Categories
My Impressions إنطباعاتى

يبعث الله رسائله

أمضيت أربعة اسابيع فى البيت، حيث أغلقت المدارس أبوابها مرة أخرى بسبب اللعينة كورونا. كنت أحصل فيهم على بدل البطالة الذى تقدمه الحكومة للمتضررين والذين فقدوا بعضا من وظائفهم بسبب “الست “كورونا.

بدأت المدارس الأسبوع الماضى تفتح أبوابها على إستحياء. معظم التلاميذ يتلقون دروسهم فى البيت من على بعد. يأتى القليل منهم إلى المدرسة. سألت نفسى.. هل أجلس فى البيت، أمضى النهار كله بمفردى. أرتدى “بيجامتى” لا أبارح البيت إلا قليلا.. مشغولة فى الأعمال المنزلية والجلوس أمام الكمبيوتر!! وأحصل على بدل البطالة السخى الذى تقدمه الحكومة للمتضررين من هذا الفيروس اللعين. والذى يفوق ماأحصل عليه من عملى المتواضع!! أم أستيقظ مبكرا، أتأنق. أرتدى ملابسى. أذهب إلى المدرسة. أضع “الماسك” على وجهى لايفارقه. أقضى وقتا مع التلاميذ. أقدم عملا نافعا!! ظلت الأفكار تتأرجح داخل رأسى.

فى زحمة حيرتى.. وصلتنى رسالة من معلمة فى إحدى المدارس التى أعمل بها.. والقريبة من البيت. لاأعرفها.. قالت فيها أنها مريضة وستجرى عملية حرجة. أضافت ان المشفى وافق على إجراء هذه العملية لها رغم إزدحام المشفيات بمرضى كورونا نظرا لحالتها الصحية. سألتنى أن كنت أن أنوى أعمل بدلا منها لمدة أسبوع أو قد يزيد طوال فترة مرضها!!

أحيانا يرسل الله لك الإجابات.. ويبعث لك برسائل تحسم الخلاف الكائن داخلك. هاهى سيدة تستجير بى.. تريد أن تقوم بعملها لكن صحتها تمنعها من ذلك. ربما بعض المدرسين مثلى قد يمتنعون عن العمل بحجة “الملعونة كورونا” وليحصلوا على بدل البطالة.

أصبحت أنظر إلى العمل وأهميته بالنسبة لى نظرة مختلفة عن ذى قبل بعد أعوام من الحياة هنا. العمل ليس فقط الراتب الذى تحصل عليه وتفى به متطلبات حياتك وأسرتك. إنه يعطيك معنا وقيمة لحياتك ووقتك.. والأهم من ذلك شعور بالزهو والكرامة.

شعرت أن من واجبى وضميرى أن أذهب إلى العمل طالما أنا قادرة – الحمد لله على القيام به.

حمدت الله على رسائله.. – رغم قسوة الجو وبرودته الفائقة.بدأت الأسبوع متسبشرة، متفائلة.

لكن ماذا حدث فى هذا الأسبوع مع الشياطين الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم العاشرة وبعد غياب أربعة أسابيع عن مدرستهم!! يحتاج إلى مقال جديد.. أحكيه لكم قريبا.

صبحكم الله بكل خير وسعادة.
سومة

Categories
My Impressions إنطباعاتى

أسبوع مع الشياطين الصغار

قضيت أسبوعا مع الاطفال فى سن العاشرة. تلاميذ.. حلوين.. شكلهم حلو.. لكنهم عفاريت.

الفصل حوالى 15 طفلا يجلسون متباعدين.. يضعون “الماسك” فوق أنوفهم. غابوا عن المدرسة أربعة أسابيع. إ فتقدوا أصحابهم. الفصل كان أشبه بحديقة الحيوان أو “جبلاية القرود”. كمية نشاط وكلام وحركات تفوق تصورى.

