لاتتوقف عن التعلم..لأن الحياة لم تتوقف بعد عن تعليمك!!
Never Stop Learning because Life never Stop Teaching
طائرة العلم والتعلم.. تظل تحلق إلى أن ينفذ الوقود.. ينتهى الأجل.. وتحط على الأرض.
شغفى بالعلم والتعلم لايزال يلازمنى حتى كتابة هذه السطور. لولا الدورات التدربيبة وورش العمل التى حضرتها فى عملى السابق لما إستطاعت فتاة رقيقة الحال مثلى..تذهب إلى مدرستها سيرا على الأقدام بلا “school bus or auto” اتوبيس المدرسة أن تمسك بيد الأطفال الأمريكيين لتعلمهم لغتهم وتقرأ لهم كتبهم. تلتحق بجامعتهم وقد تخطت مراحل الشباب.. تنقل بلغتهم مشاكلهم وهموهم!!
لاتتوقف عن العلم والتعلم. لاتتوقف على أن تفيد الأخرين بعلمك!! أبدا.
العلم لايخضع لعمر أو زمن.. ولاتقول أن هذا ليس لى أو أنى لن أستطع أن أتعلم ذلك أو أن “العلم فى الراس مش فى الكراس”.. أو “بعد ماشاب ودووه الكتاب.” لا عمر للعلم! إنه يجعلك شابا..متفتحا. محبا للحياة.. مقبلا عليها. متحدثا لبقا.
أحيانا يتعلم الإنسان أشياءا ويقول لنفسه “أنا إتعلمت ده ليه. ضيعت وقتى فى كل ده عشان إيه”. الحقيقة أن العلم.. مثل توفير الفلوس فى البنك.. قد لاتحتاجها فى وقت.. ولكن فى وقت أخر تجد لها فائدة . قد تطل من رأسك وأنت قد نسيت أنك تعرف كل هذا الكم من المعلومات.
ربما الحياة وظروفها وموروثاتنا فى مصرنا الحبيبة لاتحث على طلب العلم مهما تقدم العمر..تضع الإنسان فى قوالب معدة مسبقا وأدوارا محددة..لكن هذا يجب ألا يكون!!
تفتح الحياة هنا ذراعيها لطلب العلم والتعلم.. لمن يريد ويطمح. تجد حولك أمثلة كثيرة لناس فى عمرك أو تخطتك فى العمر بكثير لاتضيع وقتها.. تتعلم هواية جديدة.. حرفة جديدة.. تشترك فى نشاط ما.. تشارك فى فعاليات ما. لاتقول لك “إحنا كبرنا، ويلا حسن الختام”.
الوقت الذى يذهب لايعود..فلا تضيعه فى كلام.. ومهاترات.. وشد وجذب.. الحياة..جميلة.. قصيرة.. غنية بالأشياء الحلوة والمعانى العظيمة.
هنيئا لمن يتعلم ويعلم.. يفيد ويستفيد.. ليس هناك أجمل من علم ينتفع به!!
أطلبوا العلم ولو فى الصين!! إثنان لايشبعان..طالب علم وطالب مال. . أطلبوا العلم لتظلوا شبابا.. أصحاء.. مهما وهن العظم.. وكبر السن!!
حابدأ من جديد — وأكون إنسان سعيد مقالاتى القادمة 1- لأن الشمس لا تشرق مرتين.. ولأن العمر لايكون إلا مرة واحدة.. فأننى فور كل صباح.. عندما أفتح عيناى.. استيقظ.. ثم أضع قدمى على الأرض، سأحمد الله كثيرا..وأشكره جزيلا لأنه وهبنى يوما جديدا. يوم أشبه بورقة بيضاء على أن أملأها. أو قطعة قماش خام.. يجب أن أحيكها ثوبا جميلا، حتى لو كنت لا أجيد الحياكة.
سأختار اليوم.. أن أكون سعيدا. I choose joy
أسأل نفسى سؤالا..ماهو أهم شى يجب أن أنجزه اليوم! وجود خطة أو رؤية، تضعنى على الطريق الصحيح. إذا لم أجد إجابة على هذا السؤال، سأجعل اليوم يأخذنى إلى حيث أريد. لكن كل يوم..كل صباح,..يجب أن أسأل نفسى هذا السؤال..أحاول أن أجد له إجابة.
همست الفتاة ذات الخمسة أعوام إلى جدتها لأبيها.. أن زوج أمها يلامسها. لم تنم الجدة ليلتها.. فحفيدتها تعيش مع أمها وزوج أمها.. بعد طلاقهما.
