتعرفى تقرأى ده” ثم يضيفون أنى أقرأ وأكتب “بالشقلوب”. فأقول أنى أكتب مختلفا.

كم أتمنى أن أعلمهم بعض العربى.. كم أتمنى أن أصحبك معى ياشايان إلى مصر.. لتعرفى أننا بلد عظيم عريق رغم كل مامر ويمر به.

رغم تحفظنا على التعليم فى مصر إلا أننا نتعلم أكثر من لغة حتى فى المدارس التجريبية أو حتى المدارس الحكومية، فرنسى أو ألمانى بجانب العربية والإنجليزية، لكن التلاميذ هنا لاتتعلم سوى اللغة الأسبانية فى الصف الأول الثانوى، وهى اللغة الثانية فى أمريكا. ينسونها عندما ينهون المرحلة الثانوية طالما لم يستعملونها.

قررت فى زيارتى الأخيرة لمصر أن اشترى هدية لشايان من خان الخليلى. من حسن الحظ أنى ذهبت إلى مدرستها للعمل بعد عودتى من مصر. للأسف لم أذكر أى فصل تكون. فى نهاية اليوم وجدتها تدخل الفصل الذى أعمل به. رغم برودة الجو كانت تتصبب عرقا. قالت لى فى تلقائيتها المعتادة.. “كنت فى رحلة مدرسية.. علمت بوجودك اليوم فى المدرسة”!! ماأجملها، أحتضنتها.. أعطيتها هديتها، كانت مغلفة فى ورق.. أخذتها فى عجل وقالت تود أن تلحق الفصل لتعرف مايجب عليها فعله.

تمنيت فى قرارة نفسى لو كانت فتحت الهدية.. فهى شنطة فرعونية من شنط خان الخليلى، لكى أرى تأثير المفاجأة عليها. فالهدية لاتسعد من يتلقاها بل من يحضرها كذلك. تشعره أنه قادر على إدخال البسمة لأحد.

لكنها شايان.. إبنتى الجميلة الرقيقة. عادت إلى بعض دقائق وقبل إنتهاء اليوم الدراسى وهى تضع “الشنطة” الصغيرة فى ذراعها وتمطرنى بأحلى القبلات. الله..

ماأجملك ياشايان!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

توصيل الطعام للمنزل

Meals on the Wheel

ذهبت اليوم مع صديقتى التى تخطت السبعين بقليل وأختها التى إقتربت من الثمانين بقليل لتوصيل الطعام إلى الفقراء أو المسنين.

تتمتع صديقتى الغالية وأختها بلياقة جسمانية رائعة، صحة نفسية جيدة، وكفاءة ذهنية عالية. لاأشعر أبدا فى وجودى معهما أنهما مسنات، بل شابات. تتلاشى التجاعيد وآثار السنين خلف النشاط والحيوية وحب الحياة الذى يتمتعان به.

يقوم الأختان بهذا العمل فى الجمعة من كل أسبوع منذ مايزيد عن العشرين عاما. تقليد شائع فى مدينتى الصغيرة، وفى أنحاء الولايات المتحدة يطلق عليه meals on the wheels بمعنى توصيل الطعام بالسيارة إلى المنازل.

أخذنا “صوانى” الطعام النظيفة والمغلفة مع قائمة بالأسماء والعناوين. قاما بتقديمى إلى إدارة الجمعية الغير حكومية المسئولة، يطلق عيها طريق واحد ” United Way” على إنى من مصر، وأريد أن أتعرف أكثر على هذه التجربة. رحبت بى المسئولة قائلة ” أهلا بك، نرحب بتطوعك فى أى وقت”.

ذهبنا إلى كل بيت وكنا نقدم له الطعام، الذى يتميز بالنظافة وحسن المنظر والترتيب. كان يفتح لنا الباب رجل مسن أو إمرإة عجوزتعيش بمفردها. ربما بإختيارها، أو لأن الظروف فرضت عليها ذلك. فالحياة الممتدة هنا فى أمريكا والتى تجعل الأولاد يتركون البيت مبكرا بحثا عن حياتهم ومستقبلهم لاتترك للوالدين اختيار سوى العيش بمفردهم.

الناس الذين يتلقون الوجبات إما فقراء مسنين لايملكون دفع ثمن الوجبة اقل من ($5) أو مسنين ميسورى الحال بعض الشئ ، ليس لديهم من يطهو لهم الطعام، أو لايستطيعوا الطهى بأنفسهم، يدفعون ثمن الوجبات أسبوعيا.