كنت أعمل بديلا لمعلمة لغة إنجليزية التى تركت لى الكثير من المهام والتعليمات. كشف الحضور والإنصراف، شرح الدرس، مراجعة أوراق الأنشطة التى يقوم بها التلاميذ و تصحيحها وإعطاءهم درجات. تنظيف المقاعد والأماكن التى يجلسون عليها بعد الإنتهاء من نهاية كل حصة. عدم السماح بذهاب اكثر من طفل إلى دورة المياه. عدم تناول الأطفال وجبة الغداء فة قاعة الطعام بل فى الفصل. التاكد من استعمالهم المنظف الخاص للأيدى. التأكد من وسيلة مواصلتهم بالسيارة أو “بأتوبيس” المدرسة. مجهود بدنى ونفسى وعصبى يفوق طاقتى.

الأطفال يتلقون دروسهم عن طريق google class – جوجل كلاس على الكمبيوتير الخاص بكل تلميذ. توفره المدرسة مجانا حتى نهاية العام ثم يترك فيما بعد. قد يدفع التلميذ غرامة 50 دولارا فى حال لم يحافظ على الكمبيوتير الصغير الخاص به.

كان عليهم تعلم أسماء الظرف وطريقة إستعمالها ووضعها فى جمل مفيدة. عن طريق مشاهدة فيديو.. قراءة.. حل تمرينات. وكذلك التعرف على تاريخ ألاباما فى الدراسات الأجتماعية.. قراءة كتاب وحل الأسئلة. إلى جانب علومهم فى الحساب والعلوم.

هنا لا يغادر المعلم الفصل.. بل يأتى اليه التلاميذ لتلقى الدرس. فمعلم اللغة الأنجليزية مثلا يقوم بشرح الدرس لمختلف التلاميذ الذين يأتون للغة الأنجليزية ثم يذهبون فى الحصة التالية الى معلمة الحساب ويأتى تلاميذ غيرهم. اليوم سبع حصص. بمعدل 15 تلميذ كل حصة. فانت تقوم بشرح وتصحيح والتعامل مع حوالى مائة تلميذ مختلف فى اليوم.

فى الأول بدأت أشعر بالنقمة على نفسى فى قبول مثل هذه المهمة التى سأعيشها لأأسبوع. لكنى قررت أن أتغلب عليها وأن أنفض عن كاهلى هذا الشعور بالإحباط.

بدأت أفوض بعض التلاميذ فى كل حصة بتنظيف المقاعد والمكاتب بالمنظف المطلوب. أخذت أسال منهم بتوزيع أوراق التدريبات الخاصة بهم. بدأت أجازى من يحصل على درجات عالية ببعض الحلوى. وأخيرا كنت أختار واحدا منهم أن يقوم بكتابة أسماء المشاغبين على السبورة والسماح بإزاحة هذه الأسماء إذا ماألتزمت بالهدوء.

أخذت أكتب لهم أسماءهم بالعربى . فرحوا بذلك جدا.. مثل Michael مايكل او مولىMolly – . وضعوا ورقة الإسم بالعربى على جباههم وعلى ملابسهم. أظهرت لهم العملات الورقية والمعدنية التى نستعملها فى مصر. والتى أحضرت منها الكثير. أخذوا يصرخون.. .wow.. cool. سألنى بعض منهم هل يمكن أن يحصل على العملة المعدنية من فئة الجنيه أو النصف جنيه.. لم أمانع. كان معى منها الكثيرجدا. بإختصار أعطيت الفصل كله العملة المعدنية من الجنيه أو غيره. أغبطونى.. أنزلوا على سعادة وحبور كنت إشتقت إليها مع حفيدى سليم والذى هو فى مثل عمرهم.

أحضرت لهم نموذجا مصغرا لأهرامات الجيزة وأبو الهول.. ولم أنتهى من أسئلتهم وفضولهم. تعلمت منهم وتعلموا منى.. سعدت بهم وسعدوا بى. أحاطونى بكلمات حب سعدت بها.

العمل مع الأطفال يختلف عن الكبار.. فالتلاميذ الكبار هنا يقومون بعملهم بمفردهم.. ولايطلب منى سوى الإشراف عليهم. غالبا ماأجلس أقوم بعملى من قراءة وكتابة وهم يقومون بالإنتهاء من تدريباتهم بمفردهم.
لكن العمل مع الأطفال يتطلب تعليمهم.. ملاحظتهم.. الإشراف عليهم.. يكون اليوم مضنيا معهم.. لكنه مليئ بالحيوية.. مفعم بالحب.