ذهبت الجدة فى صباح اليوم التالى إلى مكتب الشئون الأجتماعية التابع للمدينة.. حكت الحكاية بأكملها. قاموا بعمل زيارة لبيت الأم وزوجها.. وجدوا أنهم يتعاطون المخدرات.
تم نقل الصغيرة إلى منزل الأب – الذى يقيم مع جدته..وليس والدته.. إلى حين أن يشفى الأم وزوجها من المسكرات..أن تواظب الإخصائية الأجتماعية بمراقبة حال الطفلة فى بيت ابيها والأطمئنان على حسن رعايتها.
أحداث قصة عشت فصولها منذ زمن بعيد..شهدت كذلك عراك الأجداد. فالجدة للأم تريد أن تطمأن على حفيدتها وهى تعرف أن إبنتها تعاقر المسكرات وتتعاطى المخدرات.. لكن ماذنبها هى كجدة تريد أن ترى حفيدتها.
تراءات هذه الصور أمامى عندما كنت أشاهد مسلسل فاتن أمل حربى وقضايا الأسرة والحضانة والإيواء وغيرها.
القانون هنا يهدف أولا وأخيرا إلى مصلحة الصغير. ليست المصلحة المادية والأسرية فقط لكن المصلحة النفسية والعقلية.
زادت نسبة الإنتحار فى أمريكا فى الأونة الأخيرة بين الأطفال من سن 10 إلى 14 سنة بسبب تواصل الأطفال مع الإترنت وإعتبارها صديقهم الأوحد الذين يبثونه همومهم. حتى أنه يوجد خط ساخن فى المدارس بالنسبة لحالات الإنتحار وطلب المساعدة.
لايمكن أن نظل أقوياء طوال الوقت. ثابتة أقدامنا على الأرض. نتأرجح جميعا مابين الضعف والقوة. لكن الحياة السريعة التى نعيشها تطالبننا أن نظل أقوياء. نتخطى العثرات. أمثالنا تقول أن مالايكسرك..يقويك. قرأت فى جريدة الشخصية وعلم النفس الإجتماعى Journal of Personality and Socila Psychology l – هذه الوصفات التى تساعدك على أن تستمر قويا بإتباع الأتى: لاتتضايق من نفسك لأنك حزين أو مستاء. فالحزن يجعلك تشعر بالضعف والأنكسار. لا.. ;”You cannot heal what you don’t feel” . كيف تعالج شيئا لاتشعر به. تقبل حزنك وشعورك به. إن أولى درجات الشفاء هو الشعور بالرضا والتقبل. إن التقبل يساعد على العلاج.
بدلا أن تصرخ فى أحد أو تبالغ فى تناول الطعام أو الإفراط فى الشراب.. عليك أن تتنفس حزنك وألما.. خذ نفسا عميقا..ثم زفيرا. تنفس هذا الحزن بعمق وأخرجه من صدرك.
إبك.. إن البكاء يساعدك على التنفيس عن حزنك. هناك البعض الذى يذهبون لمشاهدة بعض الأفلام المؤثرة التى تجعلهم ينفثون ما فى صدورهم. أثبتت بعض الدراسات العلمية ان تحليل الدموع بها مواد تساعد على تحسين المزاج. غالبا مايشعر الإنسان بالإرتياح بعد البكاء. ووجود الأخرين حوله الذين يمدونه بالدعم العاطفى والتشجيع المعنوى يزيد من قوته ويرفع من معنوياته.. ويجعله يسترد قوته.. وبهاءه.
تقوم الهيئات الغير حكومية بتنظيم يوم كل عام فى المدينة المجاورة لمدينتى يسمى يوم الطائرة – The Kite Day.
إختفى هذا الإحتفال العامين السابقين بسبب اللعينة “كورونا”. لذا كان إقبال الناس كبيرا هذا العام. الطقس كان جميلا، منعشا.
سعدت بأن أعود إلى سابق عهدى بهذه الأنشطة.
يوم الطائرة The Kite Day يكون فى إحدى الحدائق الكبيرة الواسعة. يحضر فيه الأهالى مع أطفالهم وطائرتهم الورقية ليحلقوا بها فى الهواء. ومن لم يحضر طائرته.. يمكنه شراء واحدة أو يقوم بعمل واحدة. توجد عربات للطعام والمشروبات. قطار للأطفال والكبار يتجول بهم فى الحديقة الواسعة.