حرصت صديقتى العزيزة أن تقوم بتقديمى إلى متلقى الطعام، حين ندلف إلى الداخل ونضع ” صينية” الطعام، أوقد يستقبلنا الشخص عند مدخل البيت.

تحدث منهم عن مرضه وأنه سوف يذهب للعلاج الكيماوى الأسبوع المقبل. قالت اخرى إنها تنتظر أولادها لإصطحابها فى نزهة اليوم. أخرى أخذت وقتا طويلا لتنطق إسمى “سومة”.

ذهبنا إلى إحدى دور المسنين التى تتميز بالنظافة المتناهية، الترتيب والهدوء. كل فرد له غرفته إلى جانب أماكن فى الداخل والخارج للجميع. ” صورة المبنى الكبير”.

قمنا بتوصيل الطعام إلى إحدى المساكن الشعبية والتى تشبه “كومباوند” راقى فى مصر. صعدنا إلى الدور الثالث حيث قدمت الطعام لأم شابة وإبنها المعاق، والذى تبينت أنه أحد التلاميذ الذين أعرفهم. ” صورة المبنى متعدد الطوابق”.

أماكن الإسكان الشعبى والتى تتميز بالجمال والرقى، تقدمها الحكومة لمحدودى أو معدومى الدخل إما مجانا، أو لقاء مبلغ بسيط جدا بناء على مستوى دخل الفرد.

الحكومة الفيدرالية تعرف مستوى دخل كل فرد، ماعليه من ضرائب وبناء عليه تقرر مستوى وشكل المساعدة التى قد يحتاجها. قالت لى صديقتى أن الأغنياء يحصدون الأموال، الفقراء يحصلون على كافة المساعدات المختلفة، أما الطبقة المتوسطة فهى التى تدفع كل الأعباء!!

يتم معاملة كبار السن – يطلقون عليهم seniors”” بكل إحترام وتقديرإلى جانب الإنسانية المفرطة. لهم تخفيضات فى كل شئ، أماكن خاصة للصعود والهبوط، أماكن الجلوس فى المتنزهات.، أو المواصلات العامة.

ودعت صديقتى وأختها بعد أن قمنا بتوزيع حوالى 12 وجبة على عدة منازل فى أماكن متفرقة. إستغرق الوقت حوالى ساعتين.

تساءلت هل يمكن تقديم وجبات بسيطة نظيفة للأسر الفقيرة فى مصر!!. هل الجمعيات الأهلية وأماكن العبادة ونوادى الروتارى والليونز يمكن أن تفعل شيئا من هذا القبيل بهذا الترتيب والنظافة والإنسانية!!. أتمنى وألف أتمنى.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

هم ونحن

They and We

نقرت الباب عاملة النظافة فى المدرسة. شابة فى مقتبل الأربعينيات من عمرها. بيضاء البشرة..مشرؤبة بالحمرة. شعرها بنى طويل..تعكصه فى رباط. ترتدى بنطالا واسعا مشجرا وقميصا مشجرا..تتناسق الالوان مع بعضها. تتناسب مع خضرة عينيها التى تشبه الزرع الطازج فى الحقول.

اعرفها منذ فترة ونتبادل الأحاديث القصيرة كلما ذهبت إلى هذه المدرسة. قالت وابتسامتها الحلوة تعلو وجهها..” ممكن إبنى يجى معاى..يلم اكياس الزبالة من الفصول التانية ويرجع ع طول”. قبل ان التفت كان الولد الذى يشبه ملامح امه – .فى الرابعة الإبتدائى يسألنى..”ممكن اروح وآجى بسرعة”.!

خرج مع والدته..وبعد فترة وجيزة عاد..وجلس فى الفصل ليكمل الدرس، كأن شيئا لم يحدث.

الولد..أمه تعمل عاملة نظافة فى المدرسة..يذهب لمساعدتها كل يوم..لا هو يخجل من عمل امه..لا هى تشعرك بالشفقة وتريد أن تدس فى جيبها عدة جنيهات..لا زملاؤه يشعرونه بأنه اقل منهم..ولا هو يشعر بأى دونية او إختلاف عنهم.

بعد عدة أيام عملت فى مدرسة أخرى. فى اثناء فترة الغداء..ذهبت مع التلاميذ لتناول وجبة الغداء. جلسنا جميعا على طاولة الطعام؛ عمال النظافة وبعض العاملين فى قاعة الطعام (الكافيتريا) والمدرسين. بينما التلاميذ فى الطاولات المخصصة لكل فصل.

يحدث هذا فى أعتى بلاد الرأسمالية. بلد بها أغنياء لديهم قصور وزوارق وسيارات فاخرة ، وبعض يكفى قوت يومه بالكاد. ..لازال يوجد فى أمريكا إحتقان وسوء فهم بين االبيض والسود، ..لكن توجد مظاهر كثيرة للمساواة والعدل.