عند إنتهاء الأسبوع..ودعنى التلاميذ بالكلمات الحلوة.. الصور الجميلة.. وقالوا أنى You are our favorite Substitute أفضل مدرسة.. يتمنون أن أعود إليهم ثانية وأن أكون معلمتهم دائما.

لم أندم على أسبوع العمل مع الشياطين الصغار.

حمدت الله على رسائله.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

I’m back

Hi everyone

I’m back. You may not notice my absence but I noticed yours.

I’m back to share my tales, my experiences, my readings and above all to be among you.

Wait for my tales. Miss you all.

Souma

Categories
My Impressions إنطباعاتى

ميس ش

منذ إقامتى فى هذا المنزل والتى تجاوزت خمسة أعوام، لم أتبادل سوى بضع كلمات مع جارتى ، ميس (ش).

أمريكية من أصول أوروبية. مكتظة الجسم.. ترتدى دائما الملابس الأمريكية الصيفية من شورت أو فساتين قصيرة.. مفتوحة. تخطت الخامسة والستين أو يزيد.

دائمة الجلوس فى مدخل منزلها. تدخن سيجارتها. تمسك بتليفونها المحمول. لاتبادل التحيات أو السلام مع أحد من الجيران.

أحيانا ميس “ش” تمتطى عربة “قطع” الزرع وتقوم بقص زرع حديقتها. فى هذا الصيف لمحتها تقوم بطلاء باب الجراج.

عندما يشتد الصيف، تلقى بجسدها فى “حمام سباحة” بيتها. أحيانا تأتى إبنتها وطفلتيها الرائعتين مابين سن الثالثة والخامسة . ينزلون جميعهم فى المغطس.. تصلنى ضحكاتهم الصغيرة، كلماتهم، وهمهاتهم. ماأجمل العائلة!! ماأحلاها صحبة.

المرة الوحيدة التى تحدثت فيها مع “ميس ش”عندما سألتها عن أفضل مبيد حشرى للتخلص من الحشائش الزائدة فى الحديقة. وكنت أحاول أن أفتح معها حوارا. ساعدتنى وإنتهى.

يختلف عنها صديقها تماما. دائم الكلام مع الجميع. حكى لى عن لحظة إغتيال السادات. يهوى التاريخ. كثير العمل فى زراعة حديقة منزلهم. قص الزرع.

فى يوم ما وجدت “كيسا” كبيرا مملؤا بالخضروات الطازجة، فاصوليا خضراء، كوسة، فلفل رومى وخيار. تعجبت من الذى وضعه على عتبة الباب دون إشارة إلى هويته!!.. بعد محاولات، عرفت أنها جارتى الصامتة مييس “ش”. باكورة إنتاج حديقتها. قامت بوضع مثل هذه “الأكياس” إلى الجيران الأخرين. إنها طبيعة البشر تختلف من شخص لأخر.. فهى تبدو ليست ودودة أو إجتماعية.. لكنها على قدر من الكرم والذوق. تمنيت لو أستطيع أن أشكرها لكنها تفضل الا تتحدث مع أحد. بلغت صديقها بشكرنا.

منذ فترة لاحظت غياب سيارة جارتى ميس “ش”. هى دائمة ملازمة للبيت. نخرج جميعا.. ونعود لنجدها جالسة فى مدخل منزلها.

قلت ربما تراعى حفيدتيها لكن غيابها طال. إختفت سيارتها بالساعات. بعدها علمت أنها عادت إلى العمل. نعم عادت إلى العمل كممرضة فى إحدى المستشفيات التى تبعد عنا حوالى الساعتين بالسيارة. تخرج بسيارتها حوالى الرابعة عصرا لتعود فى اليوم التالى فى الثامنة صباحا. كل يوم ماعدا عطلة نهاية الأسبوع. تعمل ممرضة فى زمن كورونا!! لماذا.!! سؤال وجهته لنفسى!! لماذا!!!