وتجد الأماكن المخصصة لهذه الجمعيات الغير حكومية.. والتى تتمثل فى جمعيات لحماية الأسرة والطفل. للخدمات القضائية المجانية. لتوزيع الطعام للمحتاجين. مكتبة رقمية يمكن الإستفادة بكتبها. مؤسسة لحماية المرأة من العنف وتوفير الحماية. وهيئة لتعليم اللغة العربية وأخرى للرعاية الصحية المجانية. تقف سيدات وعاملات مبتسمات تمثل كل منهن نشاط الجمعية التى تقوم بالعمل بها. يقدمن المنشورات الورقية الخاصة إلى جانب بعض الهدايا الرمزية.
قضيت يوما جميلا فى يوم الطائرة. خرجت عن المعتاد. إلتقيت ببعض الأصدقاء. قمت بعمل بعض الطائرات الورقية للأطفال.
الهدف من هذا اليوم هو أن ينطلق الجميع.. أن يستمتعوا بالطقس ويستزيدوا بالمعرفة.
تمكنت أنا وزوجى من القيادة خارج مدينتنا لحوالى ساعتين.. إستعنا فيها بإحداثيات الخريطة google mapدون أن نجد صعوبة فى ذلك.
جميعنا فى حاجة إلى أن نحلق فى الفضاء.. نتخلص من التوتر.. اخبار الحروب.. غلو الأسعار.. ننطلق مثل الطائرة.. فى يوم الطائرة The Kite Day يومكم جميل.
كل صباح نطلب من التلاميذ أن يضعوا قبلة فوق يديهم ثم يضعون يدهم فوق جبهتهم قائلين..أنا متميز.أنا جميل.. أنا أحب ذاتى. I’m special. I’m beautiful. I love me. بهذه الطريقة ننمى أسلوب حب الذات وإحترامها..تقبلها. كما هى. حب الذات ليس عيبا أو خطأ.
بين حب الذات ونكرانها نتأرجح بين الرضا عن النفس، أو الشك فيها ا!! خاصة إذا مابدر نقد أو إتهام من أحد القريبين منها. تتاوالى الشكوك التى قد تدمرنا. .تجعلنا نفقد ثقتنا فى أنفسنا. نتعرض للأزمات النفسية والجسمانيه ونصبح أكثر عرضة للأمراض.
علينا ان ننظر إلى خريطة حياتنا..إلى عطاءنا..إلى دورنا..إلى قيمتنا لأنفسنا..ولا نقع..لانسقط..بل نفتخر ونعتز بذاتنا وانجازاتنا وعطاءنا. لانقول لماذا لايحبوننا أكثر.. لماذا لاينظرون إلى مانقدمه.. وألف لماذا.. لا.!
قال الكاتب رونالد سيجل فى كتابه الهدية الغير عادية فى كونك عادى. Ronald Siegel, “The Extraordinary Gift of Being Ordinary
هناك عدة نقاط لو اتبعناها سنحافظ على قوتنا النفسية واعجابنا بذاتنا ورضانا عن كل ماقدمناه لاولادنا ولانفسنا منها: • الحفاظ على العلاقات الاجتماعية التى تشعرك بالسعادة وبحقيقتك وبأهميتك. “من جاور السعيد يسعد”. الإيجابية معدية. • . التركيز على الحاضر اللحظة الحالية . فاذا كنت مثلا معلما قم بالتركيز فى شرح الدرس وتوصيل المعلومة للتلاميذ دون ان تفكر..هل حقا تثير أعجابهم..هل يعجبون بطريقتك. هل تقدم عملا طيبا لتنال شهرة!! • نمى داخلك فضيلة الشكر. ركز على الاشياء الجميلة التى فى حياتك. أنظر إلى اليوم.. الساعة.. تفكر فى كم النعم التى لديك. • حب جسدك وأفتخر به. إرتد الملابس المبهجة.. النظيفة. لاتخشى. لاتتحدث عن جسمم بالسلبية “أنا تخينة”.. أنا قصيرة.. أنا عندى كرش”. ..تذكر ان هذا الوعاء يجعلك تتحرك وتنتقل من مكان إلى أخر. لاتظل تلوم نفسك على الاشياء التى لايستطيع جسمك أن يقوم بها..بل اشكره على أنه رائع.. به قلب ينبض.. وعروق تتدفق بالدماء.
أحبوا أنفسكم لكى تحبوا الأخرين. لاتجلدوا أنفسسكم.. بل تقبلوها كما هى.. لقد قدمتم ولازلتم تقدمون أحسن مالديكم.
كعادتى.. تحت الأغطية.. أصارع النهوض من الفراش.. والإستعداد للذهاب إلى المدرسة. فى قرارة نفسى أعرف أننى يجب أن أقوم.وأستعد.
