Categories
It is a New Day حكاياتى..حكايات سومة

I don’t want to go home!

مش عاوزة أروح البيت

كعادتى.. تحت الأغطية.. أصارع النهوض من الفراش.. والإستعداد للذهاب إلى المدرسة. فى قرارة نفسى أعرف أننى يجب أن أقوم.وأستعد.

بصعوبة.. ذهبت إلى المدرسة البعيدة بعض الشئ. لكنها من المدارس المحببة إلى نفسى.. من تلاميذها. طاقمها الأدارى والمعلمين بها.
شعرت بروح إيجابية عندما وطأت قدمى أبوابها. رغم برودة الجو وقسوته، الأولاد يجرون يمينا ويسارا بهيئتهم الجميلة.. بشرتهم المشربة بالحمرة.. شعورهم الذهبية.


إلتفوا حولى، أعطونى بعضا من طاقتهم الإيجابية. حوطونى بأذرعتهم..وهم يقولون..”ميس سومة” هنا.. ميس سومة هنا.
شعور جميل بدد كل وحشة داخلى.. وكل برد أحسه. حول عبوسى إلى سعادة.


بدأت اليوم مع تلاميذ الصف يتمتعون بمكارم الأخلاق..والإنضباط..والإستقلال. يقومون بأداء مهامهم على الكمبيوتر الخاص بهم.. وإذا تعذر عليهم فهم شئ.، يأتون لسؤالى!!


رويدا.. رويدا.. تركوا مقاعدهم الصغيرة. إلتفوا حول الطاولة الكبيرة التى أجلس عليها.


شعرت أكثر بالسعادة عندما بدأوا يسألوننى بعض الأسئلة عن مصر واللغة العربية وغيرها.. يتبارون فى مساعدتى.. اين أجد دورة المياة أو قاعة الطعام. حيث مضى وقت طويل من أخر مرة عملت فى هذه المدرسة!!


قبل إنتهاء اليوم،.إقتربت منى طفلة جميلة. صوتها عذب. شعرها الذهبى يتدلى خلفها. وجهها مشربا بالحمرة.. رغم برودة الجو. مكتنزة. همست..”مش عاوزة أروح البيت”!!
فنظرت إليها فى دهشة وكنا فى نهاية اليوم ونهاية الأسبوع.. والجو يكاد يجمدنا .. فقلت لها فى تعجب!!
معقول!! فى حد مش عاوز يروح ويقضى الويك أند. قالت فى عذوبة”عاوزة اقعد معاك”

لم أصدق.ماسمعته!! أنزلت على قلبى وروحى دفئا.. لا أملك حدوده… إقتربت منها.
أردفت، “إخوتى بيضايقوا الكلب بتاعى، ولاينظفوا غرفتهم، وأنا بضطر أعمل كل حاجة بدلا منهم”!! إحتضنتها، رغم ان هذا ضد
سياسة المدرسة،.وتعليمات “اللعينة كورونا”. براءتها. تلقائيتها وجمالها الطفولى الآخاذ، جعلنى أقف صامتة.


سمعنا صفير قدوم “باص” المدرسة ليقل التلاميذ إلى بيوتهم. قبلتها.. وقلت لها اجازة سعيدة “Have a nice week-end”.. إبتعدت لكنها جعلتنى أنا الأخرى، أقضى أجازة سعيدة!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى حكاياتى..حكايات سومة

Violence and Pain

العنف والألم

عندما ترى الألم الذى يعيشه الأخرون، عليك أن تحترم وجعك..تقدره..وتحمد الله عليه.. تشكره أنه أعطاك هذا العبء الذى تستطيع تحمله!
سبحان الله.. يعطى كل إنسان مايستطيع تحمله..!!


لاأعرفها.. ولاعمرى إلتقيت بها.. شابة فى مقتبل العمر.تحمل جنينا بين أحشاءها.. بلا بيت. بلا مأوى. بلا عائل. بلا مال. وحيدة.. مقهورة.. تبكى بحرقة فى بلد الحريات.


تعرضت للضرب، السحل. الإيذاء النفسى. اللفظى. والجنسى. ماذا أنت فاعل وأنت ترى الإنسانية وقد هزمت فى عقر دارها!


الذين يتحدثون عن العنف فى مصر. يجب أن يعرفوا أن العنف بكل أنواعه..وأوجاعه.. موجوود وكائن بهيئته القبيحة فى كل بلاد العالم بما فيها بلد الحريات. لكن الحكومة لاتجلس عاجزة..صامتة. تقاوم العنف ضد المرأة..تسن القوانين..تقدم الإستشارات المجانية. تمد يدها بالعون لكل محتاجة.


لم أملك نفسى من أن أبكى معها. لم أتمالك ذاتى من الحنو عليها. لايجمعنا سوى لغة الضاد. وحدة الإنسانية. إختلاف الظروف التى جعلتنا نلتقى.

“No silence, No violence.”


شكرت الله على ألمى.. فعلى الأقل لم يكن مهينا!.بل موجعا.. شأنه شأن كل الألامّ.