ماالذى يدفع إمرأة ستينية أو ربما سبعينية أن تذهب للعمل فى هذه الظروف! تختلط بمرضى فى زمن الأوبئة!! مالذى يزج بها إلى القيادة فى هذا الجو الممطر العاصف الذى يجتاح مدينتى لايفرق بين صيف أو شتاء!! مالذى يجعلها تترك منطقتها الهادئة المريحة comfort zone، حمام السباحة، الحفيدات لتقتل نفسها فى هذا العمل المضنى الشاق!!. بالتأكيد ليس بسبب “الفلوس”!! هل بسبب الملل!! ربما. هل فراغ!! يجوز. هل العائد المادى مغريا إلى حد عدم الرفض!. لاأعلم.

لكنه عشق الحياة Passion . العشق الذى يجعلك تتمسك بحقك فى أنك لازلت قادرا على العطاء. “أن لك لزمة” دورك لم ينته. الفرق بين الدول الكبرى والدول النامية. الدول التى لديها من المشكلات من طلاق، إدمان تشرد أطفال لكن شعبها يرتدى أحسن ماعنده..يبدأ يومه ويعمل، بينما الأخرى تتعلل بالظروف. بلدان تضع سياجا حول شجرة إذا ما رأتها قد تسقط.. أخرى “تجز” أشجارها بلا رحمة. قدرة هذا الشعب على البدء فى منتصف الطريق. آخره. أوحتى تغيير المسار دون أن ينتبه لدواعى العمر.

ربما تعمل جارتى حتى عملا تطوعيا كى تشعر بقيمتها. بخبرتها تستطيع أن تساعد. تقدم.شيئا. تفيد أحدا. تداوى مريضا أو تشفى عليلا.

بغياب ميس “ش” معظم الوقت، وإنتقال جارتى المجاورة إلى مسكن آخر، أصبح المربع الذى أعيش فيه شبه مهجور. إزداد شعورى بالوحدة. تملكتنى الكآبة. تعمقعت داخلى فجوة الإغتراب. فقررت أن….

إلى لقاء آخر.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

عودة الحياة إلى الحياة

عادت مدراس المقاطعة هذا ة County School ل الأسبوع إلى كامل عملها. التلاميذ جميعهم فى الفصول.. طاقم التدريس فى قاعات الدرس.

إبتكرت هذه المدارس طريقة طريفة جدا للتعليم. المعلم الذى يعلم التلاميذ فى الفصل يستطيع التلاميذ الذين يجلسون فى البيوت أن يتابعوا الدرس تماما كأنهم حاضرون فى الفصل. والعكس صحيح. بمعنى المعلم الذى يفضل أن يعلم التلاميذ من على بعد لأن لديه ظروف تمنعه من الحضور إلى المدرسة. يقوم بفتح الشاشة ويقوم بالشرح للتلاميذ وهو فى البيت وهم فى الفصل المدرسى. تتم المتابعة بواسطة معلم فى الفصل. الله على العلم.. الله على التكنولوجيا. الله على الإنسان القادر على الإبتكار والتأقلم.

أقرت مدارس المقاطعة أن التلاميذ إبتداء من الصف الثانى الإبتدائى يجب عليهم وضع “الماسك” على الوجه طوال الوقت. الحفاظ على التباعد الإجتماعى. بالنسبة للأطفال تم وضع حواجز بين الأطفال. عدم الجلوس على السجادة لمشاهدة الفيديو، اللعب الجماعى أو القراءة. إلغاء حصة الموسيقى، حصة الألعاب. تخصيص مكان لكل فرد للجلوس فى قاعة الطعام. تخصيص مكان للأطفال للوقوف عليه للحفاظ على التباعد.

كان ممتعا أن أرى الأطفال – أربعة أعوام – وهم يجلسون على المقاعد بدلا الجلوس على السجادة الملونة كما هو متبع فى التعليم للحضانة. نعلمهم التباعد الإجتماعى بجعل كل طفل يمسك لونا معينا فى يده حتى لايكون قريبا من زميله.

بالنسبة للمدارس الخاضعة للمدينة City Schools لازال التلاميذ جميعهم يتلقون الدروس من على بعد حتى 8 سبتمبر. حيث ستقوم الأدارة التعليمية بتقييم هذه التجربة من الناحية التعلمية والصحية ومدى القدرة على التعامل مع الوباء.