الاديان تحض على المساواة..وخلقكم الله سواسية كأسنان المشط..وخيركم أتقاكم. لكن هل يمكن ان يحدث ذلك فى مصر!! اذكر أن الدنيا قامت ولم تقعد لأن فتاة فى الثانوية العامة تفوقت ووالدها عامل بسيط.، تبارت البرامج الحوارية أن تتحدث عن ذلك.

اعترف أن قليلى/محدودى الدخل هنا لايشعرون بالدونية او الفقر..ولايشعرونك أنهم اقل منك. لاتوجد على وجوههم نظرة الغُلب التى قد تشعر بها فى مصر. هم يؤدون عملا مثل أى احد وفقا لإمكانتهم وتعليمهم وكذلك رغبتهم.

فى مصر يوجد نوع من عدم الثقة بين الفقراء والأغنياء او حتى متوسطى الدخل. يشعر الفقير بالغيظ او الحقد على الغنى. يرى من حقه أن يأخذ مالديه. يميل إلى الكسل..ويرى ان الغنى عليه وواجب عليه أن يغدق عليه ويعطيه من ماله بسخاء. كم منا تشعر أن السيدة التى تأتى لتنظيف البيت قد يكون لديها مهارات إحترافية فى السرقة، ويجب أن تكون تحت الملاحظة طوال الوقت.

القليل منا جدا من يعتبر ان المربية التى تعمل فى البيت هى من افراد الأسرة. اجد صعوبة فى ان ارى الكل فى المدرسة يصطف لتناول الطعام..لا فرق لأعجمى على عربى إلا بالتقوى.

هل سيأتى يوم نتفاخر بالعمل اليدوى وعمل والدينا مهما كان بسيطا!! وهل ستبنى جسور امن الثقة بين الفقراء والأغنياء!! وهل ستساهم

الحكومة فى تقليص الفجوة!! كما يحدث هنا. تنفق اموال الضرائب على نظافة الشوارع، توفير الحدائق العامة، توفير اماكن لاحصر لها “لركن” السيارات واخيرا مساعدة محدودى الدخل..فى دفع فواتير لهم او إعطاءهم كوبونات للطعام food stamps. حتى قيل أن الفقراء لايريدون أن يعملوا بجد..لأنهم يحصلون على فوائد جمة من الحكومة.

هل ستتغير ثقافتنا ونظرتنا إلى بعضنا البعض، لانجعل من أنفسنا حكاما على شخص بمقدار ثروته ونوع سيارته!!ا الأمم لاترقى إلا بعقول وقلوب أبناءها

Categories
My Impressions إنطباعاتى

هو وأنا

إمتدت أناملى تبحث عنه..لم أجده. تذكرت أنه حرمنى وجوده. رفض صحبتى. قمت متململة.. أستعلم الوقت. لازال الوقت مبكرا. اليوم بطئ، .. جدا مع الصمت المطبق حولى.

شعرت بالحزن لفراقه.. أطفأ ضوءه.. تعالى على. لم أعد قادرة على العيش بدونه.

أسبوع كامل.. أسبوع طويل، ممل. طالبت نفسى بالصبر والقدرة على التحمل.. طالبتها بالتعامل.. بالمرونة.. أطالبها دائما بالكثير وأقسو عليها أحيانا.

أسبوع بالكامل أخرج من بيتى. يضيع وقتى. تهدر طاقتى ، أبحث عن حل، عن أحد يساعدنى. أعود يائسة. محبطة.

لم أكن أعرف أنه بهذه الأهمية وهذه القيمة فى حياتى. البدائل ليست مثله. قلت “عمار يامصر” لو كنت ذهبت إلى أى محل “موبايلات” كان فى دقائق فك طلاسم هذه الموبايل العزيز. لو طالته أصابع أولاد أخى الصغار.. لتمكنوا فى لحظات أن يريحونى.. ويقولون لى “عمتو دى حاجة بسيطة”!! يا لا عظمة المصريين وجمالهم!! أما “التناكة” من العاملين فى مجال تصليح الموبايلات هنا..حدث ولاحرج.. سخافة إلى جانب الجهل.

ضائعة هنا. أنتظر تشريف التيلفون الجديد الذى عملت له طلبا من على “النت”. حتى يأتى الزائر الجديد فى وقته.. فى تؤدة. ملل. كيف أعيش وأنا منفصلة عن عالمى.
مهما إستعملت “اللاب توب” تظل حبيبى أنت العزيز والأغلى.

