Categories
My Impressions إنطباعاتى

عابر سرير أم عابر أوطان

عابر سرير.. عابر سبيل أم عابر أوطان.

لأنأى بنفسى بعيدا عن كورونا، مستجدات كورونا ، أموات كورونا، أصحاء كورونا، معافين كورونا. العنصرية، الظلم، غياب العدالة الحرب فى ليبيا. سد النهضة ، أكتب فى شئ مختلف، لعله يسرى عنا ويأخذنا بعيدا بعض الشئ.

وجدت رواية “عابر سرير” للكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمى قابعة بين بعض الكتب الجديدة والقديمة التى أحضرتها معى من مصر فى زيارتى الأخيرة.

فازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ عام 1998، وهى الجزء الثالث من ثلاثية “ذاكرة الجسد “، “فوضى الحواس”.
أحلام مستغانمي (13 أبريل 1953) روائية جزائرية، عرف والدها السجون الفرنسية بسبب مشاركته في الثورة الجزائرية. من أوائل الخرييجين من جامعة الجزائر. حاصلة على “ليسانس” أدب عربى – حينما كانت اللغة الفرنسية لازالت اللغة الرسمية فى الجزائر و الدكتوراه من السوربون فى علم الإجتماع. من أقوالها: “عندما نخسر حبًا يكتب المرء الشعر، وعندما نخسر وطنًا نكتب الروايات”.

تحكى الرواية عن مصور جزائرى يسافر إلى باريس للحصول على جائزته فى احسن صورة قام بتصويرها. صورة طفل يجلس القرفصاء مرتعدا بعد أن كان الوحيد الذى نجى من مذبحة طالت أهل قريته جميعا بما فيهم والديه. يستند برأسه على حائط فى الشارع كتب عليه بالدم، ربما دم والديه الذى لم يبرد بعد عن الحركات الإرهابية الإسلامية والقصاص لمن يخرجون عن طاعة الإمارة. عندما ظبط المصور عدسته لتلتقط الصورة ببراعة كانت عيناه غارقتان بالدموع من هول المنظر الذى يلتقطه، مما جعله يشعر بغمامة التصوير. يستشعر البطل غرابة شعوره بحصوله على جائزة تؤرخ للدم والعنف.

تبدع الكاتبة فى وصف الحركات الإرهابية والقمعية. التطرف الدينى وبشاعة القتل والتدمير من قبل المتطرفين، الخيوط المتشابكة للحب، الموت، الرغبة والإغتراب. تكشف عن علاقة الحب بين البطل ومحبوبته “حياة”، والتى يتصادف أثناء زيارته أن يلتقى بها بعد غياب ثلاثة أعوام.
عابر سرير، عابر سبيل أو عابر أوطان خوض في مأساة الإنسان وأحلامه البائسة.

حكاية البطل الذى إنتقل من عدة أسرة فى طفولته نتيجة وفاة والدته وإنتقاله إلى فراش جدته. ثم فراش محبوبته.. ثم فراش زوجته.. وبين هذه الآسرة يشعر بالغربة والوحدة. وقد عبر من الجزائر الى باريس ثم الى الجزائر مرة أخرى ليوارى جثمان غريمه ومنافسه فى حب حبيبته “حياة” ووصفه لكل مشاعر لإنسان حى يحمل جثمان أخر ميت فى نفس الطائرة. وصف أجادته الكاتبة ببراعة.

عبرت “مستغمانى” عن إحسالسات رجل، مشاعر رجل، رغبات رجل، إحباطات رجل. إحتياجات رجل، تناقضات رجل وغرائز رجل. أجادت بحرفية ومهنية كاتبة فى وصف المشاعر الدفينة المخبأة تحت صلابة وقوة الرجال مستخدمة لغة عربية رصينة وتشبيهات وجمل بلاغية طازجة مما جعلت القارئ فى حالة شغف وترقب. صورت علاقات الرجال بعضهم البعض عندما تقف إمرأة فى المنتصف. حينما يقع رجلان فى حب ذات المرأة.

من أقوال البطل ” أطالبك بحق اللجوء العاطفى إلى جسدك”. “كيف أفك الإشتباك مع عينيك، كل ماارادته هو أن أطيل النظر إليك بعد هذا الغياب”. “لاأحب الثرثرة على شراشف الضجر” وغيرها من الكلمات إستخدمتها “أحلام” كطلقات رصاص فى روايتها التى أعيد نشرها أكثر من عشرين مرة.

قرأت “عابر سرير” مرتين . أخرجنى بعض الشئ من رتابة الحياة، تطفل أخبار كورونا. أتمنى أن أقرا ألجزئين الأخرين لأتعرف أكثر على هذا الكاتبة الإستثنائية.

