عندما ترى الألم الذى يعيشه الأخرون، عليك أن تحترم وجعك..تقدره..وتحمد الله عليه.. تشكره أنه أعطاك هذا العبء الذى تستطيع تحمله! سبحان الله.. يعطى كل إنسان مايستطيع تحمله..!!
لاأعرفها.. ولاعمرى إلتقيت بها.. شابة فى مقتبل العمر.تحمل جنينا بين أحشاءها.. بلا بيت. بلا مأوى. بلا عائل. بلا مال. وحيدة.. مقهورة.. تبكى بحرقة فى بلد الحريات.
تعرضت للضرب، السحل. الإيذاء النفسى. اللفظى. والجنسى. ماذا أنت فاعل وأنت ترى الإنسانية وقد هزمت فى عقر دارها!
الذين يتحدثون عن العنف فى مصر. يجب أن يعرفوا أن العنف بكل أنواعه..وأوجاعه.. موجوود وكائن بهيئته القبيحة فى كل بلاد العالم بما فيها بلد الحريات. لكن الحكومة لاتجلس عاجزة..صامتة. تقاوم العنف ضد المرأة..تسن القوانين..تقدم الإستشارات المجانية. تمد يدها بالعون لكل محتاجة.
لم أملك نفسى من أن أبكى معها. لم أتمالك ذاتى من الحنو عليها. لايجمعنا سوى لغة الضاد. وحدة الإنسانية. إختلاف الظروف التى جعلتنا نلتقى.
“No silence, No violence.”
شكرت الله على ألمى.. فعلى الأقل لم يكن مهينا!.بل موجعا.. شأنه شأن كل الألامّ.
تتداعى الذكريات..وتتداعى معها الآلام.. مواقف عشناها..ناس احببناهم..جرحونا. اصدقاء فتحنا لهم قلوبنا..بيوتنا..هدموا كل شئ. ..جعلونا نفقد ثقتنا فى انفسنا..فيهم..فى الحياة ومعانيها الجميلة.. وكلما تذكرنا ..تألمنا..أغتظنا..إهتجنا..
انا ادعوك هذه المرة..كلما تذكرت..سامح. كلما طافت الذكريات الأليمة والمواقف المجحفة..إستغفر..صل..
فالنسيان نعمة من رب العباد..والتسامح قدرة لايملكها كل الناس..لكن تحتاج تدريب..تحتاج إيمان..تذكر: كل ماتفتكر..سامح!!
ذهبت إلى المدرسة اليوم..وبعد أن دخلت إلى الفصل وقمت بالأعمال المعتادة..بحثت عن تليفونى داخل حقيبتى الكبيرة التى يصعب أن أجد فيها شيئا..فلم أجده. قمت بالأتصال برقمى من التليفون الأرضى الموجوود على المكتب..لم يصلنى رنينه.
لم أستطع أن أجلس هادئة.. قلت ربما نسيته فى السيارة. يجب أن أخبر المدرسة فى الفصل المجاور فى حال خروجى من الفصل.
الجو كان مطرا فضيعا.. شديد البرودة.. أستأذنت التلاميذ بأنى نسيت “الموبايل” وسأبحث عنه فى السيارة”.غادرت الفصل، .دون أن اخبر أحدا. إستغرق الوقت حوالى 15 دقيقة، .مابين النزول فى المصعد.. الذهاب الى السيارة…تفتيشها. . لم.. اجده.
صعدت المصعد. مشيت “طرقة” طويلة جدا حتى وصلت الى الفصل”!
لم تحدث أنى نسيت الموبايل من قبل. شعرت انى فى حاجة “نقصانى”. واجهتنى مشكلتان. الأولى” كيف أخبر زوجى ..لأنه “قلوق” وعندما يحاول أن يتصل بى لن استطع الرد عليه. ثانيا: كيف سأقضى اليوم بدون الموبايل!! أتصلت بزوجى عشرات المرات من التليفون الأرضى الموجوود على المكتب. فليس من عادته أن يرد على الأرقام التى لايعرفها. أخيرا.. وصلت إليه.. أخبرته..أطمأن.. شكرنى. الحمد لله..”إتحلت المشكلة الأولى”
بقيت المشكلة الثانية: ان معى معلمة مساعدة ولن افعل شيئا للتلاميذ، سوى ملاحظتهم..ماذا أفعل بخمس ساعات..بلا موبايل!!.
لحسن الحظ كان معى كتابا.. قرأت فيه ثلاثة فصول..وانا لاأجد وقتا لقراءة فصل واحد. ثلاثة فصول .بلا تشويش.. أو مقاطعة من تليفون.. وسائل تواصل.. إعلانات.
ومن ضمن ماقرأته.. تعلم أن تقول لأ.. بأدب وذوق. . لاتخش ذلك. تعلم أن تتراجع عن قرارك ولاتلزم نفسك بشئ لمجرد فكرة “انى مابحبش أغير رأيى”.
ضع حدودا لحياتك.. وللناس..”عطلة نهاية الأسبوع مثلا فقط للأسرة والصلاة فى المسجد أو الكنيسة. ليس للعمل والمدير والشركة.