عملت اليوم فى إحدى المدارس الثانوى المحببة إلى. إستقبلنى التلاميذ بالبشر والترحاب. أعرفهم منذ كانوا أطفالا فى المرحلة الإبتدائية أو قبلها. كبروا وأصبحوا رجالا فى طور الشباب وفتيات “حلوات زى الشربات”. مضى العمر.. مضى الوقت. هم يكبرون.. وأنا كذلك. سألونى عن حالى . حال أسرتى وكيف قضيت الأجازة الطويلة.. مما إستدعى داخلىى الإجابة عن هذا السؤال. سألنى البعض إن كنت قد ذهبت إلى مصر لزيارة الأهل. تبادلت معهم حديثا وديا مرحا.. من بعيد.

إرتدى غالبيتهم “الماسك”، منهم من كان يرتدى “ماسك خنافس”. شكلهم حلو بهذه الأقنعة. سألتهم كيف كانت أجازاتهم الطويلة قالوا كانت جيدة. أضاف بعض أنهم عملوا وحققوا الكثير من المال. فى “قص الزرع”، العمل فى مطعم أوفى مصنع للحديد، عيال “قرود”!!.

الشباب يجلب المرح. والتفاؤل. شكلهم.. طريقتهم.. ضحكاتهم.. تلقيهم للعلم.. يجعل الحياة أكثر حلاوة.

قلت وسط العتمة.. نلمح الضوء. اللهم بارك فى الشباب وإجعله عاما دراسيا جيدا للجميع. أعز مصر وشعبها.. أمين.!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

المدارس بدأت

أمس – الإثنين – 17 أغسطس كان اليوم الأول فى بداية العام المدرسى فى مدينتى الصغيرة.

دبت الحياة.. حيث بدأت “أتوبيسات” المدارس فى الظهور فى الشوارع. بدأت أرى بعض السيارات تصطف أمام المدارس.

تلقى أولياء الأمور الشهر الماضى طلبات من المدارس إذا كانوا يريدون من أولادهم أن يحضروا إلى المدرسة أو يتعلمون فى البيت – من على بعد.

فرضت المدارس على كل التلاميذ الذين سيحضرون إلى المدرسة – حتى الأطفال منهم – أن يضعوا “ماسك” على وجوههم. قاموا بتباعد الطلبة فى الفصل الواحد.

اليوم إتصلت بى المدرسة للعمل. الصراحة ترددت. أذهب وأقطع الصمت الذى أعيش فيه.! أم أجلس فى البيت حفاظا على الصحة وإتقاء شرالوباء.!

عملت فى هذه المدرسة كثيرا من قبل، وهى من المدارس المحببة إلى نفسى، إلى جانب قربها من البيت.

قلت “ياسومة ياعسل” إصحى وإتنشطى وتوكلى على الله. طبعا كان من الصعب جدا أن أستيقظ مبكرا بعد جلوس 152 يوم فى البيت – بما يقرب من خمسة شهور بلا عمل. كسل.. وأنتخة!!

ظل المنبه المسكين يرن كثيرا على أمل أن أستيقظ.. بصعوبة شددت جسدى من الفراش وبدأت أستعد.

ذهبت إلى المدرسة مبكرا. إرتديت “الماسك” كما هو مطلوب. أنه أكثر شئ يضايقنى. لاأستطيع أن أتنفس بسهولة. أجد صعوبة فى سماع الأخر وهو يغطى فمه ويتكلم. لاداعى أن اضع “أحمر الشفايف” الذى أعشقه!. قلت “يارب هون”

وجدت التلاميذ كلهم وهم فى الصف السادس الإبتدائى يضعون الماسك بإحكام على وجوههم.

قررت المدرسة أن يأتى نصف التلاميذ فى يوم والنصف الآخر يأتى فى اليوم التالى هذا الأسبوع فقط، حتى تقلل من الكثافة وتخلق نوعا جديدا من النظام. ممنوع لهم تناول الطعام فى صالة الطعام. يجب أن يحضروا طعامهم إلى الفصل ويأكلون فيه. فترة الراحة اليومية التى تمتد إلى 15 دقيقة – سيتواجدون داخل الفصل أو الذهاب إلى دورة المياه.