بصعوبة.. ذهبت إلى المدرسة البعيدة بعض الشئ. لكنها من المدارس المحببة إلى نفسى.. من تلاميذها. طاقمها الأدارى والمعلمين بها. شعرت بروح إيجابية عندما وطأت قدمى أبوابها. رغم برودة الجو وقسوته، الأولاد يجرون يمينا ويسارا بهيئتهم الجميلة.. بشرتهم المشربة بالحمرة.. شعورهم الذهبية.
إلتفوا حولى، أعطونى بعضا من طاقتهم الإيجابية. حوطونى بأذرعتهم..وهم يقولون..”ميس سومة” هنا.. ميس سومة هنا. شعور جميل بدد كل وحشة داخلى.. وكل برد أحسه. حول عبوسى إلى سعادة.
بدأت اليوم مع تلاميذ الصف يتمتعون بمكارم الأخلاق..والإنضباط..والإستقلال. يقومون بأداء مهامهم على الكمبيوتر الخاص بهم.. وإذا تعذر عليهم فهم شئ.، يأتون لسؤالى!!
رويدا.. رويدا.. تركوا مقاعدهم الصغيرة. إلتفوا حول الطاولة الكبيرة التى أجلس عليها.
شعرت أكثر بالسعادة عندما بدأوا يسألوننى بعض الأسئلة عن مصر واللغة العربية وغيرها.. يتبارون فى مساعدتى.. اين أجد دورة المياة أو قاعة الطعام. حيث مضى وقت طويل من أخر مرة عملت فى هذه المدرسة!!
قبل إنتهاء اليوم،.إقتربت منى طفلة جميلة. صوتها عذب. شعرها الذهبى يتدلى خلفها. وجهها مشربا بالحمرة.. رغم برودة الجو. مكتنزة. همست..”مش عاوزة أروح البيت”!! فنظرت إليها فى دهشة وكنا فى نهاية اليوم ونهاية الأسبوع.. والجو يكاد يجمدنا .. فقلت لها فى تعجب!! معقول!! فى حد مش عاوز يروح ويقضى الويك أند. قالت فى عذوبة”عاوزة اقعد معاك”
لم أصدق.ماسمعته!! أنزلت على قلبى وروحى دفئا.. لا أملك حدوده… إقتربت منها. أردفت، “إخوتى بيضايقوا الكلب بتاعى، ولاينظفوا غرفتهم، وأنا بضطر أعمل كل حاجة بدلا منهم”!! إحتضنتها، رغم ان هذا ضد سياسة المدرسة،.وتعليمات “اللعينة كورونا”. براءتها. تلقائيتها وجمالها الطفولى الآخاذ، جعلنى أقف صامتة.
سمعنا صفير قدوم “باص” المدرسة ليقل التلاميذ إلى بيوتهم. قبلتها.. وقلت لها اجازة سعيدة “Have a nice week-end”.. إبتعدت لكنها جعلتنى أنا الأخرى، أقضى أجازة سعيدة!!
عندما ترى الألم الذى يعيشه الأخرون، عليك أن تحترم وجعك..تقدره..وتحمد الله عليه.. تشكره أنه أعطاك هذا العبء الذى تستطيع تحمله! سبحان الله.. يعطى كل إنسان مايستطيع تحمله..!!
لاأعرفها.. ولاعمرى إلتقيت بها.. شابة فى مقتبل العمر.تحمل جنينا بين أحشاءها.. بلا بيت. بلا مأوى. بلا عائل. بلا مال. وحيدة.. مقهورة.. تبكى بحرقة فى بلد الحريات.
تعرضت للضرب، السحل. الإيذاء النفسى. اللفظى. والجنسى. ماذا أنت فاعل وأنت ترى الإنسانية وقد هزمت فى عقر دارها!
الذين يتحدثون عن العنف فى مصر. يجب أن يعرفوا أن العنف بكل أنواعه..وأوجاعه.. موجوود وكائن بهيئته القبيحة فى كل بلاد العالم بما فيها بلد الحريات. لكن الحكومة لاتجلس عاجزة..صامتة. تقاوم العنف ضد المرأة..تسن القوانين..تقدم الإستشارات المجانية. تمد يدها بالعون لكل محتاجة.
لم أملك نفسى من أن أبكى معها. لم أتمالك ذاتى من الحنو عليها. لايجمعنا سوى لغة الضاد. وحدة الإنسانية. إختلاف الظروف التى جعلتنا نلتقى.
“No silence, No violence.”
شكرت الله على ألمى.. فعلى الأقل لم يكن مهينا!.بل موجعا.. شأنه شأن كل الألامّ.