قراءة ممتعة للجميع.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

مسلسلات رمضان

إقتصر رمضان هذا العام على الصيام والعبادات، بلا أى إجتماعيات تذكر. كان اللجوء الى دراما رمضان أمرا لامفر منه. أذكر أن قالت زميلة جميلة عن دراما رمضان “أن أفضل شئ تفعله هو أن تغلق التلفزيون”. لكن فضلت أن أعرف لماذا يجب أن أغلق التلفزيون مسبقا!!

شاهدت العديد من المسلسات الرمضانية منها خيانة عهد: بطولة يسرا، جومانة مرادن حلا شيحا وغيرهم .. تأليف أحمد عادل، أخراج سامح عبد العزيز.

البرنس بطولة محمد رمضان، أحمد زاهر، روجينا وبعض الوجوه الشابة. تأليف وإخراج محمد سامى.

لعبة النسيان – بطولة دينا الشربينى.، أحمد داوود. تأليف تامر حبيب، إخراج أحمد شفيق.

100 وش – بطولة نيلى كريم، أسر ياسين والعديد من الوجوه الجديدة. تأليف أحمد وائل وعمرو الدالى. إخراج الرائعة كاملة أبو ذكرى.

غلب على جميع المسلسلات الحقد والغل بين أفراد العائلة الواحدة. والذى كان أساسه ومنشأه الجشع.. الطمع.. الغيرة والميراث. إتبعه الرغبة فى الإنتقام بكل الوسائل والسبل. عدم اللجوء إلى القانون. بل غلب عليها قانون الغابة..وقانون الأقوى.
فعهد (يسرا) قامت بالإنتقام من أختها وأخيها

ودفعتهم إلى حبل المشنقة لتجلب حق إبنها الذى تسببت أختها (حلا شيحة) فى موته. إستعملت سلطاتها وإمكانيتها المادية الهائلة فى تحقيق الإنتقام. حتى عندما عبرت زوجة أخيها “نادية” – عبير صبرى عن رغبتها الحقيقية فى التوبة.. ونفذت لها كل ماطلبته.. من طلاق ورد المال إلى الزوج. قامت عهد بدفع أخيها لقتل زوجته التى كان قد طلقها..لتحقق إنتقاما.. وتبين نفسا طواقة للثأر، ليس لديها القدرة على التسامح – وإعطاء اى طرف الفرصة فى الحياة الكريمة. حرمت أولاد أخيها من أمهم – النادمة على فعلتها والتى أرادت أن تحصل على فرصة ثانية.. ليعيشوا بعار الأب الذى قتل أمهم إنتقاما لشرفهم.. لا.. استاذة عهد.. إنك لاتقلى عنهم حقدا وغلا وإنتقاما.

ويأتى مسلسل البرنس الذى يوضح عفانة العلاقات الأسرية.. والتكالب على المال،. خراب الذمم ليظهر خيطا أبيضا فى “الأسطى محمود” الذى قام على تربية مريم.. على حب حمادة للمهندسة وحب البرنس لعلا.. بعض الخيوط الرقيقة تم نسجها بجانب كل هذا القبح والدمامة الذى غلب على أفراد المسلسل.
أظهر المسلسل محمد رمضان مثل “جاكى شان”.. الرجل ذو العضلات والقوة الجسمانية الهائلة.. لاأعرف من أين أستقاها.. شاب يأكل ويعيش فى الطبقة المتوسطة.. وهى مبالغة.. دون أن أيظهر عليه اى إصابة أو جرح. قرر رمضان أن تقف حياته إلى أن يأخذ بالثأر من أهله إنتقاما لزوجته وإبنه. دارت الأحداث على نفس الوتيرة.. الإنتقام والأخذ بالثار بالنفس.. دون وجوود قانون رادع، “كل واحد ياخد حقه بدراعه”.. كأننا نعيش قانون الغاب.

ولعبة النسيان.. الطمع.. الجشع.. داخل أفراد الأسرة والإنتقام.. نفس “التيمة” المعتادة.
الرسالة التى تبعثها هذه الدراما هو ان الشر يأتى من أقرب الأقربيين.. وهى تهديد للعلاقات الأسرية وفض كل علاقة بصلة الرحم والتراحم بين أفراد العائلة الواحدة. وغياب العدالة وسيطرة قانون الغاب والثأر بالنفس. فقدان الإيمان بعدالة السماء. مع تلاشى قيمة التسامح.

معظم الممثلات كن يضعن باروكات الشعر.. لتضيف المزيد من الزيف والبعد عن الحقيقة.. ولاأتصور مثلا أن دينا الشربينى كانت أنيقة أو ترتدى ملابس تتفق مع أمرأة تعيش فى “كمبوند الأكابر” إلا مرة أو مرتين.