Categories
My Impressions إنطباعاتى حكاياتى..حكايات سومة

Every time you Remember, Forgive!

كل ما تفتكر..سامح

تتداعى الذكريات..وتتداعى معها الآلام.. مواقف عشناها..ناس احببناهم..جرحونا. اصدقاء فتحنا لهم قلوبنا..بيوتنا..هدموا كل شئ. ..جعلونا نفقد ثقتنا فى انفسنا..فيهم..فى الحياة ومعانيها الجميلة.. وكلما تذكرنا ..تألمنا..أغتظنا..إهتجنا..

انا ادعوك هذه المرة..كلما تذكرت..سامح. كلما طافت الذكريات الأليمة والمواقف المجحفة..إستغفر..صل..

فالنسيان نعمة من رب العباد..والتسامح قدرة لايملكها كل الناس..لكن تحتاج تدريب..تحتاج إيمان..تذكر: كل ماتفتكر..سامح!!

ستشعر احسن..افضل..اجمل.

صباح الحب والتسامح والمغفرة.

Categories
حكاياتى..حكايات سومة من قراءاتى

Forgot my Phone

نسيت تليفونى


ذهبت إلى المدرسة اليوم..وبعد أن دخلت إلى الفصل وقمت بالأعمال المعتادة..بحثت عن تليفونى داخل حقيبتى الكبيرة التى يصعب أن أجد فيها شيئا..فلم أجده. قمت بالأتصال برقمى من التليفون الأرضى الموجوود على المكتب..لم يصلنى رنينه.


لم أستطع أن أجلس هادئة.. قلت ربما نسيته فى السيارة. يجب أن أخبر المدرسة فى الفصل المجاور فى حال خروجى من الفصل.

الجو كان مطرا فضيعا.. شديد البرودة.. أستأذنت التلاميذ بأنى نسيت “الموبايل” وسأبحث عنه فى السيارة”.غادرت الفصل، .دون أن اخبر أحدا. إستغرق الوقت حوالى 15 دقيقة، .مابين النزول فى المصعد.. الذهاب الى السيارة…تفتيشها. . لم.. اجده.

صعدت المصعد. مشيت “طرقة” طويلة جدا حتى وصلت الى الفصل”!


لم تحدث أنى نسيت الموبايل من قبل. شعرت انى فى حاجة “نقصانى”. واجهتنى مشكلتان. الأولى” كيف أخبر زوجى ..لأنه “قلوق” وعندما يحاول أن يتصل بى لن استطع الرد عليه. ثانيا: كيف سأقضى اليوم بدون الموبايل!!
أتصلت بزوجى عشرات المرات من التليفون الأرضى الموجوود على المكتب. فليس من عادته أن يرد على الأرقام التى لايعرفها. أخيرا.. وصلت إليه.. أخبرته..أطمأن.. شكرنى. الحمد لله..”إتحلت المشكلة الأولى”


بقيت المشكلة الثانية: ان معى معلمة مساعدة ولن افعل شيئا للتلاميذ، سوى ملاحظتهم..ماذا أفعل بخمس ساعات..بلا موبايل!!.


لحسن الحظ كان معى كتابا.. قرأت فيه ثلاثة فصول..وانا لاأجد وقتا لقراءة فصل واحد. ثلاثة فصول .بلا تشويش.. أو مقاطعة من تليفون.. وسائل تواصل.. إعلانات.

ومن ضمن ماقرأته.. تعلم أن تقول لأ.. بأدب وذوق. . لاتخش ذلك. تعلم أن تتراجع عن قرارك ولاتلزم نفسك بشئ لمجرد فكرة “انى مابحبش أغير رأيى”.


ضع حدودا لحياتك.. وللناس..”عطلة نهاية الأسبوع مثلا فقط للأسرة والصلاة فى المسجد أو الكنيسة. ليس للعمل والمدير والشركة.


راجع دائما طريقة حياتك وقراراتك يوميا.. وأجعلها عادة .


لاتتبنى مشاكل الأخرين. نعم ساعد.. حب.. لكن دع كل شخص يتحمل مسئوليته. يحل مشاكله،.خاصة الأهل الذين يتبنون مشاكل أولادهم ويحاولون حلها بدلا عنهم.


إتبع مثال سيدنا يوسف عليه السلام حين قام بتوفير القمح فى سنوات الرخاء ليستفيد به فى سنوات الجفاف. تعلم أن تدخر من وقتك ومجهودك وأنت شاب وعفى لكى ينفعك عندما يتقدم بك العمر.


مضى اليوم جميلا مثمرا. إستمتعت فيه بصوت المطر وشكله. .قرأت وتعلمت. بل ومشيت 15 دقيقة أيابا وذهابا فى هذه المدرسة الكبيرةالتى هى أشبه بالقلعة!!


عدت البيت فوجدته قابعا على المائدة.. مليئا بالرسائل..والمكالمات.. قلت له؟؟ أشكرك.. اخذت منك أجازة..غير مقصودة.