راجع دائما طريقة حياتك وقراراتك يوميا.. وأجعلها عادة .
لاتتبنى مشاكل الأخرين. نعم ساعد.. حب.. لكن دع كل شخص يتحمل مسئوليته. يحل مشاكله،.خاصة الأهل الذين يتبنون مشاكل أولادهم ويحاولون حلها بدلا عنهم.
إتبع مثال سيدنا يوسف عليه السلام حين قام بتوفير القمح فى سنوات الرخاء ليستفيد به فى سنوات الجفاف. تعلم أن تدخر من وقتك ومجهودك وأنت شاب وعفى لكى ينفعك عندما يتقدم بك العمر.
مضى اليوم جميلا مثمرا. إستمتعت فيه بصوت المطر وشكله. .قرأت وتعلمت. بل ومشيت 15 دقيقة أيابا وذهابا فى هذه المدرسة الكبيرةالتى هى أشبه بالقلعة!!
عدت البيت فوجدته قابعا على المائدة.. مليئا بالرسائل..والمكالمات.. قلت له؟؟ أشكرك.. اخذت منك أجازة..غير مقصودة.
تقدم المدارس هنا حصص توعية للأطفال..مثل حصة عن المخدرات..أضرارها..وأنواعها.. أمس قدمت المدرسة حصة لأطفال الصف الثالث الإبتدائى للتوعية بألايسمح لأحد بلمس الأخر.
قالت الإخصائية أن التعبير باللمس شئ محبب لكن يجب على الطفل ألايسمح بالغرباء أن يلمسونه.
أضافت أنه إذا شعر بعدم راحة لأن يضع أحد عليه أن يرفض.
نصحت الأطفال بعدم التواصل والحديث مع الغرباء.
أخيرا تحدثت عن التعارف عبر الإنترنت..وأنه قد يعرض أى منهم للخطر. وألا يدلى بأية معلومات شخصية كالإسم أو المكان الذى يعيش فيه.
أشارت إلى ان هناك من الأقرباء الذى يحاول أن يضع يده عليك..أو يهددك إذا انت لم تفعل. تعلم أن تطلب المساعدة من المدرسة او الشرطة..وألاتخاف.
أعجبنى هذا النوع من التوعية المبكرة للأطفال والتى يتم التعامل معهم على إنهم كبار يدركون ماحولهم؛ وهذا شئ هام وألا تدفن المجتمعات روؤسها فى الرمل متصورة أن كل شى تمام التمام.
المدرسة هنا هى عالم الطفل بكل ماتعنيه الكلمة. تضئ عالم الطفل بالمعرفة والبهجة والحذر والعلم.
تقوم مصر بمبادرة “ذوى الهمم” وهو مجهود محمود تشكر عليه الحكومة. ارجو أن يكون عملا حقيقيا‘ إنسانيا، تعليميا وخدميا.. وليس عملا إعلاميا رئاسيا!!
كثير من الحالات التى أراها وأعيش معها يشيب لها الولدان. لايتسع الوقت أو تسمح الظروف بالكتابة عنهم والكشف عن عذابهم وعذاب ذويهم ومعلميهم. لكن الحكومة لاتتوانى عن تعليمهم.. ضمهم فى مدارس مع الأطفال الأسوياء.. مدهم بمعلومات دراسية بسيطة.. توفير معلمين مهنيين لتعليمهم والصبر عليهم. معلمون بمواصفات خاصة وإستثنائية، أهمها الحب!
It means a lot to live boldly. It is also not easy sometimes.
To be bold, to be assertive and to to be true need unique qualities. You have to have a strong belief in yourself. You have to be brave and bold to defend your opinions.
It costed me a lot to live boldly. I lost a lot but I won myself respect.
كل البيوت مليانة مشاكل. مشاكل مادية..نفسية..عائلية..لكن مفيش زى العيلة.
حافظ على عيلتك..حاول..وحاول أكثر Try harder. اللى ماعندوش عيلة..يعمل عيلة. اللى فشل مرة..يعيد المحاولة. اللى عنده.عيلة .يحافظ عليها ويمسك فيها.
كم المشاكل..والتمزق والفقر الموجوود فى أغنى بلد فى العالم، ومحاولة الناس أن تقوم من عثرتها، أن تحاول مرة وعشر مرات لكى تستمر الحياة، يجعلنى أقول لكم أن الاسرة مثل الشيكولاتة..حلوة بس فيها مكسرات “مشاكل”، قد تؤلم الأسنان أو لانستيسغها..لكن هذا لايمنعنا أن نحب الشيكولاته..نحب العيلة.
Life goes on. Merry Xmas everyone. الحياة تستمر..عيد ميلاد سعيد على الجميع
رغم اى حزن أو ألم..تستمر الحياة. فى هذا الوقت من السنة تكثر الإحتفالات..تزدان الشوارع..تحتفل المدارس..يشترى الناس الهدايا.. الحياة تستمر..الحياة أقوى من الموت.
كل عام وانتم ونحن والعالم كله بخير وسلام وصحة وأعياد.