البطل فى هذه المسلسلات هو الديكور.. البيوت الفاخرة.. التصميمات الرائعة.. الثراء الفاحش.. حمامات السباحة.،، المربيات والخادمات.. كأن مصر هى كلها ذلك.

يظل المسلسل الكوميدى المرح الخفيف 100 وش من المسللات التى جلبت الضحكة والفكاهة. اخرجنا من حالة الملل والزهق التى نعيشها. مع ظهور وجووه جديدة مثل حمادة.. سببعبع وغيرهم.
لكنه جعلنا نحب النصابيين.. الحرامية.. العواطلية.. الذين يريدون الثراء السريع…لايجيدون أى عمل شريف سوى لعبة النصب والإحتيال.. والتصنت ووضح المسلسل دور التكنولوجيا والتتبع فى إصطياد الضحايا.

100 وش كعمل فنى مسلى ومبهج ومضحك.. لكنه بين لنا سهولة الجريمة بل وشرعيتها فى وجوود 0ابطال “كيوت” مثل نيلى كريم وآسر ياسين.

.رغم كورونا وغيرها.. ظلت الدراما المصرية متربعة على عرش الإنتاج الفنى الرمضانى.

كل عام وانتم بخير…

Categories
My Impressions إنطباعاتى

حياتى مع كورونا

حياتى مع كورونا

يسألوننى أين روح التفاؤل !! يلومننى أننى لاأبث الأمل فى قلوب البعض. أقاوم قدر إستطاعتى، أبحث داخلى على طاقة للأمل . أحاول أن أرسم إبتسامة على وجهى. ألا أقع فريسة لليأس، الوحدة، الهواجس والأفكار السوداء. أصر جاهدة لعلنى أفلح.

أضع برنامج يومى مفيد أقوم بعمله يشمل الأشياء التى أحبها ، كالطبيخ والتنظيف والقراءة والكتابة، إلى جانب بعض الرياضة الخفيفة، ومحاولة يائسة بعدم الإنغماس فى تناول الطعام. لكنى. أقع فى منزلق الشعور بالحزن.

أتأمل مايحدث.. أحاول أن أستوعبه، أخذ منه عبرة لكى أستمر. أتساءل ترى كيف يقضى الناس يومهم!! كيف هى حياتهم!! مشاعرهم.. أود أن أسمع منهم!

أصعب شئ كنت أواجهه فى يومى هو الإستيقاظ مبكرا كل صباح للذهاب إلى المدرسة. لم أكن أتنازل أبدا عن حسن هندامى. لم أشأ كذلك أن أبدو الشرقية الأتية من وراء البحار – التى قد تأتى متأخرا ولو لدقيقة واحدة. أمنى النفس كل صباح بأن أجازة الربيع – منتصف مارس – على الأبواب. سوف أعيش أسبوعا بأكمله بلا مواعيد. أستيقظ كما يحلو لى. أتناول قهوتى على مهل. أعيش يومى فى حرية.

يشطح خيالى بأنى يمكن أن أخذ الطائرة وأسافر إلى إبنى فى ولاية أخرى، أهنأ بحبه وأستمتع بصحبته.

إنها السنة الأولى التى يأتى فيها رمضان أثناء العام الدراسى. الأعوام السابقة لم يكن يأتى رمضان ألا قبل يوم أو إثنين من إنتهاء السنة الدراسية. كنت أقول لنفسى كيف سأصوم هذا الشهر الفضيل مع الدراسة!. سأذهب مع التلاميذ كل يوم إلى الغداء فى الثانية عشر ظهرا. يسألوننى فى عفوية “ميس سومة مش حاتتغدى”, لن أجدنى مستعدة للرد سوى بكلمة “لا”.

هاهى الكورونا أتت لتغلق المدارس أبوابها قبل أجازة الربيع. بل وإمتدت الأجازة أربعة أشهر.. والله أعلم هل ستفتح ثانية أم لأ!!

شهر رمضان سأقضيه فى البيت، بلا معاناة، لن أذهب إلى المسجد للصلاة وسأحرم من الإفطار الجماعى مثل كل عام.

السفر لزيارة إبنى..أصبح حلما صعب المنال الأن، وتوقع السفر إلى مصر فى علم الغيب!

الطريق لازال طويلا.. الوقت لازال ممتدا. إشتاقت إلى ملابسى المعلقة فى دولابى،. ليس هناك داع لأن ألبسها فليس من مكان أذهب إليه أو أحد أزوره!! مالذى يدفعنى لأن أصبغ شعرى!! مالذى يحثنى على أن أضع بعض المساحيق!!! توقف العالم حولى واغلقت أبوابه حتى إشعار آخر.