أنفصل عن العالم. لاتصلنى رسائل نصية، ولو بالخطأ. لاأسمع رنينا. يارب.. كم أحتاج إلى صبر!! أللا تكفى كورونا، ساعات اليوم الطويلة.. وحيدة. بلا عمل يذكر.. بلا أصدقاء.

لم أكن أعرف إلى هذه الدرجة أصبح الموبايل جزءا هاما وأساسيا فى حياتنا. إن أختفاءه عدة أيام جعلنى أشعر أنى فقدت قريبا.

فى عز يأسى وجدت محلا صغيرا فى “المول” ذهبت إليه. بعد محاولات مستميتةوأيام عدة، أعاد الضوء إلى “موبايلى” ورد إلى الحياة.

الحمد لله.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

لا لكبر السن..لا للعنف

العمل التطوعى

أمضيت ثلاثة أيام فى الفراش جثة هامدة. دور برد وألم حاد فى المعدة أفقدنى القدرة على الحركة تماما.

ولأن لايمكن أن أذهب ألى الصيدلية واشترى علبة اوجمانتين – مضاد حيوى 1000 واخد منه. لانه ممنوع. ويجب المضاد الحيوى يصرف بوصفة طبية من الطبيب. فكان لزاما أن اذهب للطبيب لأحصل على الدواء وأخضع للعلاج.

كان لدى دعوة للغداء يوم السبت من هيئة تعمل لتجنب العنف ضد النساء تقديرا لعمل تطوعى قمت به منذ فترة. نظرت إلى نفسى فى المرآة فرأيت اثار العجز وتقدم العمر..والشعور بالضعف الجسمانى..وربما النفسى. قلت لنفسى..”شوية برد يعملوا فيك كده ياسومة ياعسل”.

نازعتنى نفسى فى ان أذهب وألبى الدعوة..شجعنى زوجى على الذهاب. حمدت ربنا على الأحمر والأبيض “اللى بيخلى الستات حلوة وصغيرة…والأهم بيخلينا نحس بالسعادة والثقة”.

“حطت فرشاه كده وفرشاة كده.” “وشوفت خاضار كثير وقليل..مش عارفة من غير المكياج أوالميك اب ازاى ممكن اواجه العالم”. لبست الفستان والحذاء العالى. اخذت دواء للطاقة حتى استطيع أن اصمد.

وصلنا إلى المكان الذى يبعد عنا ساعة وأربعون دقيقة. مكان جميل وجديد. المنظمون على الغداء كانوا فى غاية الود والذوق..أثنوا على المتطوعين الذين هم من جنسيات مختلفة مثل الهندية، المصرية، الباكستانية والأسبانية. قدموا لنا هدايا رمزية. قالوا أن العنف واحد..يحدث فى بلدان كثيرة مهما تعددت واختلفت لغتها.

المتطوعون ساهموا إما بوقتهم..بمعرفتهم..بمساندتهم لقضية القضاء على العنف الأسرى والتحرش الجنسى. كان دورى فى ترجمة الدليل الخاص بالأرشادات والمساعدات التى تقدمها الهيئة لدرء العنف ضد النساء.

حمدت الله على لغتنا العربية الجميلة لكى احول هذا الدليل من اللغة الأنجليزية إلى لغة الضاد ليتعلم منه من يتعلم.

نسيت البرد والام الصدر واوجاع المعدة وسط الإحساس بالتقدير والشعور بالقدرة على العطاء..حتى لو كان تطوعا.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

بالحب إتجمعنا


الجزء الثانى

كنت أجلس بجانبه.. الطفل ذو البشرة السمراء والشعر المجعد. جسمه يشى ببنيه قوية. دائم الحركة. دائم الكلام. قال فى فى عفوية “ميس سومة شايفة البنت دى، اللى لابسة شريطة بيضة فى شعرها، دى الجيرل فرند بتاعتى”. my girl friend.

نظرت إليه وقلت فين دى!! قال اللى قاعدة على الترابيزة الأمامية. أخذ يتململ فى مكانه. لاينتبه إلى طعامه. حثثته على الإلتفات إلى إفطاره. لكن قال لى” شوفى دى بتبصى لى إزاى”. قلت مداعبة, ولابتبص عليك ولا حاجة. ياريت تكمل إفطارك”. إغتاظ من كلامى وطلب من زميله أن ينتبه الى مايقوله. لكن زميله كان لاهيا عنه.

نعم—لم تكن الطفلة تنبته إليه على الأطلاق. كانت تضع كل وجهها فى طبقها وتتناول طعامها بتركيز.!!