وجدت إستجابة وتفهم من الطلبة. سألتهم كيف قضوا أجازتهم الصيفية الطويلة ، إكتفوا بأن قالوا نحن سعداء بالعودة إلى المدرسة.

قلت فى نفسى “وأنا كمان”.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

هو و أنا

إمتدت أناملى تبحث عنه..لم أجده. تذكرت أنه حرمنى وجوده. رفض صحبتى. قمت متململة.. أستعلم الوقت. لازال الوقت مبكرا. اليوم بطئ، .. جدا مع الصمت المطبق حولى.

شعرت بالحزن لفراقه.. أطفأ ضوءه.. تعالى على. لم أعد قادرة على العيش بدونه.

أسبوع كامل.. أسبوع طويل، ممل. طالبت نفسى بالصبر والقدرة على التحمل.. طالبتها بالتعامل.. بالمرونة.. أطالبها دائما بالكثير وأقسو عليها أحيانا.

أسبوع بالكامل أخرج من بيتى. يضيع وقتى. تهدر طاقتى ، أبحث عن حل، عن أحد يساعدنى. أعود يائسة. محبطة.

لم أكن أعرف أنه بهذه الأهمية وهذه القيمة فى حياتى. البدائل ليست مثله. قلت “عمار يامصر” لو كنت ذهبت إلى أى محل “موبايلات” كان فى دقائق فك طلاسم هذه الموبايل العزيز. لو طالته أصابع أولاد أخى الصغار.. لتمكنوا فى لحظات أن يريحونى.. ويقولون لى “عمتو دى حاجة بسيطة”!! يا لا عظمة المصريين وجمالهم!! أما “التناكة” من العاملين فى مجال تصليح الموبايلات هنا..حدث ولاحرج.. سخافة إلى جانب الجهل.

ضائعة هنا. أنتظر تشريف التيلفون الجديد الذى عملت له طلبا من على “النت”. حتى يأتى الزائر الجديد فى وقته.. فى تؤدة. ملل. كيف أعيش وأنا منفصلة عن عالمى.
مهما إستعملت “اللاب توب” تظل حبيبى أنت العزيز والأغلى.

أنفصل عن العالم. لاتصلنى رسائل نصية، ولو بالخطأ. لاأسمع رنينا. يارب.. كم أحتاج إلى صبر!! أللا تكفى كورونا، ساعات اليوم الطويلة.. وحيدة. بلا عمل يذكر.. بلا أصدقاء.

لم أكن أعرف إلى هذه الدرجة أصبح الموبايل جزءا هاما وأساسيا فى حياتنا. إن أختفاءه عدة أيام جعلنى أشعر أنى فقدت قريبا.

فى عز يأسى وجدت محلا صغيرا فى “المول” ذهبت إليه. بعد محاولات مستميتةوأيام عدة، أعاد الضوء إلى “موبايلى” ورد إلى الحياة.

الحمد لله.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

بحبك يا لبنان

لبنان بلد الجمال، الثقافة، الفن. لبنان جبال الأرز.. الصنوبر.. صوت فيروز.. صوت الجبل لن يركع تحت وطأة حكومة فاشلة.

لبنان الذى قام بعد حرب أهلية دامت خمسة عشر عاما. أعطى مثالا لكل الشعوب بحبه للحياة ورغبته الأكيدة فى الإستمرار.

لبنان الذى يبلغ عدد سكانه حوالى محافظة المنوفية فى مصر – ما يقرب من ست ملايين نسمة، إستدانت حكومته الفاشلة مائة مليار دولار. أوقعته فى أزمة طاحنة لم يعشها من قبل.

لم يخرج فرد من هذه الحكومة الفاشلة الى الشارع ليرى بنفسه حجم الدمار والهلع الذى أصاب عاصمة الثقافة، الصحافة ، الجمال – بيروت. لم يحرك منهم أحد ساكنا.