تضائلت أهمية “الفلوس” إلا للضرورة. فلن اضع بنزين فى سيارة..لن اذهب لتناول طعام بالخارج ولاحاجة لشراء ملابس جديدة!!إ. تعاظمت قيمة الصحة ومعنى الوقت.!!

أوحشنى تلاميذى.. صغارى .. تلقائيتهم، ودهم الجميل، مداعابتهم، طريقتهم فى إلقاء إسمى. يتعاملون معى على أنى “تيتة” سومة وليس “ميس” سومة. يتحدثون معى بأريحية، يقبلوننى ، يطلبون منى أن أقاسمهم طعامهم الذى لااستسيغه .

الناس. أين هم!! فتيل يومى ووقوود حياتى! أشفق على نفسى من هذه المشاعر وأنا لازلت فى أول الطريق مع تداعيات “الست” كورونا!!

كنت ألف حول نفسى أثناء اليوم، أستجدى الوقت ألا يجرى, ألا يهرب، ألا يسرع. الآن أحثه على ألا يكون ضيفا ثقيلا، أن يتحرك، يمشى و يبتعد.

أيتها الكورونا مهما قيل عنك وفيك. مهما قيل أنك أتيت لتعدلى ميزان الكون الذى إختل، أن تفتحى عيوننا على أشياء لم نكن نراها من قبل، أن نبتعد قليلا.، ننظف قلوبنا، ننقى نفوسنا ، نغسل أيدينا. أن نفيق من غفلتنا، الأ نفخر بعوراتنا و نتباهى بشذوذنا. لكنك زائر سمج، ثقيل الظل يصر على أن يقبع فوق صدورنا، يملى علينا شروطه.

إرحلى.. إرحلى.. سأمتك.. سأمتك. كفاك!!

Categories
My Impressions إنطباعاتى

كورونا والأسرة

من مفارقات الأقدار أن تعيش الأسرة مع بعضها البعض بحكم القانون. يجلسون فى البيت من الساعة الثامنة مساءا. سبحان الله كل شئ تغير، ربما لوقت ما. لكن حتى ينتهى هذا الوقت أصبح هو الحال. الأسرة جميعها تتواجد فى البيت بالقوة الجبرية.. قوة كورونا العجيبة!!

القول أنه تم لم شمل الأسرة. عرفوا مفهوم أن يلتقوا على مائدة الطعام فى وقت واحد. أن يتعرفوا على بعضهم البعض، قول يبتعد عن الصواب. الأولاد الذين إعتادوا على الدروس الخصوصية وممارسة التمرينات أو المكوث فى النادى صيفا حتى منتصف الليل، أصبحوا يقضون اليوم بطوله والليل باللعب “بالموبايل”، أو مشاهدة الأفلام. ينامون متأخرا. يستيقظون عصرا. لم يعتادوا أن يروا والدهم متواجدا طوال اليوم فى البيت. حتى بعضهم يسأل الأم..”هو بابا ناوى يعيش هنا”!!. إحتياجهم لوالدهم لايتعدى كونه بنكا يمد بالفلوس. يغير الموبايلات.. يدفع مصاريف التمرين وأتعاب الدروس الخصوصية. هناك حالة من الفراغ، الملل.

الأب الذى غالبا لايعرف الكثير عن أبناءه. يكتفى بالمعلومات التى تقدمها له الأم . ليس معتادا على الجلوس فى البيت، مكانه الطبيعى فى الخارج وسط أقرانه.. عمله هو رقم واحد بالنسبه له ليس بدافع الأسرة، لكن لأنه يشعر بوجوده وأهميته فى عمله.
.مفهومه لدوره فى الحياة لاتتفق مع طبيعته أن يجلس فى البيت. الأدهى إن كان مرغما، إن كان غصبا.. إن كان بقوة القانون. ملول بطبعه. يهوى التغيير. ليس له صبر على الأولاد، ضوضاءهم.. زعيق زوجته..قلقها وتوترها غالبا يجعله يهرب إلى العمل، القهوة أو النادى.

الزوجة التى لم تعتد على وجوود زوجها فى البيت معظم الوقت. نحن النساء مهما تبأونا من وظائف ومهام، نشعر بأن حياتنا فى البيت. عملنا الأول فى المنزل. حتى قيل أن عمل المرأة فى البيت لاينتهى، بل طالب البعض بأن تحصل المرأة على أجر نتيجة هذا العمل.

قالت لى إحدى صديقاتى,, إنها لاتعرف إن كانت ستحب أن تذهب إلى العمل ثانية بعد هذه الفترة الطويلة من المكوث فى البيت أم لا.

