نسيت تليفونى
ذهبت إلى المدرسة اليوم..وبعد أن دخلت إلى الفصل وقمت بالأعمال المعتادة..بحثت عن تليفونى داخل حقيبتى الكبيرة التى يصعب أن أجد فيها شيئا..فلم أجده. قمت بالأتصال برقمى من التليفون الأرضى الموجوود على المكتب..لم يصلنى رنينه.
لم أستطع أن أجلس هادئة.. قلت ربما نسيته فى السيارة. يجب أن أخبر المدرسة فى الفصل المجاور فى حال خروجى من الفصل.
الجو كان مطرا فضيعا.. شديد البرودة.. أستأذنت التلاميذ بأنى نسيت “الموبايل” وسأبحث عنه فى السيارة”.غادرت الفصل، .دون أن اخبر أحدا. إستغرق الوقت حوالى 15 دقيقة، .مابين النزول فى المصعد.. الذهاب الى السيارة…تفتيشها. . لم.. اجده.
صعدت المصعد. مشيت “طرقة” طويلة جدا حتى وصلت الى الفصل”!
لم تحدث أنى نسيت الموبايل من قبل. شعرت انى فى حاجة “نقصانى”. واجهتنى مشكلتان. الأولى” كيف أخبر زوجى ..لأنه “قلوق” وعندما يحاول أن يتصل بى لن استطع الرد عليه. ثانيا: كيف سأقضى اليوم بدون الموبايل!!
أتصلت بزوجى عشرات المرات من التليفون الأرضى الموجوود على المكتب. فليس من عادته أن يرد على الأرقام التى لايعرفها. أخيرا.. وصلت إليه.. أخبرته..أطمأن.. شكرنى. الحمد لله..”إتحلت المشكلة الأولى”
بقيت المشكلة الثانية: ان معى معلمة مساعدة ولن افعل شيئا للتلاميذ، سوى ملاحظتهم..ماذا أفعل بخمس ساعات..بلا موبايل!!.
لحسن الحظ كان معى كتابا.. قرأت فيه ثلاثة فصول..وانا لاأجد وقتا لقراءة فصل واحد. ثلاثة فصول .بلا تشويش.. أو مقاطعة من تليفون.. وسائل تواصل.. إعلانات.
ومن ضمن ماقرأته.. تعلم أن تقول لأ.. بأدب وذوق. . لاتخش ذلك. تعلم أن تتراجع عن قرارك ولاتلزم نفسك بشئ لمجرد فكرة “انى مابحبش أغير رأيى”.
ضع حدودا لحياتك.. وللناس..”عطلة نهاية الأسبوع مثلا فقط للأسرة والصلاة فى المسجد أو الكنيسة. ليس للعمل والمدير والشركة.
راجع دائما طريقة حياتك وقراراتك يوميا.. وأجعلها عادة .
لاتتبنى مشاكل الأخرين. نعم ساعد.. حب.. لكن دع كل شخص يتحمل مسئوليته. يحل مشاكله،.خاصة الأهل الذين يتبنون مشاكل أولادهم ويحاولون حلها بدلا عنهم.
إتبع مثال سيدنا يوسف عليه السلام حين قام بتوفير القمح فى سنوات الرخاء ليستفيد به فى سنوات الجفاف. تعلم أن تدخر من وقتك ومجهودك وأنت شاب وعفى لكى ينفعك عندما يتقدم بك العمر.
مضى اليوم جميلا مثمرا. إستمتعت فيه بصوت المطر وشكله. .قرأت وتعلمت. بل ومشيت 15 دقيقة أيابا وذهابا فى هذه المدرسة الكبيرةالتى هى أشبه بالقلعة!!
عدت البيت فوجدته قابعا على المائدة.. مليئا بالرسائل..والمكالمات.. قلت له؟؟ أشكرك.. اخذت منك أجازة..غير مقصودة.