أتى الرئيس الفرنسى فى اليوم التالى للإنفجار ليقف مع شعب ليس شعبه.. ليقول لهم نحن معكم.. فى الإنسانية. فلماذا يلومون على اللبناننين الذين يطالبون بعودة الإستعمار الفرنسىى!! ماذا حقق لهم ناسهم!! ماذا قدم لهم ساستهم!! سوى العار، الفقر، الخزى والدمار.

أعجب من شعب أصيل ينادى بإستقالة حكومة فاشلة.. الأفضل أن يحاكموا أو يقتلوا رميا بالرصاص فى ميدان عام.

دعت إيران الشعب اللبنانى إلى الصبر. أى صبر يتحدثون!! أى نصيحة يقدمونها!! نفذ الصبر ولم يعد له ووجوود.

سيبرهن لنا لبنان قريبا أنه الشعب الملهم الذى إستطاع دائما أن يخرج من بين أزماته ويحول هزائمه إلى نصر. لأنه شعب عاشق للحياة.. محب للجمال.

بحبك يالبنان.. بحبك ياوطنى بحبك. فيروز

Categories
My Impressions إنطباعاتى

السور الحديدى

فى يوم ما سمعت صوتا ، أثناء تمشيتى اليومية، يسألنى إن كان بإمكانه مشاركتى فى “المشى”. طلبت منى أن أنتظرها بضع دقائق لتستعد. كانت هى المرة الأولى التى أتعرف على جارتى الأمريكية من أصول إفريقية بعد مايزيد عن عام من إقامتى فى هذا البيت، والذى يفصل بيننا سور صغير.

فالناس هنا تميل كثيرا إلى الإحتفاظ بخصوصيتها. تتوخى الحذر. يزداد الحرص إذا كان الجيران من أصول عربية!!

مشينا. تعرفنا على بعضنا البعض. عرفت أنها تعمل فى إحدى القواعد العسكرية فى المدينة المجاورة. تذهب الى عملها مع زوجها فى الخامسة فجرا. تعود إلى بيتها فيما بعد الخامسة مساءا. طوال الأسبوع لاألمحها أبدا. يصلنى فقط ضوء بيتها الذى ينذر بأن هناك بشرا يعيشون فى البيت، ونباح كلبها الصغير فى الحديقة.

كانت تعمل منذ سن السادسة عشر، شأنها شأن معظم الأمريكيين. تعرف قيمة الوقت. قيمة “القرش”. تدخر لتدفع مصروفات الجامعة. التعليم مجانى فقط حتى المرحلة الثانوية.

توطدت علاقتتنا. نتبادل الأحاديث فيما بين السور الذى يفصل بينا. مسلية ، ذكية، نشيطة، ديناميكيكة، صريحة إلى حد أن تجرحك أو تفاجئك صراحتها. على دراية واسعة بكل مايحدث فى المدينة. لاتعرف الكثير عن الشرق الأوسط ومشاكله، مثل الكثيرين الذين يتميزون بأنهم local not global. قامت من تلقاء ذاتها بزيارتى بعض الأحيان. لم تدعونى قط إلى بيتها.

أخبرها بسفرنا إلى مصر. تطمأنى أن البيت فى آمان. عند عودتنا، أحرص على أن أحضر لها بعض الهدايا.. تمطرنى بكل أخبار المدينة التى حدثت أثناء غيابى.

جمعنا إختلافنا، إحتياجنا إلى بعض التغيير. أمرأتان من عالمين متباينين. تبحث كل منهما على مكان تحت الشمس.. هى من ثقافة غربية، واقعية، عملية وأنا من ثقافة شرقية لازالت تؤرخ “للجدعنة” ولاتحبذ التغيير.

الأسبوع الماضى، رأيت حركة غريبة فى بيت جارتى. وجدتها تنقل أثاثا من البيت.. سألتها إن كانت تنوى أن تنتقل إلى مكان آخر. قالت انها فقط ستعيش بعض الوقت بجوار أسرتها فى المدينة القريبة من عملها. ستعود من حين إلى حين للإقامة فى بيتها.

غابت جارتى الأمريكية. لاتأتى إلى البيت إلا لأخذ المزيد من “العفش”. أظلم بيتها المجاور لى. أصبحت أضيق ذرعا بأن أراه شبه مهجور.