يجدها تمسك بالتليفون طوال الوقت، يطلب منها أن تنظف البيت كما ينبغى، تراعى مذاكرة الأولاد. تستفزه بالأوامر.، تأمره بشراء الطلبات. تخزين البيت. يشعر بالسأم، بالملل. تشعر بالملاحقة والملاحظة.

لاأحداث، لاجديد. لاشئ عن زملاء العمل.. ماحدث من الأهل، إحتفالات شم النسيم، أيام رمضان..التخطيط للأجازة السنوية، الذهاب إلى المصيف. إختفاء وجوه الأصحاب، الزملاء، الأقرناء وحتى الأقرباء. لايوجد سوى نشرات عدد الموتى فى كل بلد. عدد المتعافين. أرقام الدول من حيث الترتيب فى عدد الحالات. مقدمو البرامج الذين يبدون فى أزهى ملابسهم.. يبتسمون وهم يزفون لنا هذه الأخبار الأليمة، كأن الأمر برمته لايعنيهم.

إنه مشهد من مشاهد كورونا وتبعيتها. إكتشاف جديد للذات وللأسرة وللحياة عموما.

أى شئ يأتى بالقوة، بقوة القانون يفقد معناه، يتلاشى بريقه، يفقد قيمته. كم جميل لو قررت الأسرة بمحض إرادتها، بعيدا عن “الست” كورونا أن تقضى يوما أسريا مع بعضهم البعض، يعيدون فيه إكتشاف ذواتهم، يتعرفون على بعضهم، يتشاركون، يتبادلون الأدوار. ليفهموا معنى التفاهم، التراحم، المشاركة. يفهموا معنى الأسرة.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

This is me

This is me, “writer”. No matter what I do in life, writing still urges me, pushes me and reminds me that there is something needs to be said, something needs to be written. Life is full of surprises, frustrations and also good news. Every day is a story telling. So, my life is full of stories.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

مجرد كلام..بس مش اى كلام

https://www.facebook.com/SomayaAhZakaria/
Categories
My Impressions إنطباعاتى

تأملات كرونية

“أمريكا أولا.”. هذا الشعار البراق الذى أطلقه الرئيس الأمريكي فى بداية فترة حكمه. ليجعل الأمريكين يهتموا ببلادهم أولا وأن يجعلوها نصب أعينهم.

سافر إلى الشرق الأوسط، عقد صفقات بالمليارات ليحضر أموالا إلى أمريكا، يرفع من مستوى الدخل ويقل من عدد البطالة.

تحدى العالم لكى يبنى سورا عتيدا قويا يفصل بين أمريكا وجيرانها و حتى لايسمح بأحد للعبور إلى حدودها –ليحرم ناسا تمثل الغالبية العظمى من العمالة،. تتكلم الأسبانية التى تعتبر اللغة الثانية الرسمية هنا فى أمريكا.

وضع شروطا وضوابط مشددة لكل من يريد أن يأتى إلى أرض الأحلام للإقامة، الإعاشة، العمل أو الدراسة.

وهاأنت أيها الكائن البسيط الذى لاترى بالعين المجردة، أتيت لتطلع لسانك لنا.. فلا أحد يريد أن يأتى إلى أمريكا. لامن المكسيك ولا من البرازيل ولا من أى مكان فى العالم. بل أعتبر العالم أمريكا مكانا غير مستحب الإقامة فيه. بلد أصبح الرقم الأول فى نسبة حالات الإصابه بفيروس كورونا. بلد تعامل ببطء مع مثل هذه الكارثة العالمية.

أثبت شعار “أمريكا أولا” هشاشته. أمريكا لايمكن أن تكون أولا أو بمفردها، إنها يجب أن تكون مع العالم كله فهى فى حاجة إلى العالم والعالم فى حاجة إليها.

لاقيمة لسور، أو إجراءات. البلدان القوية ذات الهيبة سقطت أقنعتها الحقيقيقة.. قمت أنت أيتها الكورونا بتعرية هذه الأنظمة التى ظهرت خاوية جوفاء. لاتهتم سوى بتكنولوجيا كاذبة وحرب كواكب ونسيت أننا الأن نعيش عصر حرب الفيروسات.

خراطيم المياه التى إمتدت فى الدول العربية لتفرق المتظاهرين. العراق، لبنان. الفوضى التى عمت عالمنا العربى ولا حل لها.. أتيت أنت أيها الفيروس بقوتك وصغر حجمك.. لتأمر الجميع بالعودة إلى البيت. أمل وحلم كثير من الحكومات التى جربت كل شئ. يالك من خبيث.. لئيم..قوى.. عتيد.

