Categories
My Impressions إنطباعاتى

Welcome

   أهــــــــلا بك

لابد أن أحطمه.. أقضى عليه .. لن يقلت من يدى.. لن يستطع أن ينال منى أى شئ.  سأجبره على المجئ الى راكعا .. لن أسامحه.  سأجعله يعرف الوجه الآخر لهالة حمدى.  الوجه العبوس، القلب الصلب،  العقل العنيد والشخصية الفولاذية.

أصرت هالة على خطتها الانتقامية.    شنت حملتها المسعورة ضد محمود زوجها السابق.  إستطاعت بنفوذها وثرائها أن تهز تجارته وتشوه سمعته.  شهدت ساحات القضاء سجالهما.  تناولت صفحات الجرائد أخبارهما الساخنة.  تناقلت وسائل التواصل أسرار طلاق نجمين من نجوم المجتمع والمال.

فى حجرة مكتبها بالمؤسسة التى ترأسها…. جلست بمفردها بعد يوم شاق فى لقائها مع الصحفيين واسئلتهم الكثيرة.   حققت حملتها الصحفية ضد زوجها السابق أو خصمها اللدود إنتصارا ساحقا.   تصور البعض أنها لابد أن تحتفل بهذه المناسبة التاريخية.. لكن قلبها كان مشبعا بالحزن والحسرة على أيامها الجميلة،  حبها النادر وزواجهما الذى كان يوما ما مضرب الأمثال.

فتك الحزن بها،  غرقت كرامتها عندما أحب أمرأة أخرى.. لو كانت تفوقها جمالا أو ذكاءا لربما عذرته.. لكنه وقع فى غرام إحدى الفتيات الصغيرات من عاملات الهيئة.

 وقع بصرها على صورته فوق مكتبها.. إلتقطتها،  قذفت بها على الأرض.  حطمت إطارها تحت حذائها.. إنهارت فى نوبة هستيرية من البكاء..  وقعت مغشيا عليها.

                                                *********

وجدت نفسها فى المستشفى، أذهلتها المفاجأة عندما علمت بقدوم طفل الى حياتها.  شعرت بحزن شديد لقدوم هذا الزائر على غير موعد!! طافت بها ذكريات أيام زواجهاالحلوة القصيرة .  كم كانت تتمنى الإنجاب تتويجا لحبها.  أما الآن فإنها لاتريده.. إجتاحتها موجة شديدة من الغضب.. بعد لحظات إستعادت رباطة جأشها. حسمت أمرها. قررت التخلص من هذا الوافد الثقيل بأى شكل،  مهما كانت النتائج.

“لكنك ياهالة لايمكنك أن تمسكى بعصا سحرية،  وتجعلى كل شئ يسير وفق هواك”.. ثم لماذا تغضبين الله بموت هذا الطفل البرئ؟”

إنتبهت الى كلمات الطبيب المشرف عليها. رفضت الإمتثال لكلامه. صمت أذنيها. أعلنت أن حياتها لاتهمها.  فلاتقبل أن يفرض عليها أى شئ حتى لو كان هذا الشئ جزءا منها.. جنينها.

 حاولت جاهذة القيام من فراشها، لم يسعفها ضعفها الشديد. وقعت مغشيا عليها مرة أخرى.

ظلت حبيسة الفراش تحت الملاحظة  الدقيقة.. أكد لها طبيبها مرة أخرى خطورة موقفها هى والجنين.  دعى الله أن يشفيها وينجيها من هذه المحنة.

أسلمت هالة نفسها الى الطبيب. اليأس يتملكها.. الشئ الوحيد الذى أبقى على رغبتها فى الحياة،  أن تعيش فقط لتشبع غريزة الإنتقام من زوجها السابق!!

                                                **********

فى حجرة العمليات، تصببت عرقا.. قتلها الألم..الوجع..وهى تحاول جاهدة أن يخرج وليدها إلى الحياة.. يصارع هو الآخر لأجل وجوده بكل ألم..صراخ يصدر منها.   خيط رفيع يفصل بين الحياة والموت.  القدوم إلى عالم الأحياء..أو الرحيل الأبدى!

فجأة ملأ صراخ الطفل أرجاء الغرفة.. كانت تتصبب عرقا.. صدرها يعلو ويهبط فى وهن مع أنفاسها الساخنة.  جاء معلنا إنتصار الحياة

نطرت إلى الزائر الجديد.  المقاتل..المُصرعلى القدوم.  جسمه الضئيل. عيناه المغمضتان. أمعنت النظر.ظلت عيناها معلقتان عليه..رغم نوبات النوم التى تهاجمها. تأملته.  أمسكت أنامله لقد وُلدت من جديد.. اليوم هو يوم ميلادها هى الأخرى. ميلادها مع الحياة..مع التسامح..مع القادم..مع الغد.الرقيقة.  فيض من الدموع سقط على وجهها..كأنها تغتسل من الغضب.

نسيت معاركها،  شجارها.  شعرت أنه يشبهها. إحتضنته فى أمومة. قالت له وسط أنفاسها المتقطعة.

: أهلا بك فى حياتى

WELCOME TO MY LIFE

من مجموعتى القصصية: هدية إسمها الحياة.

By Somaya Zakaria

An Egyptian American citizen. A woman who started a new chapter of her life in her middle age by moving to US. A person who left her comfortable zone to a busy and different kind of life. A wife, mother, grandmother and a writer who wears different hats and enjoys her roles in life. Souma