كثير الحركة. دائم الإنتقال. أجده يمينا. أبحث عنه يسارا. يلقى بنفسه على “السجادة “
الملونة فى الفصل. يعمل حركات بهلوانية.. يجر الأطفال إليها!! يريد بقية التلاميذ تقليده. أعنفه. أخرجه من الفصل. يجلس على الارض لينهى فروضه. ينقر الباب كل دقيقة متعللا بالأعذار، طالبا الإستئذان، أو السماح بإعطاءه فرصة أخرى. يربك زملاءه. يخلع نعليه. يمسك حذاءه بيده ويقول لى ” بصى .. مقطوع.. محتاج أشترى جزمة جديدة”. يخرج إلى حصة الألعاب، يعود مسرعا. قائلا “نسيت ألبس جزمتى”.!!
أنه الطفل البدين. ذو الست أعوام، المشرئب الحمرة. بشعره الذهبى القصير الذى يبعد كثيرا عن جبهته العريضه، .. لتظهر عيناه الزرقاوين، . وثغره الباسم دائما ، يفسد نظام الفصل وروتين اليوم بحركاته البهلوانية الكثيرة.
تعبت معه. يأست منه.
فشلت طريقتى فى العقاب معه فى أن ينصلح حاله. قررت أن. أجعله يجلس بجوارى لأساعده على فروضه اليومية.
أصبح يجلس بجوارى.. يجيب الأسئلة جيدا.. يتوه منى بعض الشئ.. إذا نظرت أوتحدثت مع طفل أخر، أجده فر من مكانه.!! قلت له “أنت طفل جميل وذكى.. لماذا لاتركز!!”
قال بكل عفوية عندى ((ADHD.( Attention . Deficit/Hyperactivity Disorder) . ويعنى الإفراط فى الحركة وفقدان فى التركيز.
فى اليوم الثالى، حضر سعيدا فخورا.. أشار إلى أن أنظر إلى حذاءه الجديد الذى يبعث أضواء. هنأته وقلت له أتمنى ألا تخلعه طوال اليوم.
قبل نهاية اليوم الدراسى، وجدته بلا حذاءه الجديد.. أخذ يبحث عنه فى أرجاء الفصل.. كاد يتأخرعن اللحاق ب “الباص”. أمسكت بيده “المقلبظة” أسرعت به لأتأكد من سلامة وصوله و صعوده الباص..
أنه طفل ال ADHD الشقى الذكى الجميل.. الذى أمسك برقبتى فى نهاية الأسبوع وقال لى “أحبك ياميس سومة”.
فماذا عن مرض ال ADHD – أعراضه وأسبابه والتعامل معه هنا فى المدارس فى أمريكا!! كيف عالجته الدراما المصرية لأول مرة فى المسلسل الرمضانى الخفيف “خلى بالك من زيزى”.
للحديث بقية ولكم كل مودتى