البيت الحرام الذى كان قبلة المسلمين. يعيش على السياحة الدينية. يزوره كل عام مايقرب من 4 ملايين زائر. يأتون من كل أنحاء الأرض فى نفس الوقت، يقومون بنفس الشعائر ، يعودون إلى ديارهم سالمين.. لامرضى . الآن أقفل أبوابه أمام مراديه فى سابقة لم تحدث إلا نادار.، حينما تحول البيت الكريم إلى ملهى ومكان للحفلات والسياحة والزيارات للجميع من حدب وصوب!

ضاعت عبارة “كل الطرق تؤدى إلى روما” ليصبح طريق الموت والهلاك والكرونا هو الطريق الوحيد المؤدى إليها!

قاهرة المعز.. صاحب الألف مئذنة.. القاهرة العامرة التى لاتعرف النوم. شعبها الذى لايعرف سوى الضجيح. المحلات التى لاتقفل أبوابها قبل صلاة الفجر. الشعب الذى لايعرف أبدا ساعة ذروة ووقت ذروة. فطوال اليوم – هو وقت ذروة. لايمكن أن تتنبأ بوقت هدوء. اليوم القاهره العامرة أغلقت أبوابها. نيلها ساكن.. صامت يشهد على كل مايحدث فى هدوء وتأمل.

الأسرة التى كان كل افراداها يعيشون كل فى عالمه.. أصبحوا بحكم القانون يجب أن يعيشوا معا، يتواجدوا جميعا فى نفس الوقت, يتعرفوا على بعض من جديد. يكتشفوا كل السبل المتاحة لتمضية الوقت والإستمتاع به.

الوقت أصبح طويلا.. ماذا نفعل به!! هل نهدره!! كما أهدرنا حياتنا، أم نتأمله، نستفيد به ونتعلم منه!.

توقف العالم وأغلقت أبوابه حتى إشعار أخر. خسرنا الملايين من الأنفس ومن الأموال ومن المعانى!

أيتها الكورونا.. ماذا تريدين!! ألم تصلى إلى هدفك!.. لم تفرقى بين غنى وفقير، صبى وعجوز، مسلم ومسيحى!! ألم تخبرينا أننا جميعا فى الهم سواء. رسالتك وصلت. لن نعود إلى سالف عهدنا. وضعت بصمتك علينا.. تغيرنا،، تأملنا، توحدنا فى كثير من الأمور.. أصبحنا بحق.. بنى أدمين.

.. ألم يحن الوقت لكى ترحلى عنا، وتدعيننا نبدأ من أول السطر.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

بعبع كورونا

أصيبت بسعال حاد مصحوبا بإرتفاع فى درجة الحرارة مع هبوط فى الضغط ، سبب إعياءا شديدا إلى جانب رغبة مستمرة فى الغثيان.

ذهبت إلى الطبيب الذى أجرى إختبار الأنفلونزا ، تبين أنه سلبى.. قرر أن يقوم بعمل إختبار كورونا.

طلب منى العودة للبيت بعد أن كتب لى مضادا حيويا ودواء للكحة وطالبنى بعدم الإقتراب أو الإختلاط بأحد.

توقفت حياتى المزدحمة العامرة بالنشاط. إنحصر يومى فى مواعيد الدواء، النوم ومشاهدة التلفاز من حين لأخر.

تحولت إلى خرقة بالية.. لاأقو على أن أرفع رأسى. أقسى أمانى.. أن أسترد عافيتى، أستطيع أن أنهض من فراشى. قلت لنفسى.. لايهزم الإنسان سوى المرض. الصحة.. الصحة ثم الصحة. بها تحقق أحلامك.. تعمل، تخرج وتنطلق إلى سماءك الواسعة.

رأيت العالم توقفت حركته..إنزوت الحياة. فى بلاد كانت هى الحياة نفسها مثل إيطاليا وأسبانيا وفرنسا. عم الخوف، الهلع والترقب من هذا البعبع. الذى يرسل إشاراته إلينا دون أن نستطع أن نراه بالعين المجردة. حول حياتنا إلى موات، عمرنا إلى
ترقب..ووقتنا إلى إنتظار.!!

أغلقت المدراس.. جلسنا فى البيت.. تعلقت أعيننا بأجهزة التلفزيون ترقب وتعد عدد الوفيات فى أنحاء العالم. توقفت حركة الطيران.. سكرت المطاعم أبوابها.. فرض حظر التجوال فى مدن بعينها!!

هل من رسالة نستخلصها من كل مايحدث، فالأرض ضاقت بما رحبت.. أرادت منا أن نبتعد، أن نكون أكثر نظافة.. أكثر حرصا، أقل حركة، أقل ضجيجا، أكثر صدقا فى التعبير عن مشاعرنا. لاقبلات “عمال ع بطال” بين النساء بعضهن البعض. لاقبلات بين الرجال وسلام بالأنوف!! الأ نعتبر المكوث فى البيت سجنا لايمكن الفكاك منه، وعقابا على تصرفاتنا.

