أمضيت أربعة اسابيع فى البيت، حيث أغلقت المدارس أبوابها مرة أخرى بسبب اللعينة كورونا. كنت أحصل فيهم على بدل البطالة الذى تقدمه الحكومة للمتضررين والذين فقدوا بعضا من وظائفهم بسبب “الست “كورونا.
بدأت المدارس الأسبوع الماضى تفتح أبوابها على إستحياء. معظم التلاميذ يتلقون دروسهم فى البيت من على بعد. يأتى القليل منهم إلى المدرسة. سألت نفسى.. هل أجلس فى البيت، أمضى النهار كله بمفردى. أرتدى “بيجامتى” لا أبارح البيت إلا قليلا.. مشغولة فى الأعمال المنزلية والجلوس أمام الكمبيوتر!! وأحصل على بدل البطالة السخى الذى تقدمه الحكومة للمتضررين من هذا الفيروس اللعين. والذى يفوق ماأحصل عليه من عملى المتواضع!! أم أستيقظ مبكرا، أتأنق. أرتدى ملابسى. أذهب إلى المدرسة. أضع “الماسك” على وجهى لايفارقه. أقضى وقتا مع التلاميذ. أقدم عملا نافعا!! ظلت الأفكار تتأرجح داخل رأسى.
فى زحمة حيرتى.. وصلتنى رسالة من معلمة فى إحدى المدارس التى أعمل بها.. والقريبة من البيت. لاأعرفها.. قالت فيها أنها مريضة وستجرى عملية حرجة. أضافت ان المشفى وافق على إجراء هذه العملية لها رغم إزدحام المشفيات بمرضى كورونا نظرا لحالتها الصحية. سألتنى أن كنت أن أنوى أعمل بدلا منها لمدة أسبوع أو قد يزيد طوال فترة مرضها!!
أحيانا يرسل الله لك الإجابات.. ويبعث لك برسائل تحسم الخلاف الكائن داخلك. هاهى سيدة تستجير بى.. تريد أن تقوم بعملها لكن صحتها تمنعها من ذلك. ربما بعض المدرسين مثلى قد يمتنعون عن العمل بحجة “الملعونة كورونا” وليحصلوا على بدل البطالة.
أصبحت أنظر إلى العمل وأهميته بالنسبة لى نظرة مختلفة عن ذى قبل بعد أعوام من الحياة هنا. العمل ليس فقط الراتب الذى تحصل عليه وتفى به متطلبات حياتك وأسرتك. إنه يعطيك معنا وقيمة لحياتك ووقتك.. والأهم من ذلك شعور بالزهو والكرامة.
شعرت أن من واجبى وضميرى أن أذهب إلى العمل طالما أنا قادرة – الحمد لله على القيام به.
حمدت الله على رسائله.. – رغم قسوة الجو وبرودته الفائقة.بدأت الأسبوع متسبشرة، متفائلة.
لكن ماذا حدث فى هذا الأسبوع مع الشياطين الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة وبعد غياب أربعة أسابيع عن مدرستهم!! يحتاج إلى مقال جديد.. أحكيه لكم قريبا.
صبحكم الله بكل خير وسعادة.
سومة