شعرت بحزن شديد. لاأدرى مصدره!! كحزن طفلة تركتها أمها أول مرة بمفردها فى البيت!!. تعجبت من حزنى لفراقها الذى يلازمنى حتى كتابة هذه السطور! . فهى جارة تعمل طوال الوقت. لم أكن أراها إلا قليلا، فى عطلة نهاية الأسبوع أحيانا. لماذا فرق معى فراقها إلى هذا الحد!!

حضرت مؤخرا، إلتقينا عند السور الذى يفصل بيننا. قلت لها أنى حزينة جدا لفراقها. تكاد تسقط الدموع من عينى. أشعر بوحدة فظيعة وقطيعة.

تفهمت كلامى وتعاطفت معى، لكنها لايمكن أن تكون شعرت بما أشعر. فهى تنتنقل إلى بيت جديد، بالقرب من عائلتها، ليس بعيدا عن عملها. تشعر بالإثارة. تزغرد الفرحة داخلها. بينما أنا بعيدة عن وطنى عشرات الألاف من الأميال. قلبى يتبعثر بين عدة قارات!!

أتصور أن سبب هذا الشعور الفضيع بالوحدة والحزن يرجع إلى كورونا وتبعات كورونا. فرغم أنه قيل أن كورونا وحدت الناس، إلا أنها أيضا خلقت نوعا من الأنانية والتباعد بين الأخرين. أخذ كل فرد يخشى على نفسه وعلى أسرته فقط. أصبحت الناس لاتميل إلى الحديث أو المشاركة. يشعرالكثيرون بالتوجس، وتوقع الخطر فى أى وقت.

فكرت أن أحضر إلى مصر فى أجازة. هاتفت أحد أقربائى برغبتى، أسأله عن أحوال مصر. قال لى صراحة “لاتتوقعى أن تكون أجازتك هذا العام مثل أى أجازة سابقة. الكل متوجس ويغلق أبوابه على نفسه”.
.قلت يارب.. ضاقت على الأرض، هل أصعد إذن إلى السماء!!

ترى لماذا السور حديدى.. هل لأننا من عالمين مختلفين صعب التغيير كالحديد!!
Categories
My Impressions إنطباعاتى

النهاردة العيد

اليوم هو ثانى أيام عيد الأضحى المبارك. أعاده الله علينا جميعا بالفرح واليسر والبركات.

هذا العيد مختلف عن كل الأعياد فى العالم أجمع. لكنه بالنسبة لى “نفس العيد بتاع كل سنة”. تقريبا لا إختلاف، سوى أننا كنا صباحا نذهب إلى صلاة العيد فى المسجد القريب من البيت. فور إنتهاء الصلاة نتبادل التهانى. ينفض الجمع ويذهب كل فى طريقه.لا لقاء.. لا عيديات..لا زيارات. لاشئ. يطبق الصمت التام على أرجاء المدينة الوديعة.

أذكر العيد العام الماضى، ذهبت إلى عمل تطوعى لطلاء حوائط إحدى المدارس مع مجموعة من المتطوعين. العام الذى سبقه فعلت نفس الشئ بالذهاب إلى هيئة الشئون الإجتماعية لرعاية بعض الأطفال. هذا الشرف حتى لم أناله هذا العام.

لو تحدثت عن العيد فى مصر. كيف كنت أقضيه.. الصحبة.. السفر..الأيام الحلوة الجميلة التى عشتها والتى لم أشعر بقدر حلاوتها وتميزها إلا عندما إبتعدت وتغيرت الظروف والأحوال.

لكى أجنب نفسى الوقوع فى براثن الوحدة والإكتئاب.. قررت أن أكتب هذا.. وأقول أن الحياة لاتسير على وتيرة واحدة. السعادة غالبا تنبع من داخلنا..من إيماننا بأن كل شئ يتغير.. يتبدل.

إن شاء الله تتغير الأمور إلى الأفضل لنا جميعا. نشعر بالعيد داخلنا أولا.. ننظر إلى كل شئ حولنا لننعم به.. نسعد به.

كل عام أحبتى وأنتم فى ألف خير وسلام.

عيدكم سعيد.