توحدت البشرية فى الشعور بالخوف.. بالحرص على السلامة، بحب الحياة، رغم كل الإختلافات الانهائية بين الناس.

اليوم أشعر بالتحسن.. ظهرت نتيجة التحليل سلبية. أومن أن هذا الكرب وهذا البلاء سينقشع، ينتهى. إننا فى عصر العلم والعلماء..والبحث العلمى.

ستعود الحياة إلى سابق عهدها.. سنتعلم الدرس لوقت ما، ثم ننسى ونعود إلى سالف عهدنا!!إ

Categories
My Impressions إنطباعاتى

قعدة ستات – Women’s Gathering

قعدة ستات

من بين الأشياء الكثيرة التى أفتقدها هنا فى أمريكا هى “قعدة الستات”. الوقت الذى كنت أقضيه مع صديقاتى وصحباتى فى أماكن مختلفة..كالنادى أو فى أحد المطاعم وغيرها. نتكلم، نتفق، نختلف، ننم.. المهم الوقت مع “الستات” يكون له طعما ثانى!!. موضوعاتنا بتكون عن “حاجة الستات”.. الأكل. المطبخ.. الأولاد.. الموضة، الشكوى المستمرة من الأزواج.

قلما أجد ذلك هنا فى أمريكا لأسباب كثيرة.. طبيعة الحياة وسرعتها.. نوع العلاقات. لذا، سعدت بدعوة بعض الصديقات أن نلتقى فى أحدى “الكافيهات” لتناول بعض القهوة ونجلس مع بعض “قعدة ستات”!!

الجوكان جميلا، مشمسا.. كنا ثلاثة وأنا الرابعة.. هن “برضه” أمريكيات، يعنى “لابسين” كاجوال،بدون مساحيق تذكر. لكن أنا كعادتى كنت “متأنتكة”. وقررت أن أكون أنا ولا أقلد أحدا.

مالت صديقتى على وقالت إن إبنتها تتمنى أن تنجح علاقتها مع زوجها الثالث بعد أن هرب – “هذه بالضبط الكلمة التى إستعملتها – زوجها الأول مع إمرأة أخرى، وزوجها الثانى من أجل عمله وطموحاته!!

قاطعتها صديقتنا الثانية. قائلة “ده حصل معايا من 30 سنة. “الحمد لله جوازى دلوقتى جميل وماشى كويس”.

قالت الأولى ضاحكة.. بنتى قالت لو منفعتش الجوازة دى.. يبقى خلاص كفاية على كدة.

إبنة صديقتى هذه أعرفها جيدا عن طريق عمل ما. ذكية، جميلة وديناميكية. ولها ولدان من زوجها الأول – يعيشان معها الآن.

المشاكل هى المشاكل فى مصر أم فى أمريكا أو أى مكان فى العالم!! القضية فى تناول مثل هذه المشكلات، النظرة إليها والتعامل معها!!.

فلا الأم خجلت من أن تقول أن إبنتها “طفش” زوجها من أجل إمرأة أخرى.. ولا شعرت بالشفقة على إبنتها لأن ألأولاد سينشأون بعيدا عن والدهم!

ولا الصديقة “مصمصت” شفتيها وقالت “بنتك خايبة ماعرفتش تحافظ على جوزها”. ولا الإبنة كفرت بالزواج والرجال وكفت عن المحاولة.. وقالت “قسمتى ونصيبى”.لا .. إنها تؤمن فى حقها فى الحياة والحب والمحاولة.

الحياة لاتنتهى بطلاق.. أو خيانة.
القلب له أحكام.. الظروف؛ هوى النفس،
سوء الأخلاق… وكثير من الأمور تحدث فى الحياة لاشأن لنا بها. إنها فقط تحدث.

فى مصر قد تحرص الأسر على إخفاء كل شئ.. والخوف من البوح.. والكبرياء الزائف يحكم الكثير من المظاهر. فالمرأة التى يتركها زوجها من أجل إمرأة أخرى لايمكن أن نتهمها بالتقصير.. وأنها لم تكن زوجة جيدة. حتى الزوج الذى فعل ذلك.. لايمكن أن نظل نتمنى له كل سئ.. ونتهمه بسوء الخلق وضياع الضمير.. وإنه ضيع أولاده. أما الطرف الثالث فنقول “ست خطافة رجالة” وغيرها من التعبيرات.

ماينطبق على الرجل الذى يترك زوجته من أجل إمرأة أخرى، يستوى مع المرأة التى تترك زوجها من أجل رجل أخر.