إنصرفنا من قاعة الطعام وهو لازال ينظر إليها وهى لاهية عنه. ذهبنا إلى “الجيم” وبعد دقائق جاء طفل اخر صغير الحجم يبكى ويقول لى “بتقولى انى مش أحسن أصحابها”. كان يتحدث عن طفلة معه فى الفصل. صغيرة الحجم مثله. ذو عينان عسلى فاتح على غير العيون الزرقاء الموجوده هنا. شقية.. ذكية. قلت له “طب أنا حاسألها”. ناديت الطفلة وواجهته بها.. أنكرت.. وقالت “لا..هو من أحسن اصحابى. ” He is my best friend

ظل هذا الطفل يلهو مع هذه الطفلة وإذا حاول أحد أن يضايقها يذهب إلى نصرتها والدفاع عنها، مع إنها من الذكاء الفطرى فى الدفاع عن نفسها.

تذكرنى هذه الاحداث بالمراهقة الأولى التى يعيشها الإنسان. مراهقة له وهو طفل دون أن تتحدد مشاعره الحسية ناحية الجنس الأخر، والتى يتعرف عليها الإنسان عندما يدخل فى طور البلوغ والمراهقة الحقيقية.

تلقى هذه الأحداث البسيطة بظلالها على عقلية البنت وإحساس الولد. فمهما قيل عن ان النساء عاطفيه يستعملون إحساسهم اكثر من عقولهم. ارى غير ذلك. فالبنت بفطرتها تعرف مصلحتها. أستعمالها لعواطفها فيه الكثير من الذكاء. بعكس الولد الذى تسيطر عليه إحساسه الفطرية دون وعى منه. مجرد رأي!!

المجتمع لايعنف الطفل أو يتهمه على إحساسته الطبيعية التلقائية والتى قد تتفاوت من طفل لأخر. يتعامل معها بحرص واحتواء وتقبل. لذا لايجد اى من الجنسين غضاضة فى التعبير عن مشاعرهم بلا خوف او خجل.

نشجع الأطفال على عدم لمس بعضهم. نقول لهم “إجعل يديك لنفسك”. ” “Keep your hands for yourself” لأسباب صحية وسلوكية واخيرا عاطفية. الأطفال يلقون بأنفسهم إلى أحضان المدرسين، يرغبون فى بعض الدفء الذى قد يكونوا محرومين منه فى بيوتهم أو مع أسرهم.

من الحوادث التى حصلت ف هذا الأسبوع، تعرض طفلة إلى جرح قطعى فى ذقنها جراء إرتطامها بإحدى المقاعد. سال الدم من وجهها. إصطحبتها إلى الممرضة التى إتصلت بولى الأمر والذى حضر على الفور.

غابت الطفلة يومين عن المدرسة لتعود “زى القردة” وقد تم لصق الجرح القطعى فى ذقنها بلا خياطة – إستعمال غرز. لم تمض هذه الواقعة هكذا. ففور عودتها إلى الفصل قامت هذة “الزئردة” بمشاركة زملاءها الأطفال ماحدث لها. أخذوا يسألونها أسألتهم الساذجة. هل بكيت كثيرا؟ هل نزفت كثيرا؟ ماذا تشعرين الآن! وهكذا. ثم عقبت انا وزميلتى بأن ماحدث لها لأنها لم تتبع التلعليمات بالإبتعاد عن المقاعد وأن تلعب بعيدا عنهم حتى لاتتعرض لأى جرح أو إصابة.

لاحظت أن المدرسة تطلب من اولياء الأمور أن يساهموا ب 12 ساعة من وقتهم خلال العام الدراسى مع أطفالهم. تكون هذه المساهمة فى حضور أحد أنشطة المدرسة مع الطفل :حفلة كريسماس – يوم البيجاما – عيد الشكر:، أو القيام بالتبرع بالوقت او أى عمل يخدم به المدرسة.

هذه السياسة البسيطة فى مدرسة تعتبر فقيرة ونائية تهدف إلى دمج الأسرة مع المدرسة وتعاونهما من أجل مصلحة الصغير.

مهما ذهبت إلى مدارس ومهما تعاملت مع أطفال وزملاء، اجدنى أتعلم كل يوم شيئا جديدا. لكن تتفق كل المدارس على أن تكون المدرسة مؤسسة كاملة تهدف إلى التربية – السلوك الحميد – حب القراءة – الرياضة والتعليم والتعلم.

مع ذلك – وأنا أتفق معهم – فإن التعليم فى أمريكا بالفعل يلقى تراجعا للخلف. وأسمع شكاوى كثيرة فى هذا الصدظ. لكن هذا موضوع يطول فيه الحديث.