طالما الإنسان حيا يرزق، أولاده بخيرـ ليس فى سجن أو حبس.. ليس أسير فراش مرض أو فقد بالموت عزيز غالى يجب أن يحاول ، أن يعيش. فالحياة ليست حقا مكتسبا.. إنها هدية.. يجب أن ننعم بها!!

القلب ينكسر.. لكنه يلتئم.. الجرح ينزف لكن يندمل، قطار الحياة لايتوقف.. لاينتظر طويلا فى المحطات الساكنة بلا حركة. الحياة تمشى،تسير وربما إلى الأفضل.. والله أعلم.

زفت لنا زميلتنا الثالثة خبر حمل إبنتها لطفلها الأول وهى على مشارف الأربعين. قالت وسط ضحكاتها “الحمد لله لحقت تحمل قبل ماتخش ع الأربعين”. أخيرا سأكون جدة. سألتها كيف تعرفت إبنتها بزوجها قالت عن طريق الترتيب مع إحدى الأصحاب. قلت فى خاطرى.. يعنى الأمريكان بيتجوزوا جواز صالونات زينا فى مصر!!

لاعيب فى ذلك.. فلم تقل صديقتى إن إبنتها ترفض العرسان، أو لاتريد الزواج.. أو إن العرسان واقفين طابور وهى اللى مش عاوزة. هى قالت أنها سعت لأن ترتب زواج إبنتها عن طريق إبن أخت إحدى صديقاتها!! الزواج مطلب طبيعى وإحتياج شرعى للمرأة والرجل.. لاعيب فى أن يبحث الإنسان عن راحته وسعادته. الحقيقة إن إبنة صديقتى هذه كالحة ومثل المياه الراكدة وتفوقها أمها نشاطا وحيوية.. مسكين زوجها!!

إحتسيت القهوة مع صديقاتى.. تبادلنا النكات، أكملنا “الحديث. أتفقنا أن نلتقى ثانية فى “قعدة ستات”.

Categories
My Impressions إنطباعاتى

عيد ميلاد كاثى Kathey’s BDay

عيد ميلاد “كاثى” الستين
دعتنى صديقتى الجميلة “كاثى” إلى عيد ميلادها الستين. هكذا قالت فى الدعوة التى وجهتها لكل صديقتها ووضعتها على “الفيس بوك”.
لم أتصور أبدا أن صديقتى الجميلة “كاثى” فى الستين من عمرها. فهى تبدو لى أصغر بكثير. بحكم ثقافتى الشرقية.. فلست معتادة على أن تعلن المرأة عمرها الحقيقى على الملأ وعلى صفحات التواصل الأجتماعى.
صديقتى الجميلة “كاثى” فعلت. عندما ذهبت إلى الحفل. وجدت المكان كله مزدان برقم 60 حتى المناديل الورقية كان مكتوبا عليها رقم 60. بدت صديقتى الجميلة كعادتها مليئة بالحيوية والنشاط. ضاحكة، مبتسمة. ترتدى بنطالا أبيض فى أسود و”بدى” أسود. بدت لى فى غاية الجمال والأناقة والبساطة.
أقتصر الحفل على أصدقاء “كاثىى وعائلتها. الوقت كان جميلا، مبهجا، شأنه مثل شأن أعياد الميلاد.. لكن!!
كاثى قالت أنها لاتحتفل بعيد ميلادها.. لكنها تحتفل بالحياة. أضافت أنها تعرضت لعملية القلب المفتوح العام الماضى، ولم تكن تتصورأنها يمكن أن تعيش وتصل إلى سن الستين. قالت ودموعها تترقرق وسط كلماتها.. أنها تحمد الله على نعمة الحياة.. نعمة الأسرة ونعمة الأصدقاء.
قضيت يوما جميلا مرحا وسط ناس كلهم فوق الستين.. كلهم يحبون الحياة.. يحتفون بالأسرة.. يسعدون بالأصدقاء.. وأنا واحدة منهم.
صديقتى الحبيبة “كاثى” كل عام وأنت فى صحة وسلام.. كل عام وأنت ستين عاما أفضل.. وأحسن..

وأكثر إشراقا.. كعادتك.
My Dear Friend Kathy Jones 60 Birth Day
Yesterday, my dear friend Kathy celebrated her 60 years Birthday. She bravely, sent her birthday invitation on face book.
Kathy was looking stunning in her black and white pant with a black buddy. She did not look sixties at all, but contrary, much younger. She said with tears on her eyes that she is celebrating life not birthday, after her rescue from the major heart surgery she had last year.
Kathy said she cherishes life, family and friends. I do too.
Happy Birthday Day my dear and kind friend Kathy. Love you. Souma.